قبل أن يتحذ أي عامل ماهر قراره بالقدوم إلى مدينة الكويت من أجل العمل، فإنه يُفضّل قبلها 70 وجهة حول العالم، وفي حال لم يحالفه الحظ يحُطّ رحاله في العاصمة الكويتية كالخيار رقم 71 في حركة هجرة المواهب والموظفين المهرة إلى أكثر مدن العالم جاذبية للعمل.فقد حلّت الكويت في المرتبة 71 عالمياً على مستوى الترتيب العام لأفضل المدن لجذب العمال والمواهب وفقًا للتصنيف العام على أساس مقاييس نمط الحياة والمال، والذي أعدته شركة الأبحاث العالمية (إيرنيك) التي ترصد حركة هجرة الموظفين حول العالم.وأتت في المرتبة قبل الأخيرة خليجياً في التصنيف العالمي، حيث حلت فقط قبل مدينة الرياض التي أتت في المرتبة 85 عالمياً، فيما سبقتها جل العواصم الخليجية. وجاءت مدينة دبي في المرتبة (30) وأبوظبي (38) والدوحة (41) ومسقط (61) والمنامة (68)، فيما حلت مدينة زوريخ السويسرية الأولى العالمية لجذب المواهب العاملة.ومن خلال قياس مؤشر نمط الحياة الذي اعتمد عليه التصنيف حلّت مدينة الكويت في المرتبة 105 من بين 150 مدينة حول العالم، لتأتي فقط قبل مدينة الرياض الأخيرة خليجياً وبمرتبة 123 عالمياً، بينما حلّت دبي في المرتبة (48)، وأبو ظبي (52)، والدوحة (62) ومسقط (85).ويساعد هذا المؤشر على توضيح الاختلافات بين أنماط الحياة والعوامل المالية في كل مدينة، فعلى سبيل المثال فإن مدينة ملبورن التي جاءت في المركز السادس عشر تشتهر بكونها واحدة من أكثر المدن ملاءمة للعيش في العالم، بسبب مناخها اللطيف، تنوع الأعراق والثقافات، التوازن بين العمل والحياة، والخيارات المتنوعة لأنماط الحياة. وأتت مدينة زوريخ أيضا في المرتبة الأولى عالمياً على مستوى أفضل مدينة توفر نمط حياة يفضله المهرة والمواهب.ولم تتقدم مدينة الكويت إلا في المؤشر المالي في حسابات هجرة المواهب للعمل في مدن العالم، حيث حلّت في المرتبة السادسة عالمياً من حيث الأكثر المدن جذباً بسبب الميزات المالية. وأتت بذلك الثالثة عربياً من خلال هذا المؤشر بعد مدينة الرياض التي حلت في المرتبة الخامسة عالمياً والمنامة التي أتت الأولى عالمياً على المؤشر نفسه.وفي حين أن مدينة الكويت تأتي في المركز السادس عالمياً في المقاييس المالية وتلتها أغلب العواصم الخليجية نظراً للدخل المرتفع وقلّة الضرائب، لكنها تتراجع بشدة في التصنيف الذي يخص نمط الحياة، بينما تأتي مدينة تورونتو الكندية في المرتبة 37 على هذا المؤشر بين حلت في المركز الثامن في التصنيف العام رغم انخفاض الأجور والضرائب المتوسطة، لكنها تتسم بتكاليف معيشة منخفضة وأنماط حياة جيدة، مما يشير إلى أن الدخل ليس كل شيء في التصنيف.وفي هذا السياق، قامت «إيرنيك» التي تعمل حاليا مع أكثر من نصف الشركات التي أتت في قائمة «فورتشين» 100 على استراتيجيات الأجور والمواهب الدولية بإنشاء مؤشر يساعد على معرفة أفضل المدن التي يمكن أن تنتقل إليها المواهب، وذلك من خلال استخدام بيانات عن الظروف المالية وأنماط الحياة في أكثر من 400 مدينة حول العالم.وقسمت الشركة بياناتها وفق تقرير «أرقام» عبر ثلاثة أقسام رئيسية، وجاء التصنيف المالي في البداية، والذي يتضمن الرواتب والضريبة وتكلفة المعيشة مع حساب القوى الشرائية للراتب النموذجي في كل مدينة، في حين وضع تصنيف أنماط الحياة في الاعتبار الظروف المعيشية والمنافع الحياتية، بما في ذلك التهديدات الجسدية والأمن والسلامة (معدل الجريمة والعنف والرعاية الطبية)، وعدم الراحة مثل (المناخ، العزلة الجغرافية، العزلة الثقافية أو النفسية)، إضافة إلى توافر المرافق والسكن والسلع والخدمات، وتم جمع هذه المعايير وقياسها للمقارنة بين الظروف المعيشية في المدن.ووجدت الشركة أن المزيد من الحرية المالية في مكان ما يمكن أن تساعد العمال في الخارج على التغلب على بعض القيود الخاصة بأنماط الحياة، لأنها توفر لهم المزيد من فرص الترفيه والسفر ومنازل أكبر وأكثر أمانًا في أحياء أفضل.وعلى صعيد آخر يرجع تقرير «أرقام» مجيء مدينة سان فرانسيسكو ضمن العشرة الأوائل إلى حد كبير بسبب الرواتب المرتفعة لشركات التكنولوجيا، إلا أن نمو قطاع التكنولوجيا أسهم في ارتفاع تكاليف السكن للغاية، وأدى إلى ضغوطات على أنماط الحياة بسبب النزوح في المناطق الحضرية، واتساع التفاوت في الدخل، وتراجع التنوع العرقي.ونقل موقع «أرقام» عن مؤسسة «PwC» أن الشركات تستمر في توظيف المواهب من جميع أنحاء العالم، ولا تزال المواهب ترغب في تجربة العمل في الخارج. وأعرب نحو 77 في المئة من الرؤساء التنفيذيين عن قلقهم إزاء توافر المهارات الأساسية، ووفقًا لـ«PwC» يتفق 77 في المئة أيضًا من الرؤساء التنفيذيين على أهمية تحرك المواهب وانتقالها لأي مكان يحتاجون إليه.ووفقًا لتقرير شركة «PwC» الخاص بجيل الألفية، فإن 71 في المئة من أبناء هذا الجيل يرغبون في العمل في الخارج في مرحلة ما من حياتهم المهنية.
مشاركة :