جولات الكاميرا الخفية! - ياسر بن علي المعارك

  • 4/28/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الجولات المفاجئة أمر مطلوب، وإلا لاستكانت الكثير من النفوس للتراخي مادام الرقيب يغط في النوم راضيا هانئا! والمباغتة جزء من صميم العمل الإشرافي والرقابي تضمن من خلالها سير الأعمال بالصورة المطلوبة، وتوفر من مخرجاتها جوانب محورية في المتابعة والتقييم، وتتيح أرضية من العدالة في المساءلة والمحاسبة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب. لكن جولات بعض المسؤولين الميدانية تبدو أقرب للمسرحيات الهزلية حيث تكثر فيها الجعجعة دون أن نرى طِحناً لتصبح خاوية المحتوى إلا من جوانبها الدعائية والاستعراضية فتتقزم المحصلة لتنحصر في وعود بلا انجاز، وتوجيهات شفهية يكتب لها ان تعطل دون تفعيل.. في وقت يجب ان تكون تلك الجولات ذات اهداف محددة ومعلنة النتائج! جولات تليها جولات، والفصول المملة تتكرر في المسرحية الرتيبة والخلل يستمر واحيانا تتسع دائرة المشكلات وتتفاقم بسبب مسؤولين لا يخشون الحساب وتأخذهم العزة بالإثم فيعتقدون انهم فوق القانون أو يتذاكون مستغلين ثغرات القانون وتقادمه.. ليرتفع ركام السلبيات، ويدفع الوطن والمواطن الأثمان الفادحة جراء تلك الممارسات السالبة. أعتقد جازماً لو استمرت الجولات دون حساب المقصرين بكل شفافية مهما علت مكانتهم ومراتبهم الوظيفية فلا قيمة لها! بل أثق أنه لو جلس كل مسؤول على مكتبه وعالج قضايا ومقترحات المواطنين وأحال مسيء استغلال السلطة والمتقاعس للجهات الرقابية.. لتقلص احتياجه لتلك الجولات الروتينية أو المفاجئة. نحن في عصر تويتر وفيس بوك، ويكفي فقط فتح نافذة والاستماع لشكوى المواطن. ليتنا نتحرى دائما اختيار القوي الأمين، ووقتها لن تكون الجولات المفاجئة هزلية كجولات الكاميرا الخفية!

مشاركة :