"رقصة الفستان الأحمر الأخيرة" حول سبعين سنة من تاريخ العراق

  • 3/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ميلانو (إيطاليا) - يقدم الكاتب العراقي علي عبدالأمير في كتابه الجديد "رقصة الفستان الأحمر الأخيرة" سردا شيقا للحياة الاجتماعية والثقافية في العراق من عام 1940 إلى 2015. والكتاب الصادر حديثا عن منشورات المتوسط في إيطاليا يتناول سبعة عقود من تاريخ العراق المعاصر عبر الغناء والموسيقى. جاء على غلاف الكتاب: "في عزّ سنوات العراق المدني، واستقراره النسبي، ثقافياً واجتماعياً، قدّمت المطربة مائدة نزهت أغنيّة يا أم الفستان الأحمر، وكانت تلك جرأة تُحسَب للتّغنّي بفستان، في إشارة إلى رقيّ سلوكيّ، ورفعة في الذائقة، في مجتمع، كان يتخلّى - تدريجياً - عن صرامته ومحافظته عشائرياً ودينياً، ويتّجه إلى ملامح مَدَنية، تتعاطى مع رقّة أنثى، وحضورها الفاتن، بدلع فستان أحمر. ومع اختطاف الدولة من قِبل المغامرين الثوريين من الأحزاب الشمولية والضباط العسكريين، تراجعت القِيم الثقافية الطبيعية، ومنها أشكال التعبير بالغناء الراقي عن مشاعر الحب، فمن أغنيّة أم الفستان الأحمر، إلى حياك يا ابو حلا، للمطربة ذاتها وهي - بهذا - تجسّد جناية الانقلابات العسكرية، والأفكار الثورية الشكل، والهمجية الفحوى، لا على الدولة وحسب، بل على الطبقة المتوسطة حارسة قِيم الحداثة في المجتمع، ومحرّكها الوحيد، فتجعلها أسيرة السياسة الحكومية، والحزبية الضيقة، وعبداً ذليلاً لثقافتها ونهجها التدميري في القمع داخلياً، والحروب خارجياً، وصولاً إلى تراجع مخيف، في قِيم المدنية، لصالح قوى الظلام الفكري اليوم. الكتاب، قصة العراق اجتماعياً وثقافياً 1940- 2015 عبر الموسيقى والأغنيّات". وجاء في الكتاب "ليس عسيراً التمييز بين مَلمحين في أغنيّات المطربة مائدة نزهت، الأول، وهو العاطفي الأنيق المهذب، والثاني هو الوطني الدعائي الفجّ، مثلما يمكن ملاحظة مَلمحين آخرين: الجانب المديني المتفتّح بتلقائية، وهو يشبه خمسينيات العراق من القرن الماضي، والجانب الفوضوي؛ حيث اختلاط البيئات والأنساق الثقافية بطريقة فجّة ومبتذلة، تحت أسر الإعلانات الثورية والوطنية التي ميّزت ستينيات القرن، وسبعينياته، وهي في نتاجها الفني، وحتّى مسار حياتها الشخصي، إنما تصوغ صورة، ليس عن فتيات الطبقة المتوسّطة العراقية المتعلّمات وحسب، بل تصوغ مسار تلك الطبقة في صعودها الثقافي والاجتماعي، وانحطاطها لاحقاً. ومع مراجعة أولية، لأغنيّاتها، نجد ملامح الجرأة والثقة في البوح بمشاعر الحب، ولكنْ؛ في إهاب من التهذيب والرقة، وهذا جزء طبيعي من المسار المنفتح للطبقة المتوسطة، مع بداية تشكّلها كمؤثر اجتماعي متزامن مع صعود قيم الحداثة التي كانت تقدمها الدولة قبل أن تحطّمها الانقلابات العسكرية، بمقابل قيم التخلّف التي تضخّها منظومتا الدين والعشائرية". وعلي عبدالأمير شاعر عراقي وناقد وصحافي، عمل مدير تحرير الأخبار العراقية في قناة الحرة، وكان يعد ويقدم برنامج "سبعة أيام" عبر قناة الحرة أيضاً. كما أنه كان مراسلاً للعديد من الصحف والمجلات العربية إضافة إلى رئاسته تحرير مجلتي "المسلة" و"أوراق ثقافية"، وله العديد من الأفلام والبرامج الوثائقية كتابة وتقديماً. يقيم عبدالامير حالياً في أميركا، ويعمل محرراً في موقع "ارفع صوتك" لقناة الحرة، وأصدر العديد من الكتب في الشعر والنقد الثقافي والموسيقي.

مشاركة :