على الرغم من إعلان تيار واسع من الإصلاحيين الإيرانيين، بينهم نواب لائحة "أوميد" (الأمل) بزعامة محمد رضا عارف، دعمهم إعادة انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني لولاية ثانية، لا تزال هناك خلافات قوية في صفوف الإصلاحيين حول المضي بالتحالف مع المعتدلين أو ترشيح إصلاحي لانتخابات الرئاسة المقررة بعد حوالى شهرين ونصف الشهر. تخوف من نجاد وتعليقاً على دعم روحاني، قال النائب من لائحة "أوميد" محمود صادقي، إنه كان على الإصلاحيين أن يحسموا أمرهم ويدعموا روحاني بسبب التهديدات، التي يمكن أن يواجهوها فيما لو انكسر اتحادهم مع المعتدلين، مضيفاً أن "عدم قدرة المحافظين على الاتفاق على مرشح واحد، سيكون لمصلحة مجموعة واحدة"، في إشارة واضحة إلى مجموعة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. الحكومة ممتازة وأكد صادقي، أن بعض صقور الإصلاحيين ما زالوا يصرون على انخفاض شعبية روحاني وفشل الحكومة في تنفيذ وعودها ويتخوفون من خسارة روحاني في الانتخابات ويصرون على ضرورة وجود مرشح إصلاحي آخر في الانتخابات كخطة "باء". وأضاف أن مجموعته تعتقد أن الحكومة لم تفشل في حل المشاكل الاقتصادية، وأنه لو كانت هناك حكومة أخرى لكانت البلاد في حالة يرثى لها، مؤكداً أن غالبية الإصلاحيين تدعم إعادة ترشيح روحاني، وأن أي إصلاحي يقرر الدخول في السباق الرئاسي، سيكون ترشيحه منفرداً ولن ينال دعم الكتلة الإصلاحية. ترشيح كواكبيان في المقابل، أعلن حزب "مردم سالاري"، وهو أحد الأحزاب الإصلاحية الفعالة في الساحة السياسية، أمس الأول، ترشيح أمينه العام مصطفى كواكبيان للانتخابات الرئاسية. وأعلن كواكبيان، وهو نائب إصلاحي من لائحة "أوميد" أمس الأول رفض قرار زملائه دعم روحاني، مذكراً بأن جزءاً كبيراً من لائحة "أوميد" لا ينتمي الى الإصلاحيين، وبالتالي لا يحق للائحة اتخاذ قرار نيابة عن التيار الإصلاحي. انتقادات فومني في السياق نفسه، أعرب أمين عام "الحركة الشعبية للإصلاحات" محمد زارع فومني عن اعتقاده بأن وضع روحاني الانتخابي غير مستقر، واصر على أن الإصلاحيين يجب أن يشاركوا في انتخابات الرئاسة بمرشح ليستطيعوا تدارك الموقف إذا ما وجدوا أن روحاني لن يستطيع كسب الآراء. وفي إشارة إلى أعضاء لائحة "أوميد"، اتهم فومني بعض السياسيين بـ"بيع ضميرهم للمال بدل أن يفكروا بمصلحة الشعب". صفقة جيدة وفي محاولة لإقناع المترددين واستمالتهم بأن الصفقة مع المعتدلين جيدة، قام الإصلاحيون المؤيدون لروحاني، أمس الأول، بنشر أخبار عن اتفاقهم مع روحاني على تقاسم السلطة، وأن تكون إدارة الحملة الانتخابية بيد الإصلاحيين وأن تعتمد الشعارات الإصلاحية كلياً كشرط للمضي في دعم الرئيس الحالي. استمالة محافظين في الوقت نفسه، يحاول أنصار روحاني كسب تأييد المحافظين المعتدلين من أنصار رئيس مجلس النواب علي لاريجاني ومستشار المرشد علي أكبر ولايتي، مستغلين دخول اتباع أحمدي نجاد في الصراع الانتخابي وعدم إجماع المحافظين على مرشح واحد في الانتخابات.
مشاركة :