"الزمن دوار".. بهذا المثل الشعبي راج الاقتباس لدى كثير من المعلقين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على زيادة أعداد الحالات المسجلة بحقوق الإنسان لـ "أزواج يعانون عنف زوجاتهم".
فالمتابعون لشأن المملكة اعتادوا وقوف نساء أمام القضاء للمطالبة بالإنصاف والحماية من عنف وقسوة بعض الأزواج؛ لكن الاطلاع على معلومات الحالة الحقوقية بالمملكة يؤشر إلى اتجاه عكسي، هذه الأيام؛ حيث تشهد ساحة القضاء حاليا دعاوى رفعها "رجال" يعانون عنف زوجاتهم.
التقت "عاجل" بعض هؤلاء الأزواج، ليرووا حكايات كان يصعب تصديقها قبل وقت ليس ببعيد.
حبي أهانني
يحمِّل "سلطان علي" نفسه سبب تعامل زوجته القاسي، "فحبه الكبير لها جعله يطيعها في كل شيء؛ لكنها باتت تستغل ذلك مع الوقت بشكل مختلف"، حسب قوله.
ويضيف: "باتت تؤذيني بالكلام الجارح عندما أرفض لها طلبا، حتى بلغت بها القسوة أن تضربني إذا جادلتها أو قمت بدوري كرجل".
تحمل الزوج المحب الإساءة والتعنيف؛ "لأنه لا يرغب في الابتعاد عن أطفاله"، لكن استمرار هذا الحال أفضى إلى ما كان يخشاه.
يقول علي، "أصبحوا يرونها تضربني ولا تعطي لكلامي أي أهمية، مما جعلهم هم أيضا يقومون بتقليد ما تفعل، الأمر الذي دفعنا إلى الطلاق".
أخي دمرني
أما "بثينة عامر" فتلقت إخطاراً برفع دعوى قضائية ضدها بتهمة "التعنيف"، الأمر الذي أصابها بدهشة شديدة، متسائلة عن صاحب الدعوى، لتكتشف أنه زوجها.
تذكر بثينة أن أخاها كان دائما ما يضربها ويتسلط عليها بعد وفاه والدها، وبعد زواجها لم ترغب بإعادة ما فعله أخوها معها، فتحولت إلى "امرأة قوية"، حسب تعبيرها، أو بالأحرى "امرأة عنيفة"، لا تقبل بأي خطأ أو تقصير، لتعامل زوجها كما عاملها أخوها من قبل.
تطور الأمر حتى علمت أن زوجها يعالج عند طبيب نفسي بسببها، ومن ثم جاءها الإخطار برفع الدعوى!
رصد حقوقي
تواصلت "عاجل" مع مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقه عسير، محمد بريق، للوقوف على واقع وأسباب الظاهرة، فقال، "إن قضايا العنف ضد الرجل مازالت موجودة وفي تزايد؛ حيث تمارس المرأة الضرب والعنف على الرجل، وأغلب هذه القضايا نحاول حلها بالطرق الودية والإصلاح بين الأطراف، أما إذا تطورت فإنها تحال إلى جهات الاختصاص".
انتشار الثقافة الحقوقية بالمجتمع أسهم، بحسب "بريق"، في طرح مثل هذه القضايا وإمكانية التوصل إلى حلول لها، مضيفا: "كنا بالسابق نعاني عدم تقبل المجتمع أو الجهات الحكومية لتدخلنا في حل بعض القضايا؛ لجهلهم بأهمية دورنا الفعال في حلها".
ويشير مدير فرع "حقوق الإنسان" بمنطقة عسير إلى أن البرامج والورش التدريبية في مدارس البنين والبنات من أهم الوسائل المعتمدة لدى الهيئة في معالجة ظاهرة التعنيف، وذلك لأهمية شريحة الطلاب، باعتبارهم جيل المستقبل.
مشاركة :