«التخييم» في الإمارات.. انتماء للصحراء وحنين لسحر البادية

  • 3/19/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يزال الإماراتيون مرتبطين بالصحراء رغم الطفرة الاقتصادية والعمرانية التي طالت كل مناحي حياتهم.. فيأخذهم الحنين إلى مراتع الطفولة والصبا ومنازل الآباء والأجداد حيث متعة الاسترخاء والذكريات.وفي أجواء «التخييم».. تنبعث رائحة الأرض الطيبة حاملة الراحة للقلوب والدفء للأرواح المتعطشة إلى سحر البادية بسكونها وهدوئها. وبين شهري أكتوبر/تشرين الأول ومايو/أيار.. يزيد الإقبال على الأماكن الصحراوية لتنطلق الرحلات البرية إلى قلب الصحراء وينصب الزوار والسياح الخيام ويطيب المقام في مشهد يختزل الانتماء للمكان ويبرز التمسك بالتقاليد والعادات البدوية الأصيلة المستمدة من جذور الماضي وموروث الآباء والأجداد. تطل ناطحات السحاب الشاهقة من بعيد في الأفق الممتد الذي يقطع صمته هدير محركات سيارات الدفع الرباعي منطلقة إلى قمة التلال الرملية والتي تسمى في اللهجة المحلية «العراقيب». يكتمل المشهد بكل تفاصيله في هدأة الليل حيث يتسامر الساهرون ويجلسون قرب مواقد النار التي أشعلوها لإضاءة المكان حتى ساعات الفجر الأولى وتفوح رائحة القهوة العربية في ظل أجواء أسرية تملؤها الألفة والمحبة. ويتزايد تدفق الزوار على منطقة البطائح القديمة التي أحياها طريق «الشارقة - الذيد» بعد أن كانت ممراً يصل إلى الذيد ودبي ومناطق مجاورة في عمق الصحراء قبل إنشاء الطرق الحديثة فيما لا تزال بعض العزب الخاصة إضافة لمسجد. ويذكر بعض زوار المكان أنهم جاؤوا من مدينة أبوظبي ومنطقة العين منذ عدة أيام للاستمتاع بهذا الجو المعتدل الجميل. ويقول سالم عبدالله «تعودت التخييم في دبي.. وأستعد له مع أسرتي خلال إجازة المدارس.. وحضرت إلى هنا كي أستكشف مكاناً جديداً كنوع من التغيير». وقريباً من البطائح.. تقع مناطق الرفيعة وتاهل ثم طوي السامان بالاتجاه نحو الذيد.. وعليها يقبل المواطنون والمقيمون من جميع أنحاء الدولة لينصبوا الخيام ويقيموا أياماً بينما يظل البعض شهوراً خاصة في موسم الإجازات المدرسية والعطلات. ويتحدث المواطن علي بن رشيد من سكان المنطقة بالقول «تعلمنا منذ القدم في هذه المناطق البرية حب التعاون أو ما يسمى بالفزعة وحتى في وقتنا الحاضر عندما نرى أحد الزوار وقد تقطعت به السبل، نهُبّ لنجدته في وسط الرمال». ويقول ابن رشيد «التخييم الآن لم يعد بأدوات بدائية كما كان في السابق بل تحولت الخيام إلى أشباه منازل مكتملة في وسط الصحراء حيث تزود بأجهزة التلفاز ويتصل بعضها بالأقمار الاصطناعية وتتوافر بها مختلف وسائل الترفيه حتى أن بعضها مزود بكماليات أكثر من الفلل إضافة إلى أفران الطهي وغيرها من الأجهزة المنزلية الإلكترونية». أما المواطن علي بن محمد المزروعي من ليوا فيقول: لم يعرف التخييم في الماضي إلاّ البدو.. إذ يشدّون الرحال سعياً وراء العشب وإذا وجدوه في منطقة ما، خيموا بالقرب من آبار الماء يروون ويسقون ماشيتهم، أمّا الآن يقبل جيل الشباب على التخييم خاصة أيام الإجازات في منطقة الطوي غرب بدع زايد ناحية الشمال ويذهب كثير منهم للتخييم في المناطق الشمالية خاصة في منطقة عوافي برأس الخيمة.وتقول السائحة اميليا جيمس من بريطانيا في منطقة عوافي يشدني النظر والتأمل في الأفق البعيد بين كثبان صحراء الإمارات اللامتناهية ورمالها الذهبية الناعمة. (وام)

مشاركة :