أعلن فريق في جماعة «الإخوان المسلمين» التي تعاني أعنف انشقاقات داخلية منذ تأسيسها، أنه أنجز «مراجعات» للمسار الذي انتهجته الجماعة منذ كانون الثاني (يناير) عام 2011 إلى كانون الثاني العام الحالي. لكن الإعلان من جانب الفصيل المحسوب على القيادي السابق في الجماعة محمد كمال الذي قُتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، والذي خرجت من كنفه جماعات انتهجت العنف المسلح، أثار تساؤلات عن قدرته على السيطرة على القواعد، في مواجهة الفريق الآخر الذي يتزعمه القائم بأعمال مرشد «الإخوان» محمود عزت. ولا يتوقع أن تشمل تلك المراجعات تغييراً باتجاه التهدئة مع الدولة. وبدا واضحاً أن المراجعات التي حملت عنوان، «تقييمات ما قبل الرؤية... إطلالة على الماضي»، ستركز على انتقادات لسياسات شيوخ الجماعة خلال الأعوام الماضية، إذ أكد بيان أصدره هذا الفريق أن المراجعات تتناول «مواقف التفاعل الإخواني مع القضايا المختلفة»، بعدما اعتبر البيان «أن تقدم الشعوب والجماعات والدول والأمم يأتي بمقدار ما تؤمن به من المبادئ وبقدر ما تحصِله من المعارف، والعبرة تتوافر عندما نلتفت لأمرين: نظرة في ماضٍ وانطلاقة لمستقبل، ولا مستقبل لمن لم يستفد من ماضيه وحاضره». لكن الفريق المحسوب على كمال سعى إلى التأكيد أن إصداره تلك المراجعات ليس في مواجهة الفريق الآخر (عزت)، إذ قال إن التقويم اعتمد «التناول من بوابة الشأن العام المرتبط بالموضوع وليس الشأن الشخصي المرتبط بالأشخاص... ولا يجب أن ينظر إلى هذا الجهد على أنه تصفية حسابات ولا نقداً شخصياً لأحد أياً يكن، فمن اجتهد في السابق فأصاب، فله أجران، ومن أخطأ فله أجر... بلا إفراط في نسف المواقف كافة، ولا تفريط في جانب الاعتبار والنظر والتقويم». لكن هذا الفريق سعى إلى تأكيد هيمنته على إدارة الأمور، فحمل البيان توقيع جماعة «الإخوان»، كما أشار إلى أن المراجعات «وضعت فيها خلاصات لدراسات وأبحاث وورش عمل قام بها عدد من المتخصصين في علوم الاجتماع والسياسة والقانون والشريعة، كما شارك فيه بعض قيادات وكوادر الإخوان في الداخل والخارج»، موضحاً أنه «تم التواصل مع ما يزيد على مئة من المفكرين والسياسيين وأصحاب الرأي والشخصيات العامة والعلماء والمهتمين بالشأن الإخواني... بالتوازي مع عرض تلك التقويمات على عموم الصف الإخواني للإسهام فيها بالرأي والمشورة وفقاً للتجربة التي خاضها أبناء الحركة». وأكد أنه سيتم الكشف عن تلك المراجعات غداً بعد الانتهاء من تسليم النسخ لأعضاء الجماعة وللنخب والمفكرين، ومن ثم ستُجمع كل الآراء لتنقيح هذا المنتج وإفراغه في وثيقة علمية متكاملة.
مشاركة :