تفوق أنطونيو كونتي على جوزيه مورينيو للمرة الثانية هذا الموسم إذ فاز تشيلسي 1 - صفر على مانشستر يونايتد في ستامفورد بريدج الاثنين، ليتأهل للدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. وكان هدف نغولو كانتي في الدقيقة 51 كافيا لفريق كونتي، الساعي للفوز بثنائية من الألقاب هذا الموسم، لتخطي مقاومة يونايتد بعدما عانى الفريق الضيف نقصا عدديا إثر طرد أندير هيريرا في الدقيقة 35 بعد حصوله على بطاقتين صفراوين لارتكابه مخالفتين بحق إيدن هازار. «الغارديان» تستعرض هنا أهم خمس نقاط جديرة بالدراسة من هذه المواجهة. 1- منافسة عدائية جديدة بين المدربين عادة ما يميل جوزيه مورينيو إلى التركيز على نحو خاص على أولئك الذين يعتبرهم مصدر تهديد له، وعلى ما يبدو أن هدفه الرئيسي في الوقت الراهن يتمثل في أنطونيو كونتي، خليفته الذي نال شرف الجلوس على عرشه من بعده. خلال الفترة السابقة المباشرة للمواجهة المرتقبة بينهما، تعمد مورينيو التلميح إلى أن تشيلسي أصبح الآن يلعب بأسلوب دفاعي بدرجة أكبر عما كان عليه الحال خلال فترة توليه مهمة تدريبه، وأن النادي الذي يتصدر الدوري الممتاز حالياً استفاد من عدم مشاركته في بطولات أوروبية، وبدا أن كل مشاعر الإحباط التي ظلت تعتمل في نفس مورينيو منذ الهزيمة المذلة التي تعرض لها فريقه على يد تشيلسي بنتيجة 4 - 0 في أكتوبر (تشرين الأول) تفجرت في لحظة واحدة. من الواضح أن مدربي مانشستر يونايتد وتشيلسي لا تربطهما علاقة قوية، ومع ذلك يبدو ثمة توتر قائم بالفعل فيما بينهما. كان الحكم الرابع، مايك جونز، قد وجد نفسه محصوراً بين الرجلين وكل منهما يصرخ في وجه الآخر. يذكر أن كونتي ظل محافظاً على هدوئه طيلة الموسم حتى هذا اللقاء، ما يؤكد أن مورينيو تمكن من إثارة غضبه حقاً وبشدة. 2- مورينيو لم يعد خبيراً في هذه الأجزاء اللافت أن مورينيو استثار رد الفعل ذاته من أشخاص كانوا يهيمون به حباً حتى وقت قريب. كان مدرب مانشستر يونايتد على قناعة بأن لاعبي تشيلسي يتعمدون السقوط على الأرض بسرعة كبيرة متصنعين الإصابة عندما انفعل بحدة في اللحظة التي تهاوى فيها إيدن هازار تحت أقدام الفرنسي بول بوغبا، مطالباً الحكم بتوقيع عقوبة ضد لاعب تشيلسي. وسرعان ما انطلقت الشتائم باتجاه المدرب البرتغالي من بعض الجماهير صاحبة الأرض التي لطالما عشقت من قبل نوبات غضبه. ورد مورينيو على ذلك بإشارته إلى أرض الملعب، ثم رفع ثلاث أصابع في إشارة إلى البطولات الثلاث التي فاز بها أثناء توليه مهمة التدريب في ستامفورد بريدج. وكرر مورينيو هذه الإشارة قبل استراحة ما بين الشوطين مع انطلاق صيحات الجماهير مرددة «لم تعد شخصاً مميزاً بعد الآن» و«يهوذا». ورغم أن تركيبة الجماهير صاحبة الأرض خلال مباريات بطولة كأس الاتحاد ربما تختلف بعض الشيء، ظلت المشاعر العامة المسيطرة عليها واضحة، لقد تجاوز تشيلسي بوضوح حقبة مورينيو إلى الأبد. وقال مورينيو، الذي أقيل الموسم الماضي بعدما قاد تشيلسي لثنائية الدوري وكأس رابطة الأندية الإنجليزية في 2014 - 2015: «بوسعهم أن يصفوني بأي شيء يريدونه. حتى يكون لديهم مدرب يفوز بأربعة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز... سأظل رقم واحد». وأضاف: «عندما يأتي شخص ما ويفوز بأربعة ألقاب في الدوري معهم... سأصبح رقم اثنين. حتى الآن جوزيه هو رقم واحد». واشتبك مورينيو مع الجماهير الجالسة خلف مقاعد بدلاء الفريق الزائر خلال الشوط الأول المتوتر ورفع ثلاث أصابع وهي عدد ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز التي حققها مع النادي. وغضب مورينيو بالتحديد من قرار الحكم مايكل أوليفر بطرد أندير هيريرا في الدقيقة 35 لحصوله على إنذارين بسبب مخالفات ضد إيدن هازار. ووجه كونتي انتقادات إلى خطط مورينيو واتهم نظيره في مانشستر يونايتد بمحاولة إخراج صانع اللعب البلجيكي المؤثر هازار من مباراتهما. وقال كونتي: «جئنا لكي نلعب كرة قدم... لكن لمدة 25 دقيقة كان من المستحيل بالنسبة لهازار اللعب لأنه كان يتعرض للركل». وأضاف المدرب الإيطالي «قد تكون هذه خطة. أعتقد أن الجميع شاهد ذلك... في بعض الأحيان عندما تلعب ضد لاعب لديه موهبة جيدة تحاول إرهابه. أعتقد أن الحكم يجب أن يحمي هذا النوع من اللاعبين». 