الاتفاق على الشراكات الإحصائية لتحقيق التنمية المستدامة بالخليج

  • 3/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دشن المنتدى الإحصائي الخليجي الأول أعماله في مدينة الرياض تحت شعار «تعزيز الشراكات الإحصائية لدعم السياسات الاقتصادية والتنمية المستدامة في دول مجلس التعاون» بحضور نخبة من الخبراء والأكاديميين الإحصائيين، وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والذي أقيم في فندق ماريوت بالرياض. ويعتبر المنتدى البادرة الأولى للأجهزة الإحصائية الخليجية بتنظيم من الهيئة العامة للإحصاء والمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وخلال فعاليات الجلسة الأولى (الطلب من منظور دولي) اتفق المتحدثون على أن الشراكات الإحصائية لها دور محوري في رسم وتنفيذ السياسات الاقتصادية، لا سيما فيما يتعلق بالاستدامة في استخدام البيانات لمراقبة تطور التطبيقات المختلفة. وقد ترأس الجلسة نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي صالح الفريح، وشارك فيها البروفيسور في الإحصاءات الاقتصادية بجامعة روما «تورفرقاتا» انريكو جيوفانيني، ونائب مدير الإحصاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بول شراير، ونائب مدير إدارة الإحصاء في صندوق النقد الدولي جوسي روزاليس، ونائب الرئيس للعمليات المصرفية والخدمات في البنك المركزي العماني الدكتور خلفان البرواني. وأكد عبدالعزيز الفريح أن دول الخليج تشهد تحولات كبيرة في نواح اقتصادية عدة، أسفرت عن خلق المزيد من التحديات والاشكالات. وتابع: «انخفاض سعر البترول شكل هاجسا وتحديا كبيرا في إعادة التفكير بأسلوب الإدارة الاقتصادية، والدليل على ذلك إعلان السعودية لرؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني هو مثال لهذا النوع من أسلوب التحدي والمعالجة». وأشار إلى أن التركيز على الشركات فيما يخص البيانات الإحصائية لغرض استخدامها هو داعم كبير للسياسات الاقتصادية سواء في الاختيار الأنسب منها أو مراقبة تطبيقها، وهو جانب مهم فيما يتعلق بالاستدامة في استخدام البيانات لمراقبة تطور التطبيقات المختلفة. وشدد على أهمية تطوير آلية جمع البيانات، وتعديل المناهج التعليمية وذلك لمواكبة التحديثات على المشهدين الاقتصادي والاجتماعي. من جانبه نوه البروفيسور انريكو إلى أن البيانات الإحصائية لم تعد مقتصرة على الحكومات، بل تتجاوز ذلك للمواطنين لتحسين اتخاذ قراراتهم. ولفت إلى أن علم الإحصاء يشهد تغيرا جذريا بسبب التطورات التكنولوجية وزيادة الطلب على البيانات، لتغطية مجالات لم تكن مطلوبة سابقاً، كما أن التحول من الإحصاء التقليدي إلى الإحصاء الجيومكاني يعتبر المفتاح الأساسي لثورة المعلومات، مستدلا على ذلك باتفاقية الجمهورية المكسيكية مع شركة قوقل لعرض الخرائط. كما أوصى البروفيسور بتشكيل مجموعات في الدول للعمل بشكل تعاوني وجذب البيانات وجمعها. إلى ذلك أشار بول شراير فقال: إن السنوات القليلة الأخيرة أظهرت فعالية استخدام التكنولوجيا في جمع الإحصاءات بشكل ذكي، وذكر مثالا على ذلك استخدام الأقمار الصناعية لجمع المعلومات حول التلوث البيئي، وبعد ذلك استكمال البيانات على نطاق صغير ومتوسط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أما في السابق فكان جمع المعلومات يتم عبر مقابلة الأشخاص. وخلال مشاركته ركز نائب مدير إدارة الإحصاء في صندوق النقد الدولي جوسي روزاليس على مواجهة القضايا الناشئة بعد الأزمة المالية العالمية للدول، وكيفية تطوير الدول ومراقبة التغيرات والتطورات والاستعداد التام للانتقال للمرحلة القادمة. وأكد جوسي على أهمية الربط بين القطاعات الداخلية للدول من الجهات المالية والجهات القانونية وغيرها من الجهات في أي دولة. وشدد في ذات السياق على أن البيانات المتوافرة حاليا ليست ناضجة تماما، وأنها تحتوي على فجوات كبيرة بحاجة للتعاون والعمل على مواجهتها. وتحدث