في سياق تغطيتها وتحليلها للانتخابات الرئاسية الفرنسية، اعتبرت صحيفة الدايلي تلغراف أن تنفس الأوروبيين الصعداء لتقدم مرشح الوسط، إيمانويل ماكرون، ذي المواقف المؤيدة للاتحاد الأوروبي، كان سابقا لأوانه. وكتب محرر الشؤون الأوروبية، بيتر فوستر، أن الفارق الضئيل بين ماكرون وغريمته في الدور الثاني، مرشحة أقصى اليمين، مارين لوبان، يعني أن المعركة بينهما لن تكون يسيرة. وأضاف فوستر، أن لوبان قد تدفع بماكرون خلال الحملة إلى الدفاع عن المهاجرين وعن الاتحاد الأوروبي والحدود المفتوحة، في وقت تطغى فيه الصعوبات الاقتصادية والتهديدات الإرهابية على انشغالات الناخب الفرنسي. ورغم أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى فوز ماكرون في الدور الثاني بفارق كبير على لوبان، إلا أن الصحيفة ترى أن حملة قوية من لوبان قد تغير الكثير، وقد يفوز ماكرون في النهاية لكن ليس بنسبة تشبه 82 في المئة التي حصل عليها جاك شيراك سنة 2002 أمام جون ماري لوبان، والد مارين. واختارت صحيفة جارديان البريطانية أن تسير على الخط نفسه باعتبارها أن أن إيمانويل ماكرون يشكل “أفضل أمل لبلد كبير يواجه اضطرابا عميقا”، لكنها رأت أن “التهديد الذي يطرحه اليمين المتطرف لم يتبدد”. ورأت صحيفة “فايننشال تايمز” في الدورة الثانية التي تجرى في السابع من مايو/أيار “تتويجا” لماكرون. لكن الصحيفة الناطقة باسم أوساط رجال الاعمال نبهت إلى أن ماكرون (39 عاما) سيضطر، إذا ما انتخب، إلى إجراء “مفاوضات قاسية” من أجل تطبيق برنامجه. من جهتها، عنونت صحيفة “دايلي ميل” المحافظة: “ثورة فرنسية جديدة”، موضحة أن فرنسا تجري الآن استفتاءها حول الاتحاد الاوروبي، فيما تحدثت صحيفة “تايمز” (يمين الوسط) عن “نخبة فرنسية أهانها هامشيون يسيرون نحو الفوز”، وقد أرفقت مقالتها بصورة لمارين لوبن تغطي الابتسامة وجهها. وبعيدا عن الجارة البريطانية رحبت الصحافة الأوروبية بتأهل إيمانويل ماكرون للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لكن بعض الصحف اعتبر أن وجود مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان كمنافسة في السابع من مايو/ أيار يشكل “تهديدا”. ألمانيا بدت صحيفة “فرانكفورتر ألجيماينه تسايتونج” متحفظة حيال تأهل إيمانويل ماكرون. وكتبت في مقالة بعنوان “فرنسا الممزقة” أن “أكثر من 40% من الفرنسيين قد صوتوا لمرشحين إما يمينيين متطرفين أو يساريين متطرفين. وانتصار ماكرون ضيق لدرجة أنه لم يكن ليصل إلى الدورة الثانية لو شارك في الانتخابات الرئاسية السابقة (2007 و2012)”. ورأت مجلة “در شبيجل” الناطقة باسم يسار الوسط، أن فوز المرشح الوسطي “صفعة مدوية للمؤسسة السياسية. وقد أطاح تأهله للدورة الثانية، بصورة مؤقتة على الأقل، مؤسسات سياسية قائمة منذ فترة طويلة، الديجوليون المحافظون والجمهوريون إلى جانب الاشتراكيين الذين يتولون الحكم”. بلجيكا في افتتاحية نشرتها على موقعها الإلكتروني رأت صحيفة “لو سوار” أن الفرنسيين “قاموا بثورتهم، وأطاحوا على طريقة ترامب، بالأحزاب ورجال السياسة التقليديين، سواء أكانوا يساريين أو يمينيين، ووضعوا وجها لوجه، شخصيتين من خارج النظام”. سويسرا أعربت صحيفة “لو تون” التي استعادت تعبير “الحدود الجديدة” للرئيس الأمريكي الأسبق جون فيتزجيرالد كينيدي، عن أملها في فوز إيمانويل ماكرون. وكتبت أن “هذا الرئيس الشاب الذي لم يتجاوز حتى ال 40 من عمره، يمكن أن يعطي فرنسا حدودا جديدة، وأن يحسن أوضاع الفرنسيين”. لكن الصحيفة اعتبرت ان “أحفاد فرنسا التي تعاونت مع العدو المحتل والجزائر الفرنسية، يجدون أنفسهم مع الجبهة الوطنية على ابواب السلطة”. بولندا رحبت صحيفة “غازيتا فيبورتسا” (يسار وسط) بتأهل إيمانويل ماكرون. وكتبت “على الاتحاد الأوروبي أن يبقى على قيد الحياة بعد الطلاق الذي بدأته بريطانيا للتو. لكن خروج فرنسا من الاتحاد، كان سيدفن المشروع الأوروبي. وهذا ما أعلنته مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية”.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :