رحب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الذي حقق حزبه ـ وفقا للنتائج الأولية ـ فوزا على حزب خصمه اليميني المتطرف غيرت فيلدر، بما اعتبره "انتصارا على الشعبوية السيئة"، فيما سادت أجواء من الارتياح والترحيب في أوروبا. قال رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، إن الهولنديين أوقفوا بتصويتهم هذا المد الشعبوي الذي بدأ مع البريكست في بريطانيا ومن ثم انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وقال أمام حشد من مناصريه في لاهاي وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه "بعد بريكست والانتخابات في الولايات المتحدة، قالت هولندا كفى للشعبوية السيئة". وتابع "سيكون حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية على ما يبدو الحزب الأكبر في هولندا للمرة الثالثة على التوالي... الليلة سنحتفل قليلا." وهنأ غيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية الشعبوي، روته، بعد فوز حزبه بالمركز الأول في الانتخابات البرلمانية، وفقا للنتائج الأولية. وقال إنه لم يحقق انتصارا في الانتخابات لكنه يأمل في معارضة قوية ومستعد لذلك. وأضاف للصحفيين "كنت أفضل أن أكون (صاحب) الحزب الأكبر...لكننا لسنا حزبا خسر. فزنا بمقاعد. هذه نتيجة نفخر بها". وكتب فيلدرز في تغريدة "ناخبي حزب الحرية، شكرا! النجاح الأول تم إحرازه"، مؤكدا أن "روته لم يتخلص مني بعد". وقال إنه مستعد للمشاركة في ائتلاف حكومي رغم رفض سائر الأحزاب مسبقا التعاون معه. وأأظهرت نتائج مؤقتة وغير رسمية أوردتها وكالة الأنباء الهولندية (ايه.إن.بي) أنه بعد فرز نحو 95 في المئة من الأصوات حصل حزب روته على 33 من جملة 150 مقعدا في البرلمان في انخفاض عن 41 حصل عليها في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2012. وفاز فيلدرز بالمركز الثاني بعد حصوله على 20 مقعدا وحل الحزب النداء المسيحي الديمقراطي وحزب الديمقراطيين 66 في المركز الثالث بعد أن حصل كل منهما على 19 مقعدا. زعيم حزب "الحرية" اليميني الشعبوي غيرت فيلدرز وأثارت هذه النتائج ارتياحا في أوروبا، صدرت ردود فعل إيجابية من جانب القادة الأوروبيين تجاه هذا الفوز المتوقع لمارك روته، وعلقوا كذلك على المصير السياسي لخيرت فيلدرز اليميني المتشدد. وتلقى روته رسائل تهنئة من بعض الزعماء الأوروبيين وتحدث إلى بعضهم هاتفيا. وقال شتيفن زايبر المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها هنأت روته هاتفيا، قائلة: "أتطلع إلى مواصلة التعاون كأصدقاء وجيران وأوروبيين". وكتب بيتر ألتماير رئيس مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تغريدة على موقع تويتر "هولندا... يا هولندا أنت بطلة! أهنئك على هذه النتيجة العظيمة." وكتب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو في تغريدة "أهنئ الهولنديين على وقف صعود اليمين المتطرف." وأشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند "بالانتصار الواضح على التطرف". وقال إن "قيم الانفتاح واحترام الآخر والإيمان بمستقبل أوروبا هو الرد الوحيد على الاندفاعات القومية والانطواء على الذات اللذين يهددان العالم". من جهته، رحب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ب"الفوز الصريح" الذي حققه رئيس الوزراء الهولندي، معتبرا هذه النتيجة "تصويتا ضد المتطرفين". قال مارغاريتيس شيناس المتحدث باسم يونكر في تغريدة على تويتر إن رئيس المفوضية "تحدث مع مارك روته وهنأه على فوزه الصريح: هذا تصويت لأوروبا، تصويت ضد المتطرفين"، بينما أكد مصدر في المفوضية لوكالة فرانس برس ان "شعورا بالارتياح" يسود في بروكسل. وقال مصدر آخر في المفوضية "نشهد عودة الحس السليم. انعكاسات بريكست وفوز دونالد ترامب خصوصا تجعل من الاتحاد الاوروبي عامل استقرار ومنطق في عالم مجنون". وأعتبر رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني أن "اليمين المناهض للاتحاد الأوروبي خسر الانتخابات في هولندا". ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :