عقد بيت الشعر في نواكشوط يوم أول من أمس ورشة تدريبية بعنوان «إدارة المشاريع والمؤسسات الثقافية وآفاق تمويل الثقافة والفنون في المنطقة العربية»، بمشاركة 14 شاباً وشابة من منتسبي الجمعيات والأندية الثقافية الموريتانية، وذلك في إطار انفتاح البيت على منظمات المجتمع المدني ذات الطابع الثقافي على وجه التحديد.وحاضر في الورشة المخرج السينمائي محمد إدوم، مدير مشروع «الفن رصيد» الذي يهدف إلى رفع خبرات الفنانين الموريتانيين ومديري المشاريع الثقافية وأعضاء المنظمات في البلاد. من جهةٍ أخرى، نظّم البيت محاضرة بعنوان «قراءات نقدية» تطرقت إلى موضوعي الصورة الشعرية في ديوان «الأرض السائبة أنماطها ووظائفها»، ونقد رواية الشعر في كتاب: «عقل الشوارد في شرح ما جاء في طرة ابن بونَ من الأبيات الشواهد». افتتحت المحاضرة بكلمة للمنسق الثقافي للبيت الشاعر محمد المحبوبي، وسلّط الضوء على الموضوعين من جوانب مهمة، وأبان ما يميزهما من جدة وأهمية بين مدونات الشعر والنقد الموريتاني. بدأ الجلسة الأولى الدكتور محمد المهدي الداهي، وقدم عرضاً نقدياً عن «الصورة الشعرية في ديوان الشاعر الراحل محمد ولد عبدي «الأرض السائبة: أنماطها ووظائفها»، وهو من أبرز دواوين الشعر الحداثي في موريتانيا، وبدأ باستعراض نقدي لإشكالات المدارس النقدية، وتقديم فني للديوان، ثم بين أن الديوان عبارة عن أربع عتبات، ومقدمة، وثلاثة وعشرين نصا شعريا هي المتن». وتشكل العتبات الأربع والمقدمة مدخلاً ملائماً يتيح للمقاربة قسطاً من الألفة مع النصوص المشكلة للمتن، ويمكن تصنيف الصورة الشعرية في ديوان «الأرض السائبة» إلى ثلاثة أنماط هي: «الصورة - اللوحة»، و«الصورة - المشهد»، و«الصورة - البركان».في الجلسة الثانية «نقد رواية الشعر في كتاب: عقل الشوارد» أكد الباحث أحمد ولد أبي بكر ولد سيديا أن «غاية شروح شواهد النحو الشعرية غاية لغوية نحوية وصرفية ولم تكن غاية نقدية فنّية، لكن الطبيعة الأدبية لهذه الشواهد تفرض في كثير من الأحيان على من يتناولها بالشرح أن يتطرق إلى قضايا متعددة، قد تبدو صلتها بالاستشهاد النحوي عند الوهلة الأولى ضعيفة كزمن إنتاج البيت الشاهد أو صاحبه الذي أنتجه أو صحة روايته، وبعد إمعان النظر يمكن فهم الأسباب التي أدت بأصحاب تلك الشروح إلى الاستطراد النقدي والتاريخي والبلاغي أثناء شرحهم لبعض الشواهد».
مشاركة :