الدكتور خلفان البرواني عن التحول في آلية عمل بنك عمان المركزي على إثر الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث أكد على الحاجة لتحسين جودة النظام المطبق، وتحديد السياسات، وكيفية استخدام البيانات والآليات المتعلقة بالدفع التي يجب اتخاذها. وحول نقاط الضعف في جمع البيانات لفت البرواني إلى عدم توفر قانون واضح وصريح لجمع البيانات من عدة مصادر سواء كانت حكومية أو خاصة، كما أن البيانات الحكومية التي يتم جمعها هي جزئية ولا يوجد صورة كاملة لهذه البيانات. فيما اتفق المشاركون في جلسة (الطلب من المنظور الوطني والمنظور الإقليمي) على أهمية استخدام التكنولوجيا، والتوسع في المؤشرات الإحصائية وفقاً لاحتياج المجتمعات الحديثة. وكانت الجلسة الثانية من جلسات المنتدى تناقش طلب البيانات والمعلومات الناشئ من الاحتياجات الإحصائية المتعلقة برسم السياسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الوطنية، وانعكاسات جدول أعمال 2030م، على خطة التنمية الوطنية. وتناولت الجلسة محاور الإصلاحات والسياسات الوطنية لتحقيق تنمية اقتصادية أكثر تنوعاً وتعزيز القدرة التنافسية، وخطط وأهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، والسوق الخليجية المشتركة. وترأس الجلسة مدير أمانة (باريس 21) في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدكتور يوهانيس يوتينق، وشارك فيها وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية في وزارة الاقتصاد والتخطيط في السعودية الدكتور سالم آل قضيع، ووكيل الشؤون الدولية بوزارة الخارجية البحرينية الدكتور عبدالله آل خليفة، والسفير الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السعودية آشوكنيغام، والأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خليفة العبري. وقال مدير أمانة (باريس 21) منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدكتور يوهانيس يوتينق: إن تحديد الأولويات والأهداف المراد تحقيقها يختلف من دولة لأخرى، لذا يجب وضع آلية محددة وواضحة في هذا الشأن، ويعد ذلك واحداً من أهم التحديات التي تواجهها الدول أجمع. وأشار يوتينق إلى أهمية إشراك المجتمع المحلي في العملية الإحصائية لضمان دقة المعلومات والأرقام وبالتالي وضع خطة مناسبة. كما لفت إلى أن استخدام الثورة المعلوماتية سيساهم بشكل كبير في الحصول على المخرجات المناسبة لاتخاذ القرارات الصحيحة ودمج المعلومات القديمة بطريقة ذكية. من جانبه شدد الدكتور سالم آل قضيع على أهمية توظيف الأساليب الحديثة في نشر الإحصاءات، والتوسع في المؤشرات الجديدة وفقاً للتطور في مجال الممارسات والأنشطة على مستوى المجتمع المدني، مشيراً إلى أن استخدام التكنولوجيا له دور في تسهيل عملية القياس، وقد يكون لانتشار الأجهزة الذكية دور في ذلك بالمستقبل. وقال: «إن السياسات قائمة على الإثباتات، والإثباتات لا تتحقق إلا بصناعة البيانات» لافتاً إلى المساعي الجادة للأجهزة الإحصائية الخليجية في هذا الشأن. وصادق الدكتور عبدالله آل خليفة على اختلاف المعايير المعمول بها في الأجهزة الإحصائية الإقليمية والدولية، إلا أن ذلك لا يحد من تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب، وسط التأكيد على أهمية قياس ما تم استخدامه في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وشدد آل خليفة على أن المواطن هو شريك أساسي في الإحصاءات، وهو مسؤول عن التجاوب مع مؤسسات الإحصاء ويأخذ على عاتقه المشاركة المجتمعية والتعامل بإيجابية. وفي مشاركة أوشاك نيغام صادق على رأي الدكتور يوهانيس يوتينق في أهمية دمج المعلومات القديمة مع الجديدة للحصول على أرقام إحصائية دقيقة، ولفت نيغام إلى أن التعاون بين دول الجوار والمنظمات المتخصصة فيما يتعلق بالتجارب الإحصائية يساهم بشكل كبير في تذليل الصعاب للوصول للأهداف المرجوة. د. التخيفي يكرم المشاركين

مشاركة :