قام باحثون من جامعة ييل، بالتحقق من مدى فوائد الحمية الكيتونية، ووجدوا أنها تخفف أعراض مرض النقرس وربما تقي من الإصابة به.ويعتبر مرض النقرس أو القاوت، أحد الأمراض الروماتيزمية الناتجة عن الإنتاج الزائد لحمض اليوريك، أو عدم تخلص الجسم منه بالمعدلات السليمة، فيتجمع الحمض مكوناً بلورات تترسب داخل الأنسجة والسوائل بالجسم، مما يهيج جهاز المناعة ويؤدي إلى الشعور بالآلام الشديدة، وارتفاع درجة الحرارة.والحمية الكيتونية هي نظام غذائي قليل الكربوهيدرات يتبع في العادة لخسارة الوزن، ويعمل على تحفيز عملية «التخلون» بالجسم، وهي حالة أيضية يقل فيها احتياطي الجسم من الجلوكوز بدرجة لا تفي باحتياجات الجهاز العصبي المركزي، وحينها يلجأ الجسم إلى مصدر بديل للطاقة، وهو جعل الكبد تحول الشحوم إلى أحماض دهنية وأجسام كيتونية. وتشير نتائج الدراسة الحديثة إلى أن أحد تلك الأجسام الكيتونية المعروف اختصاراً بـBHB، يخفف مرض النقرس الناتج عن تبلور حمض اليوريك. وقام باحثون من خلال دراسة حديثة نشرت بمجلة تقارير الخلية، بالبحث في الفئران للكشف عن تأثير النظام الغذائي الكيتوني، من خلال دراسة فئران نوبات النقرس، وهي نوبات يحفزها NLRP3 بمساعدة العدلات (من أنواع خلايا الدم البيضاء)، حيث يقوم بتنشيط السيتوكين (IL-1B) المرتبط بالالتهابات، ومن ثم ظهور الآلام والأعراض الأخرى. وقد تم بعد ذلك حفظ الفئران بمكان معزول عن الجراثيم، مع تغذيتها على الحمية الكيتونية، وبعدها قام الباحثون بفحص دم تلك الفئران. ومن ناحية أخرى أجريت دراسة على أشخاص متطوعين من فئات عمرية مختلفة، وخلصت نتائجها إلى أن النظام الغذائي الكيتوني يزيد معدلات جزيء BHB، وهو جزيء مضاد للالتهاب و يثبط NLRP3، فتخف أعراض النوبات الناتجة عن ترسب بلورات الحمض، وذلك دون تأثير سلبي في جهاز المناعة أو في مقدرته على مهاجمة العدوى البكتيرية. ويقترح الباحثون استهداف NLRP3 لتقليل الالتهابات أثناء النوبات لتخفيف الأعراض، ولكن يجب أولاً إجراء مزيد من الدراسات والتجارب للتأكد من إمكانية ذلك.
مشاركة :