انتفض سكان طرابلس في وجه المليشيات المسلّحة، مطالبين بدخول الجيش الليبي إلى المدينة، في خطوة ردّ عليها عناصر المليشيات بإطلاق النار على المتظاهرين، ما أدّي إلى سقوط عشرات الجرحى، وفيما طمأن قائد الجيش، المشير خليفة حفتر، بأنّ الانتظار لن يطول لعودة طرابلس إلى حضن الوطن، حرّر الجيش مناطق غربي بنغازي. وأطلق عناصر المليشيات، النار على متظاهرين ردّدوا هتافات تناشد بدخول الجيش الليبي إلى طرابلس، ما أدى سقوط عشرات الجرحى. وشهدت طرابلس مساء أول من أمس، تظاهرة حاشدة، شارك فيها الآلاف، رافعين شعارات داعمة للجيش الوطني، وقائده المشير خليفة حفتر، مطالبين الجيش بالتدخل لإنقاذهم من إرهاب المليشيات. انتظار لن يطول وعلى الفور، أكّد المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، أنّ الانتظار لن يطول حتى تعود العاصمة الليبية إلى حضن الوطن، مضيفاً: «نقول لكم، وكلنا ثقة في عون الله عز وجل، أن قواتكم المسلحة لن تخذلكم، وأنها قريبة منكم، تراقب وترصد، ولن يطول الانتظار حتى تعود طرابلس بإذن الله إلى حضن الوطن، أقول لقادة المليشيات، إن لديكم فرصة فاغتنموها، وعليكم تسليم أسلحتكم إلى القوات المسلحة، وإلّا فإننا سنواجهكم بالسلاح، في خطوة حاولنا تأجيلها وتأخيرها». ولفت حفتر بعد اجتماع طارئ مع القادة العسكريين، إلى أنّ من أطلقوا الرصاص الحي على المدنيين، ويعتقدون أنّ رصاصهم سيخيف الشعب، فإنّ أمانيهم ستتحطم أمام إصرار الشعب، وأنّ الجيش الليبي سيثأر لكل ليبي تمّ التطاول عليه. إدانة على صعيد متصل، دان رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، إطلاق الرصاص على المتظاهرين في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس، مشيراً إلى أن حق التظاهر السلمي مكفول، وفق الدستور والقانون. ودعا صالح، المجتمع الدولي، إلى تحمل مسؤولياته والوقوف مع الشعب وتطلعاته في الحرية والكرامة، وتخليصه من الإرهاب، ودعم قواته المسلحة، ورفع حظر السلاح عنه. وطالب صالح، الجيش الليبي والأجهزة الأمنية، القيام بدورها بعد الأحداث التي شهدتها طرابلس. دعوات تحقيق بدوره، دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، النائب العام، إلى فتح تحقيق شفاف وسريع حول تعرض المتظاهرين لإطلاق النار. واعتبر المجلس «أن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين، مخالفة صريحة لكل القوانين والأعراف المحلية والدولية، مطالباً كل الأطراف ضبط النفس، وعدم الانجرار وراء الفتن التي من شأنها إدخال طرابلس في حمام دم». تحرير في الأثناء، أعلن الجيش الوطني الليبي، أمس، استعادة السيطرة على محور العمارات 12، الواقعة ما بين منطقة بوصنيب وقنفودة بمدينة بنغازي، وهو آخر معقل لتنظيم القاعدة، غربي المدينة. وقال الناطق باسم القوات الخاصة، رياض الشهيبي، إن العمارات باتت نظيفة تماماً من مسلحي القاعدة، الذين كانوا يتحصنون بها بعد تضييق الخناق عليهم. ووفق مسؤول مكتب الإعلام بالقوات الخاصة، فإن محور العمارات، تحرر بالكامل، بعد انهيار دفاعات الإرهابيين تحت قصف جوي ومدفعي عنيفين من قبل الجيش الوطني. اجتماع أزمة سياسياً، اتفقت أطراف إقليمية ودولية، أمس، على أهمية حل الأزمة الليبية، وتوقف العمليات المسلحة في طرابلس، ورفض تقسيم الأراضي الليبية. جاء ذلك في الاجتماع الرباعي الدولي، الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، والممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، جاكايا كيكويتى، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فدريكا موجرينى، والممثل الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر. وقالت موجيريني: «أدعو العرب والأوروبيين، أن نجد متسعاً لتحسين الموقف الليبي، فالأزمة قضية محورية بالنسبة لأوروبا، للوصول إلى عملية سلمية، نعمل على تدريب عناصر من خفر السواحل الليبية لإيقاف عمليات التهريب، وسنشارك في كل الفعاليات الخاصة بالأزمة الليبية لتوحيد الفرقاء الليبيين». وأكّدت أنّ أوروبا تقدّم الدعم للمؤسسات المدنية الليبية، بغرض تحسين أوضاع الليبيين، وتراعي دور دول الجوار الليبي، وجهود الجامعة العربية، مشيرة إلى أنّ اجتماعاً سيعقد في بروكسل للاتحاد الأوروبي، لبحث الأزمة الليبية والهجرة غير الشرعية والتصدي لها. من جهته، قال مارتن كوبلر، إن هناك انتقادات لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، ولكن يجب دعمه لحل الأزمة الليبية، مشيراً إلى أن 70 في مئة من الشعب الليبي، يؤيد اتفاق الصخيرات، ولا بديل عنه، وهناك كثير من الحلول، وسنصل إليها قريباً. حلول توافقية على صعيد متصل، أكّد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الاتفاق على أهمية الوقوف مع المجلس الرئاسي الليبي، والتوصل لحل سياسي للأزمة، مضيفاً: «لا مكان للمليشيات المسلحة في ليبيا». ولفت إلى أنه تمّ الاتفاق على أهمية الوقوف مع المجلس الرئاسي، والاستمرار في معالجة النقاط الخلافية التي تعترض تنفيذ هذا الاتفاق، والتوصل إلى حلول توافقية، من شأنها استكمال الخطوات المطلوبة لإخراج ليبيا من المأزق الراهن.
مشاركة :