أكد محامون لـ«البيان» أن العقوبة التي أقرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحق المتورطين بتعذيب «القطة» حققت الغرض من العقوبة بشكل عام، لا سيما فيما يتعلق بموضوع الردع، ورفعِ إشارة «قف» في وجه كل مستهتر بالمنظومة القانونية والأخلاقية والمجتمعية، والتي تضر بالإنسان والحيوان، أو من تحدثه نفسه بالقيام بأفعال تشكل خطراً حتى على أرواح الحيوانات، مشيرين إلى أن هذه العقوبة موافقة لقانون العقوبات. وقال زايد الشامسي رئيس جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين، إن العقوبة المجتمعية التي اختارها سموه لمعاقبة هؤلاء الأشخاص الذين عذبوا القطة بطريقة وحشية حتى ماتت، تدل على حجم الرحمة التي تسكن في عقل وقلب سموه، وحرصه على عدم إيقاع الأذى بأي روح حتى لو كانت لحيوان ضعيف، مثلما تدل على مدى تفاعل سموه مع القضايا المجتمعية، والتوقف عند كل الأحداث التي تقع في محيطنا ومنها هذه الجريمة التي أوجعت القلوب، وأثارت استنكار الكثيرين نتيجة الفعل الإجرامي فيها، وخلوها من الشفقة والرحمة والرفق بالحيوان. أهداف وأضاف الشامسي: يهدف المشرِّع من العقوبات إلى تحقيق أمرين رئيسيين؛ الأول تحقيق الردع العام وإيقاع الخوف في كل من تسول له نفسه بارتكاب جريمة، وبالتالي الحد من ارتكاب الجرائم في المجتمع، والهدف الثاني خاص، ويتعلق بالمجرم نفسه، حتى ينال جزاءه على مخالفته للقانون والعادات والقيم والأخلاق، ولا شك أن العقوبة المجتمعية تحقق ردعا كبيرا ربما يكون أشد من الحبس أو الغرامة، ولها تأثير أكبر على نفسية المجرم. بديل العقوبةمن جانبه قال المحامي علي مصبح إن المادة 120 من قانون العقوبات تنص «على ان الخدمة المجتمعية هي إلزام المحكوم عليه بأن يؤدي احد الأعمال التي يصدر فيها القرار من مجلس الوزراء، وأنه لا يجوز الحكم بالخدمة المجتمعية إلا في مواد الجنح وذلك بديلاً عن عقوبة الحبس». إصلاح وأكد مصبح أن قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بشأن إخضاع الموقوفين في حادثة القطة لخدمة مجتمعية تقضي بتنظيف حديقة الحيوان في دبي لمدة أربع ساعات يومياً طوال ثلاثة أشهر، جاء موافقا للقانون على اعتبار أن عقوبة الغرامة أو الحبس ربما لا تفي بالغرض والردع، لا سيما وأن الغرض من الخدمة المجتمعية هو تحقيق الجانب التربوي لإصلاح السلوكيات. كسر النرجسية قالت الدكتورة أمل بالهول المستشارة الاجتماعية والنفسية في مؤسسة وطني الإمارات، إن الدوافع وراء عمل كتعذيب القطة بوحشية يعود إلى اضطرابات سلوكية ونفسية لدى البعض، تبدأ من الطفولة وتظهر على شكل عنف منزلي أو تنمر أو تكبر أو تعصب، مشيدة بالعقاب الذي أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتطبيقه على مرتكبي هذه الجريمة، موضحة أنه يعد عقابا مفيدا جدا لكسر الشخصية النرجسية وإعادة دمجهما في المجتمع.
مشاركة :