آل مريع يكشف عن نموذج عربي خاص في السيرة الذاتية

  • 3/20/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف رئيس النادي الأدبي بأبها د. أحمد آل مريع عن نموذج عربي خاص في السيرة الذاتية، وذلك في دراسة قدَّم فيها مقارَبة لأوليَّات الممارَسة الشفهية لخطاب السيرة الذاتية وتَلَقِّيها في التراث العربي، من خلال تناوُل ما وَصَفَه بـ(الكُنْتِيَّة) وهي صيغة لممارَسة شفاهية مِن صِيَغ خطاب السيرة الذاتية في الأدب العربي اقترن بحالة الفَقْد، مؤكِّدًا أنها تُتناوَل لأوَّل مرَّة في الدراسات النقدية والأدبية. جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها صباح أمس في مجلس حمد الجاسر الثقافي بعنوان "أوليَّات خطاب السيرة الذاتية في التراث العربي"، وأدارها د. عادل الغامدي. واستخدم المحاضِر في دراسته عند الإشارة إلى هذه الظاهرة في عمومها مصطلح (الكُنْتِيَّة) وذلك على طريق المصدر الصناعي؛ والمصدر الصناعي يدلُّ على حقيقة الشيء وعلى ما يُحيط به من الهيئات والأحوال، وينطوي على خاصِّيَّتَي التسمية والوصف معًا، ويقصد بها هنا: حديث الشيوخ عن أنفسهم بما يُفتَخَر به حكايةً عن الماضي: كنتُ.. وكنتُ. وأكَّد المحاضِر أنَّ مدوَّنة (الكُنْتِيَّة) في المعاجم العربية وكُتُب اللغة تكشف عن خطاب سردي استعادي مزدَوَج في السيرة الذاتية، حيث تستدعي الحياة الماضية وتُعيد إنتاجها على ساحة الحياة من جديد، متلمِّسةً ذاتها وشخصيتها، وهي على صعيد المحتوى تُنْتِج ذاتها ليس من خلال الصراع والتمرُّد، بل من خلال الانجذاب إلى القِيَم الاجتماعية، ومِن ثَمَّ تُعيد تكريس مفهوم حضور (الأنا) وفاعليَّتها، وتركِّز الذاتُ في استعادة الفعل على القِيَم التي بها يكون الفرد متميِّزًا ومتوافقًا مع النظام الاجتماعي. وأضاف أنَّ الكُنْتِيَّة خطاب في السيرة الذاتية يقف وراءه دوافع عامَّة طبيعية وثقافية ونفسية، مِن أبرزها: إنزال الذات منزلة البطل، ودافع تعويضي، والحاجة الاجتماعية للتقدير. وقال إنَّ المتلقِّين في تعامُلهم مع خطاب الكُنْتِيَّة فرَّقوا بينه وبين خطابات أخرى كالشعر والرواية ولم يُعامِلوه معاملة الفن، موضحًا أنَّ الدراسة خَلُصَت إلى الكشف -لأوَّل مرَّة- عن ممارَسة حكائية شفاهية في التراث العربي، والتحقُّق من وجود وعي ثقافي عام بهذه الممارَسة وبطبيعتها، وأنَّ الدافع الذي يكون وراء الكُنْتِيَّة هو طبيعي ونفسي لاستعادة مفرَدات الحياة وممارسة الوجود/الكينونة، والاستعاضة بالماضي عن الحاضر والاستمتاع به، كما يقف وراءها دافع ثقافي ونَسَقي وهو إحلال الذات محل البطل. وأشار المحاضِر إلى أنَّ الدراسة تنحو ناحية تفكيك مدوَّنة (كُنْتُ- كُنْتِيٌّ- كُنْتِيَّةٌ..) في المعاجم اللغوية العربية وإعادة تركيبها لاستنجاز المضمَر من دلالاتها وإيحاءاتها، ومِن ثمَّ استجلاء الوعي الاصطلاحي من جهة، وطبيعة الممارَسة من جهة ثانية؛ وكيفية تَلَقِّيها على مستوى المعرفة والقيمة والممارَسة وعلى مستوى منتِج الخطاب ومستقبِله من جهة ثالثة، وذلك من خلال مَحاور أساسية تقترحها المدوَّنةُ نفسُها على الدراسة.

مشاركة :