الأداء المفكك في آخر المباريات استعدادا لبطولة أمم أوروبا يسلط الضوء على الشكوك المزعجة في قدرات المنتخب الإنجليزي رغم الفوز على البرتغال بهدف، حيث تثير التغييرات التكتيكية الارتباك، بينما يتم توظيف ديلي إيلي في مكان يهدر إمكانياته، وهنا 5 نقاط تستحق الدراسة من الاختبار الأخير قبل «يورو 2016». 1- فوز دون الأداء المأمول قبل انطلاق الـ«يورو» بعد كل التجريب، تبدو النتائج مشوشة. حتى في الانتصار كانت هذه مباراة غير مرضية وظهر التفكك على أداء الفريق خلالها. لم يطالب الجمهور بشدة بطرد لاعب من الفريق المنافس قبل توجه المنتخب إلى فرنسا، لكنه كان غاضبًا من الطريقة السيئة التي لعبت بها إنجلترا. قد يشير المدرب روي هودغسون إلى أن تغييراته التكتيكية ستأتي بمردود إيجابي، لكن لم يكن من السهل دائمًا أن نتعرف على نهج أكثر واقعية في أسلوب فريقه. وعلى مدار فترات طويلة كان 5 من لاعبي الفريق يجري توظيفهم في غير مراكزهم الأصلية، إذا ما أخذ توظيف كريس سمولينغ كقلب دفاع أيسر في الحسبان. سبق لهودغسون أن قال إن «طرق اللعب لا تحقق لك الفوز بالمباريات»، ولكن من المؤكد أن الاعتماد على تشكيل ثابت نوعا ما كان من شأنه أن يساعد الفريق قبل 9 أيام على انطلاق مباريات المجموعة «ب» في يورو 2016. 2- طريقة المثلث تبدو غير فعالة جرب هودغسون طريقته خلال هذه المباريات الودية وهو يبدو أنه توصل إلى أن غياب داني ويلبيك ينزع الفعالية بشكل أكبر عن طريقة 4 - 3 - 3، ويجعل فريقه معتمدًا بالأساس على طريقة المثلث. ومع هذا تظل الاستعانة بنفس التشكيل الذي بدأ مباراة البرتغال محل شك. لعب واين روني في الأمام - لم يسبق له أن لعب أبدا مع جيمي فاردي من قبل - رغم أن رغبته في تخطي دانيلو، تسببت في شرخ بين المهاجمين ودفعتهما للعب على الأطراف. بدا هاري كين تائها، يبحث عن تمريرة من زميله في توتنهام، ديلي إيلي، وقد كان التعاون بينهما في السابق مهمًا جدًا. كما ظهر أن فعالية المهاجمين الأكثر إنتاجًا في إنجلترا قد تم إطفاؤها من دون داع. كان الارتباك الذي ظهر على المنتخب من صنع يدي المدرب. 3- موهبة إيلي تواجه خطرًا حقيقيًا بإهدارها سئل مدرب إنجلترا قبل المباراة عما تسبب بخيبة أمله خلال المباراتين الوديتين السابقتين، وعبر عن إحباطه لرؤية المنافس وهو يفرض سيطرته على وسط ملعبه الدفاعي. لم يقم اللاعبون المكلفون بتشكيل ساتر أمام خط الدفاع بواجبهم. وقد تكون الحالة البدنية والمرونة الحركية في غير صالح جاك ويلشير - ونفس الشيء ينطبق على إريك داير الذي لم يقدم أداء مطمئنا كقاعدة لوسط الملعب الدفاعي، حيث غابت حيوية جيمس ميلنر وإيلي في الوسط. يجتهد الأول دائما، لكن الأخير سيكون أكثر تأثيرًا من دون شك في المناطق المتقدمة من الملعب، وهو ما خلص إليه المدرب ماوريشيو بوكيتينو على مدار الموسم مع توتنهام. إن آخر ما تريده إنجلترا هو أن يشعر إلى بمزيد من الإحباط من خلال تكليفه بدور ثانوي. 4- هل هؤلاء هم اللاعبون الذين سيواجهون روسيا؟ المرجح أن يكون هذا التشكيل عدا لاعبين اثنين، هو الذي سيواجه به المنتخب الإنجليزي نظيره الروسي على ملعب ستاد دو فيلدروم في افتتاح مبارياته في يورو 2016. قد يحل جوردان هيندرسون، بعد أسبوع إضافي من التدريب في تشانتلي، بديلا لميلنر. في الدفاع يمكن أن ينافس جون ستونز الذي كان مقنعا للغاية في الوديات السابقة، غاري كاهيل، بناء على مدى تعافي الأخير من إصابة الفخذ، وسيشعر رحيم ستيرلينغ أو أدام لالانا بأن وجودهما مؤكد في وسط الملعب. لكن الصورة لا تبدو مبشرة هكذا بالنسبة إلى ناثانييل كلاين بالنظر إلى أن كايل ووكر كان أبرز لاعبي هذا الفريق أمام البرتغال، بسرعته وخلقه المساحات. ولا شك بأنه في حال أراد المدرب اللجوء تشكيلات تمتاز بالانسجام، فسيبدو ووكر وداني روز ظهيرين تقليديين. 5- ما زلنا غير متأكدين من المستوى الحقيقي للبرتغال يصعب الحكم على حجم الخطورة التي ستشكلها البرتغال في فرنسا بناء على هذه المباراة وحدها، خاصة وأن كريستيانو رونالدو ما زال في إجازته يختال في يخت في جزيرة إيبيزا، كما غاب كذلك المدافع بيبي، بعد مشاركتهما مع ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال. ولا شك بأن فريق المدرب فرناندو سانتوس افتقر للخطورة الهجومية الواضحة، ولخص ناني، الذي لعب كرأس حربة، غياب الأنياب عن الفريق عندما سدد عاليا في المدرجات في بداية المباراة. ويبقى العزاء بالنسبة للبرتغال هو أنهم ينتظرون عودة واحد من أعظم مهاجمي العالم الأفذاذ، وهو شخصية لن تجد صعوبة في الاندماج سريعًا مع الفريق بالنظر إلى أن العالم يميل إلى أن يدور حوله تماما. وفي حال واجهت إنجلترا البرتغال في مرحلة متأخرة من البطولة، فسيكون هذا المنتخب أخطر من هذا بكثير من دون شك.
مشاركة :