3- ريـال مدريد سيضع حراس المرمى نصب عينيه من بين العناصر المميزة للقاء مشاركة أفضل حارسي مرمى داخل إنجلترا واللذين نجحا في اجتذاب أنظار ريـال مدريد نحوهما. وخلال المباراة، نجح الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، الذي استفاد من تخلي كونتي عن سياسة الاعتماد على الحارس البوسني أسمير بيغوفيتش بمباريات الكأس، في صد محاولة من مهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد لتسجيل هدف، لكن ديفيد دي غيا جابه صعوبة أكبر خلال المباراة. وجاء رد فعل الحارس الإسباني رائعاً في تصديه لمحاولة أرضية من إيدن هازار لتسجيل هدف في وقت مبكر من المباراة. وأنقذ دي خيا مرمى مانشستر يونايتد من هدف محقق في الوقت المحتسب بدلا من الضائع وتصدى بأطراف أصابعه لتسديدة قوية من سيسك فابريجاس، لتنتهي المباراة بهدف واحد لصالح تشيلسي. المؤكد أن ريـال مدريد تعلقت أنظاره بالحارسين أكثر عن أي وقت مضى. 4- بوغبا بلا حول ولا قوة أمام كانتي ثمة نظرية مفرطة في التبسيط تدعي أن ليستر سيتي اشترى بطولة الدوري الممتاز مقابل 5.6 مليون جنيه إسترليني، بينما يفعل تشيلسي الأمر ذاته الآن مقابل 32 مليون جنيه إسترليني. حقيقة الأمر، جاء الهدف الذي سجله كانتي، الهدف الثاني له في شباك مانشستر يونايتد هذا الموسم، ليتوج أداءً رائعاً نجح من خلاله في استخلاص الكرة من أقدام نجوم أكبر لينطلق كالإعصار الهادر بمختلف جنبات الملعب دون أن يملك أحد القدرة على كبح جماحه. ومع ذلك، ظهر هذا الأداء بقوة أكبر جراء عجز بول بوغبا الواضح عن فرض أي سيطرة على لاعبي الفريق الزائر. ورغم أن اللاعب الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 89 مليون جنيه إسترليني بدأ المباراة بأداء جيد، فإن هذا الأداء سرعان ما تراجع بسبب طرد لاعب خط الوسط البلجيكي أندير هيريرا. ومع ذلك، يبقى من حق مانشستر يونايتد مطالبة اللاعب الفرنسي بتقديم ما هو أكبر من مستوى أدائه الراهن. ورغم تمتعه بقوة بدنية كبيرة ومهارات رفيعة وحضور قوي داخل الملعب، يميل بوغبا نحو التخلي عن الاستحواذ على الكرة بسرعة مثيرة للدهشة، وغالباً ما يحدث ذلك في أماكن خطيرة من الملعب، الأمر الذي من المؤكد أنه أشعل غضب مدربه، خاصة مع تألق كانتي في المقابل. 5- كونتي يقترب من إنجاز أنشيلوتي المعروف أن المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي نجح في الفوز ببطولتي الدوري الممتاز وكأس الاتحاد معاً للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ تشيلسي حتى الآن. اليوم، بمقدور مواطنه كونتي، زميله وصديقه، التطلع نحو محاكاة هذا الإنجاز. لقد كان ذلك نصراً كبيراً، رغم كل الشكاوى التي انطلقت من معسكر مانشستر يونايتد بخصوص سقوط هازار الذي تسبب في حصول هيريرا على الإنذار الثاني. وخلال المباراة، بدا واضحاً أن الفريق الزائر غير أداءه كثيراً منذ الهزيمة التي تعرض لها هنا في إطار منافسات الدوري الممتاز، لكن تزامن ذلك مع تعرضه للاستنزاف جراء الإصابات والإنذارات. ولم ينجح سوى القليل من الفرق في الوقوف بهذه الصلابة في وجه تشيلسي على أرضه خلال الفترة الأخيرة. ومع ذلك، ظلت قوة تشيلسي صلبة، وتقترب سياسة الفريق الساعية لاقتناص بطولتي الدوري الممتاز وكأس الاتحاد معاً من النجاح يوماً بعد آخر. والآن، خاض تشيلسي 12 مباراة دون أن يتعرض لهزيمة واحدة أمام هؤلاء الخصوم. ويبدو أن كونتي على وشك تحقيق حلمه المنشود.
مشاركة :