كشف المهندس حسين لوتاه مدير عام بلدية دبي عن إطلاق أول محطة مرجعية متنقلة صديقة للبيئة لرصد ملوثات الهواء على مستوى المنطقة، من حيث التصميم ونوعية الأجهزة والمعدات المستخدمة، جاء ذلك خلال فعاليات يوم بلا مركبات في دورتها التاسعة، ، التي نظمتها نظمت بلدية دبي، ضمن مبادراتها المجتمعية والبيئية والصحية لخفض نسبة الانبعاثات الكربونية في الجو، وتكريس فكرة استخدام النقل العام الآمن على المجتمع والبيئة معاً ليصبح ثقافة عامة لدى الجميع، وحققت المبادرة نجاحاً لافتاً إذ شارك عدد كبير من المؤسسات العامة والخاصة والبلديات في الدولة بالمبادرة. وأكد لوتاه، أن المسؤولين في البلدية وضعوا نصب أعينهم التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الدائمة بضرورة النجاح بين أن تكون دبي المدينة الأولى في العالم اقتصادياً، وصحياً، وسياحياً، وأن تكون المدينة الأولى في العالم من حيث النظافة سواء على الأرض أو في المياه الإقليمية، أو في الهواء، وحماية البيئة من التلوث الناتج عن الانبعاث الكربوني المتولد من عوادم السيارات أو المصانع، أو المنشآت التي تتعامل في مجال الطاقة بشكل عام. حضر الافتتاح كل من معالي الدكتور ثاني الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، وعبد الله البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي بدبي، واللواء محمد المري مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، وأحمد جلفار مدير عام هيئة تنمية المجتمع، وعبد الرحمن آل صالح مدير عام الدائرة المالية بدبي، وخليفة بن دراي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وعلي المطوع الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي، وعلي إبراهيم نائب مدير عام الدائرة الاقتصادية، ومحمد عبيد الملا عضو مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، وناجي الحاي الوكيل المساعد لقطاع شؤون التنمية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، واللواء محمد سعد الشريف مساعد القائد العام لشؤون الإدارة في شرطة دبي، وعدد من المسؤولين من مختلف الجهات الحكومية المحلية والاتحادية. وأوضح أن دبي بالفعل المدينة الأولى في العالم التي تنجح في أن تكون بيئة نظيفة مستدامة، من خلال مبادراتها البيئية والصحية التي تقوم بها من بينها هذه المشاركة الكبيرة من بلديات الدولة ودوائر حكومة دبي والهيئات والمؤسسات والكم الكبير من الأفراد. مشيراً إلى أن المبادرة على مدار سنواتها التسع حققت شهرة كبيرة ومساندة من الدوائر والمؤسسات والشركات العاملة في الإمارة، معرباً عن مشاركة كل من بلديات: العين، وعجمان، ورأس الخيمة، في هذه الدورة التي تخطت طابع المحلية لكي تصبح نموذجاً يحتذى به في حماية البيئة من التلوث الكربوني الذي يؤثر على الجميع. وكشف لوتاه عن إطلاق الدليل الإرشادي للالتزام البيئي للقطاع الصناعي في الإمارة، مؤكداً أن تلك المبادرات تأتي ضمن الرؤية الاستراتيجية للإمارة التي تسعى للحفاظ على البيئة واستدامة مواردها الطبيعية، خاصة بعد أن باتت بيئة الإمارة حاضنة ومستقطبة للاستثمارات في كافة المجالات. لا سيما الاستثمارات الصناعية التي شهدت نمواً متسارعاً بفضل التسهيلات والحلول المبتكرة التي توفرها الإمارة لقطاع الأعمال، فضلاً عن إقامة العديد من المناطق الصناعية ببنية تحتية متكاملة التي أسهمت في تعزيز الاستثمارات وجذب المستثمرين، وتنمية صناعات استراتيجية جديدة. مشيداً بالمحطة المتنقلة التي تستند إلى أنظمة وأدوات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يشكل نقلة نوعية في مجال الرصد البيئي، ويعزز مكانة الإمارة كنموذج يحتذى به على مستوى العالم في مجال المدن الذكية التي تسخر أحدث التكنولوجيات والأنظمة لسعادة وخدمة قاطنيها وزائريها. وأشار إلى أنه تم تصميم المحطة وتجهيزها بمواصفات عالمية، حيث تحتوي على ما يقارب من 20 تقنية رصد متطورة يتم تشغيلها من خلال الطاقة المتولدة من الألواح الشمسية الموجودة أعلى المحطة من الخارج، وتعمل تلك التقنيات على رصد نحو 100 عنصر ومركب من ملوثات الهواء كالملوثات السمية كالمركبات العضوية المتطايرة ومحفزات الأوزون، وتركيز المعادن الثقيلة، والغازات المسببة للروائح، بالإضافة إلى رصد مستويات التلوث الإشعاعي والضجيج وبيانات الأحوال الجوية، فضلاً عن احتوائها على مجسات لرصد الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. 13 محطة ثابتة والمحطة المرجعية المتنقلة ستعمل على تعزيز منظومة وشبكة رصد ملوثات الهواء التابعة للدائرة والتي تتألف من نحو 13 محطة ثابتة موزعة بمواقع استراتيجية مختلفة بالإمارة، تم تزويدها بحزمة من البرامج الحاسوبية المتطورة لمعالجة وتحليل البيانات الملتقطة آنياً وعرضها على شاشات العرض الداخلية بصورة بيانية رقمية وكذلك من خلال عرضها بصورة خرائط رقمية ثنائية وثلاثية الأبعاد، وبدقة متناهية قبل عمليات تضمينها بقاعدة البيانات الرئيسية التابعة للدائرة، مشيراً إلى أنها تعد بمثابة غرفة عمليات بيئية متنقلة. حيث ستتيح تقنياتها المتفردة التي تعمل بنظام الطاقة الشمسية، باستخدامها بحالات الطوارئ، والأزمات، والحالات الاستثنائية بكفاءة عالية، كونها مزودة بأجهزة اتصال متطورة، ستقوم بموافاة المسؤولين ومتخذي القرار بمستويات وتركيز الملوثات، أياً كان نوعها بصورة آنية، لتكن بذلك أداة فعالة في عمليات دعم اتخاذ القرار. وتساهم بسرعة فائقة في اتخاذ التدابير والإجراءات المناسبة لحماية الجمهور من التلوث، هذا كما أفاد بأنه تم الانتهاء من إعداد خطة شاملة وممنهجة لتوظيف المحطة المتنقلة بعمليات مسح بيئي شامل لكافة مناطق الإمارة. دليل إرشادي كما أن الدليل الإرشادي للالتزام الصناعي سيسهم في إبراز وتعزيز الواقع البيئي للإمارة، وتعزيز تنافسية دبي ودورها القيادي نحو التنمية المستدامة، اشتمل على عدة أبواب منها الإطار التشريعي ورؤية الإمارة الاستراتيجية المتعلقة بالقطاع الصناعي، وتأثيره على الوضع الاقتصادي للإمارة والناتج المحلي. وتناول بالتفصيل الترخيص البيئي للمشاريع الصناعية وما يرتبط به من إجراءات وتقارير بيئية ووثائق مطلوب توفيرها للحصول على التصريح وفقاً لنوع النشاط الصناعي وتأثيراته على قطاعات البيئة واستدامة مواردها. وتناول أيضاً المعايير والاشتراطات البيئية التي تضمن تشغيل المنشآت الصناعية بصورة مستدامة، استناداً إلى معايير الإنتاج الأنظف من خلال 3 محاور رئيسية هي: كفاءة العمليات التصنيعية من خلال استخدام التقنيات المتقدمة لرصد والتحكم بالملوثات والانبعاثات الصناعية بما يضمن المحافظة وحماية قطاعات البيئة المختلفة بالإمارة من التلوث أو الاستنزاف، وكفاءة إدارة النفايات الصناعية وخصوصاً الخطرة