مضت القاهرة أمس، في تشددها حيال جماعة «الإخوان المسلمين» التي وضعتها في بوتقة واحدة مع التنظيمات الإرهابية التي تهدد بلداناً في المنطقة. وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن بلاده تتصدى للإرهاب بـ «وجه واحد لا وجهين»، قبل أن يدين بأشد العبارات الحادث الإرهابي الذي وقع أول من أمس في العاصمة البريطانية لندن، مكرراً دعوته المجتمع الدولي إلى «تعزيز التعاون والتنسيق للقضاء على قوى الإرهاب». وكان السيسي شارك أمس في ندوة تثقيفية أقامتها المؤسسة العسكرية لمناسبة «يوم الشهيد»، وحضرها كبار أركان الدولة، وألقى على هامشها مستشار الرئيس للشؤون الدينية الدكتور أسامة الأزهري كلمة وضع فيها جماعة «الإخوان» في بوتقة واحدة مع التنظيمات الإرهابية مثل «داعش والقاعدة وبوكو حرام... والخوارج قديماً»، قبل أن يؤكد السيسي في مداخلة أن مصر «تحارب الإرهاب بوجه واحد لا وجهين»، وشدد على أن شهداء الوطن «هم الذين يرفعون راية الحق، والمعارك التي تخوضها قوات الجيش والشرطة ضد الإرهاب تثبت ذلك كل يوم... شهداء مصر هم أشرف الرجال، لأنهم لم يدافعوا عن الوطن فحسب، بل قدموا أروع التضحيات للتصدي للإساءات التي يتعرض لها الدين نتيجة استغلاله من قبل التنظيمات الإرهابية لتبرير جرائمهم، وهو منها براء». وأشار إلى أن تضحيات الشهداء «حافظت على الشعب المصري... الشهداء الأبطال هم حماة الشعب»، قبل أن يتعهد بأن شعب مصر «لم ولن يُروع أو يُدمر أو يضيع طالما ظل أبناء مصر الأوفياء رافعين راية الحق والبناء والتعمير». وتطرق السيسي إلى الحادث الإرهابي الذي وقع في العاصمة البريطانية أول من أمس، منبهاً إلى أن الإرهاب «أصبح يُهدد العالم بأكمله». وأكد أن مصر «تدين بأشد العبارات كافة الأعمال الإرهابية التي تقع في مختلف أنحاء العالم». وأضاف: «الشعب المصري بأكمله يتصدى للإرهاب، والدولة حريصة على رعاية جميع أهالي الشهداء والمصابين، وحق الشهداء الأبرار على الدولة لا يقتصر فقط على رعاية أهلهم وذويهم، بل يشمل مواصلة العمل على الحفاظ على الوطن من خلال تحلي جميع أفراد الشعب المصري بالصبر والعمل والأمانة والجد والشرف». ثم ألقى مدير جمعية «المحاربين القدماء» كلمة تحدث فيها عن أنشطة الجمعية لرعاية أسر وأهالي الشهداء والمصابين، قبل أن يعلن الرئيس المصري في مداخلة أنه ستتم مضاعفة موازنة الجمعية اعتباراً من الشهر المقبل من موازنة القوات المسلحة. وأكد أهمية تكثيف دور الجمعية مع المجتمع المدني وتعزيز تواصلها مع مختلف فئات الشعب لتعزيز التلاحم الوطني، مشيراً إلى ضرورة عرض النماذج المشرفة لتضحيات وبطولات الشهداء في المدارس والجامعات وتوفير البيانات اللازمة عنها. كما طالب بمضاعفة أعداد وحدات الغسيل الكلوي المخصصة لأسر المحاربين القدماء من 15 إلى 30 وحدة، فضلاً عن توفير كل الأجهزة والخدمات الطبية اللازمة لهم. وطالب وزارتي الدفاع والداخلية بالتنسيق اللازم من أجل إنشاء كيان متكامل لرعاية شهداء ومصابي الجيش والشرطة معاً، «لا سيما أنهم جميعاً أبناء مصر».
مشاركة :