توصل فريق من العلماء الألمان في جامعة «يوليوس ماسيمليان»، إلى أن غياب بعض البروتينات قد يزيد احتمالات الإصابة باضطراب الوسواس القهري. وأكدت الإحصاءات أن ما يقرب الـ2 في المائة من إجمالي الأميركيين تعرضوا لأعراض الوسواس القهري لمرة واحدة على الأقل في حياتهم. وكشفت الأبحاث وجود بروتين (SPRED2) بتركيزات عالية في مناطق المخ المعروفة باسم «العقدة القاعدية واللوزة»، حيث يعمل هذا البروتين على كبح نشاط مسارات وإشارات هامة في الخلايا. بحسب الدكتور في معهد علم وظائف الأعضاء في جامعة نيويورك، كال شوه، «مكنتنا التجارب الأولية التي أجريت على مجموعة فئران من إثبات أن غياب بروتين (SPRED2) يمكن أن يؤدي إلى الميل لسلوكيات الوسواس القهري المفرط، وذلك باعتبار هذا البروتين مسؤولا عن الوسواس القهري». ما هو الوسواس القهري؟ هو فكرة ما أو حالة شعورية تتحول لهاجس يسيطر على الإنسان إلى درجة التحكّم به وبأفعاله، لا يستطيع تجاهله أو الانشغال عنه مهما فعل. فهو هاجس يطرأ بأي وقت وبأي ظرف ويكون هو الحالة الأساسيّة المتحكمة بالشخص. عادة ما يكون الوسواس القهري مرتبطا بشيء معيّن مثل الوسواس القهري في النّظافة، أو الخوف من شيء معيّن. هناك درجات من الوسواس يتعرّض لها كل منّا، وربّما تسيطر علينا فترة من الزمن، ولكنّها لا ترقى لأن تسمّى مشكلة نفسية أو مرض نفسي، بحيث تكون حالة طارئة وجدت بسبب وجود مؤثر، كظرف حياتي ما. أمّا من تتطوّر لديهم الحالة لدرجة الوسواس القهري، فهم اللذين يكونون معرضين لسطوته بشكل تام رغم أي ظرف. فمثلاً، الوسواس القهري الخاص بالنّظافة يجعل الشخص مرتابا من كل شيء، لا يلمس أي أداة، لا يجلس بأي مكان قبل تعقيمه تماما، وغالباً ليس لمرّة واحدة. فهو أحياناً يعقم نفس المكان خلال فترات زمنية قصيرة جداً. ففي بعض الدول الغربية، وصل الأمر ببعض المصابين بهذا المرض أن يعيشوا داخل فقاعات كبيرة يعقمونها من الداخل ويمارسون كل نشاطاتهم وهم بداخلها. فالشخص الذي يعاني من هذا المرض معرض لانهيار عصبي كلي، ونوبات هستيريا في حال خرجت الأمور عن سيطرته.
مشاركة :