منها وتقليل والحد من كمياتها من خلال عمليات المعالجة وتشجيع عمليات التدوير وإعادة الاستخدام بمواقع الإنتاج، إضافة إلى كفاءة استخدام ومناولة وتخزين المواد الكيميائية. مسؤولية مجتمعية من جهته، قال اللواء محمد أحمد المري مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي: «إن إقامة دبي تعمل ضمن استراتيجيتها في الإدارة على ترسيخ قيم المسؤولية المجتمعية من خلال مشاركتها في المبادرات المختلفة والحملات التوعوية التي تصب في خدمة المجتمع. لذلك حرصنا في الإدارة على المشاركة في مبادرة «يوم بلا مركبات» المشروع البيئي الذي يأتي كمبادرة هادفة تتمثل في حماية البيئة وتشجيع أفراد المجتمع لاتباع سلوكيات تسهم في تعزيز مفهوم البيئة المستدامة، ويسعدنا أن نشارك في «مبادرة يوم بلا مركبات» التي تنظمها بلدية دبي سنوياً، والتي تسهم بشكل مباشر في تعزيز فرص تحقيق أهداف الأجندة الوطنية 2021 في مجال المحافظة على جودة الهواء وخفض البصمة الكربونية». كما أشاد اللواء عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، بمبادرة «يوم بلا مركبات» الهادفة إلى إبراز مكانة المدينة عالمياً في مجال المدن الصديقة للبيئة عن طريق إيجاد كافة الحلول المستدامة والفعالة لمواجهة التحديات البيئية المختلفة وأبرزها تلوث الهواء وزيادة البصمة الكربونية والتي تنجم عن انبعاث المركبات، مشيراً إلى أنها تعتبر مبادرة فريدة من نوعها من قبل البلدية. من جانبه، قال أحمد عبد الكريم جلفار المدير العام لهيئة تنمية المجتمع بدبي: سعدنا بالمشاركة في المبادرة التي تعكس موقع دبي الريادي ضمن المدن الصديقة للبيئة، وتضافر الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة لتشجيع الحس بالمسؤولية المجتمعية تجاه الحفاظ على البيئة والحد من الانبعاثات الغازية من المركبات. وتشجيع استخدام وسائط النقل الجماعية، ونشر ثقافة الوعي بالسلوكيات البيئية الصحيحة والنقل المستدام، فحماية البيئة هي مسؤولية مشتركة بين كافة أفراد المجتمع، وخطوة حضارية تساهم بدورها في عملية التنمية المجتمعية الشاملة. اقتصاد أخضر وثمّن علي إبراهيم نائب مدير عام اقتصادية دبي مبادرة «يوم بلا مركبات»، التي تؤكد فيه البلدية صداقة الإمارة للبيئة المحيطة، وسعيها المستمر نحو الحد من الانبعاثات الكربونية والتلوث البيئي، وتعمل اقتصادية دبي على التواصل مع صناع القرار والقطاع الخاص، لتعزيز مساهمتهم في تحويل الإمارات وإمارة دبي على وجه الخصوص إلى اقتصاد أخضر. كما تضع استدامة الاقتصاد وتعزيز المسؤولية الاجتماعية تجاه البيئة ضمن أولوياتها، لما لذلك من دور إيجابي في التقليل من التأثيرات السلبية على البيئة، وتحسين المناخ وخفض كمية المخلفات الناجمة عن الأعمال التشغيلية، سعياً منها للوصول إلى أفضل الممارسات، والارتقاء في استدامة التنمية. ووصل عدد المركبات التي توقفت خلال يوم المبادرة في دورتها الثامنة (العام الماضي) إلى 60,000 مركبة وهو ما يعادل خفض نحو 174 طناً من الانبعاثات الكربونية والتي قد تحتاج إلى زراعة 1218 شجرة للتخلص منها، كما يمثل عدد المركبات المتوقفة خلال العام الماضي زيادة قدرها 33% عن عدد المركبات المتوقفة خلال المبادرة عام 2016 والتي قدر عددها 45,000 مركبة. كما انخفض مستوى غاز ثاني أكسيد النيتروجين بنسبة 19.4 وانخفض مستوى غاز ثاني أكسيد الكبريت بمعدل 29.8% وكذلك في مستوى غاز الأوزون الأرضي قد انخفض بنسبة 8.12% ومستوى غاز أول أكسيد الكربون قد انخفض بنسبة 9.4% وانخفض مستوى الجسيمات الدقيقة الأقل من 10 ميكرون بنسبة 22.92% قياساً باليوم الثاني للمبادرة أي يوم 6 فبراير. وشملت الاحتفالات المعرض المفتوح وضم عرضاً للسيارات وخاصة الصديقة للبيئة، وركن أصحاب الهمم حيث تم تصميم ملعب رياضي لممارسة لعبة التنس والسلة وشارك مع البلدية نادي دبي لأصحاب الهمم، كما قامت مجموعة من أصحاب الهمم بعمل ورشة عن كيفية زراعة النباتات. وشملت فعاليات يوم بلا مركبات ورشاً من مدرسة السعادة عن إعادة التدوير وعرض لوحات واختراعات الطالبات البيئية، وشارك طلاب من تقنية دبي بمجموعة من المخترعات البيئية، وسيارات كهربائية ومجسمات عن التلوث الكربوني، وضمت الفعاليات ركن عربة القراءة، وورش نماذج تدريبية على كيفية القراءة الصحيحة والمثمرة، وضمت ركناً صحياً وزاوية للتصوير وورشاً مباشرة للطبخ، وورش عمل عن الأحجار الكريمة وكيف تصنع بالإضافة إلى ورش عن إعادة تدوير الأكياس وجهاز تنقية الأجواء وكيفية إعادة تدوير الكراسي. «مواصلات الإمارات» تعرض حافلة كهربائية شاركت مواصلات الإمارات بمبادرة «يوم بلا مركبات» ضمن دورتها التاسعة، والتي تقام بتنظيم من بلدية دبي، من خلال استعراض الحافلة المدرسية الكهربائية التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي خلال المعرض المصاحب للمبادرة. وقال عارف البلوشي مدير إدارة التسويق بمواصلات الإمارات، إن مشاركة المؤسسة في «يوم بلا مركبات» تجسّد حرص المؤسسة وفق توجهاتها وأهدافها الاستراتيجية على الاستدامة البيئية ومقتضياتها، وتعزيز ممارسات التنمية الخضراء في جميع مبادراتها ومشاريعها وخدماتها المقدمة، بما يواكب خطط ورؤى القيادة الرشيدة الطموحة لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، وخفض البصمة الكربونية في الدولة. إنجازات وأوضح البلوشي أن المؤسسة استعرضت من خلال منصتها في المعرض الإنجازات التي حققتها مواصلات الإمارات في مجال الاستدامة أهمها الحافلة المدرسية الكهربائية التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي. إلى جانب عرض مركبة تم تحويلها للعمل بالغاز الطبيعي من قبل مركز الاتحاد لتحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي ـ أحد مراكز الأعمال التابعة للمؤسسة-، حيث تم تعريف الجمهور بالفوائد البيئية والاقتصادية لتحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي، ومدة وتكلفة عملية التحويل، إضافة إلى المواصفات العالمية المطبقة لتنفيذ عملية التحويل. وأكّد البلوشي أن مشاركة المؤسسة في المعرض حظيت بإشادة من الزوار والمشاركين، كونها عكست حرص المؤسسة على تعزيز الاستدامة البيئية في الدولة، وتوفير قيمة مضافة اقتصادياً على المستهلك. موضحاً أن مواصلات الإمارات أطلقت سلسلة من المشاريع المستدامة منها تحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي، وتجديد الإطارات، والغسل الجاف، وتعزيز أسطول مركبات المؤسسة بالسيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، وتطبيق خطط تطوير نظام الاستدامة ومعاييرها في مباني المؤسسة ومرافقها وعملياتها التشغيلية والإدارية، وغيرها من المشاريع التي تلبي طرفي المعادلة بنجاح، أي النجاح الاستثماري والاستدامة معاً.
مشاركة :