بات تساقط الكُتل الإسمنتية من جدران المنازل، وتهاوي الحيطان الاستنادية بشكل مفاجئ، في بلدة سلوان جنوبي مدينة القدس، أمرا معتادا، بفعل الحفريات الإسرائيلية المستمرة في الحي ومحيطه، بحسب السكان.وتعرَّض نحو 55 منزلاً لأضرار مباشرة، جراء التصدعات والانهيارات، بسبب الحفريات التي نفَّذتها الجمعيات الاستيطانية في بلدة سلوان، خلال السنوات العشر الماضية، بحسب ما وثَّقه مركز معلومات حي وادي الحلوة (غير حكومي). ورجَّح مدير المركز، جواد صيام، أن عدد المنازل المتضررة أضعاف هذا الرقم، خاصة أن التشققات تبدأ عادة بشكل طفيف لا يلفت الانتباه، وتزداد بمرور الأيام. وأضاف صيام للأناضول: «هذه الانهيارات والتصدعات، أصبحت ظاهرة مرتبطة باسم بلدة سلوان المحاذية الأقصى، كما ارتبطت سابقاً بالبلدة القديمة جراء الحفريات الإسرائيلية». ويوضح صيام، أن «هذه الظاهرة بدأت مع حفريات الأنفاق في حي «وادي حلوة» بسلوان عام 2007، حيث تحاول السلطات الإسرائيلية إنشاء سلسلة من الأنفاق أسفل منازل المقدسيين، للربط بينها وبين مواقع أثرية وبؤر استيطانية». ودفعت هذه التصدعات والتشققات بلدية القدس الغربية إلى إصدار أوامر بإخلاء هذه المنازل، بعد أن صنَّفتها طواقمها الهندسية بـ»الأبنية الخطرة». من جانبه قال محمود بيضون -الذي يملك بناية سكنية من ثلاثة طوابق، أصدرت بلدية القدس قراراً بإخلائها مؤخراً- إنه سمع صوتاً يشبه الانفجار خلف منزله في منتصف نهار 25 فبراير الماضي، وعندما فحص مصدره تفاجأ بانهيار جدار استنادي يقع أسفل المنزل. وأضاف: «رافق الانهيار فيضان للمياه، نتج عن أحد خطوط المياه، الذي يبدو أنه كان يسربها داخل التربة». وفي اليوم الثاني للانهيار، بحسب بيضون، بدأت المنازل بالتصدع، بعد أن تشققت الطرق المحيطة بالجدار، وقد اطلعت الطواقم الهندسية التابعة لبلدية القدس عليها، وأشارت إلى أنها نتجت عن انزلاق بالتربة، بعد أن تشبعت بالمياه بسبب أحد الخطوط التالفة. وأشار صاحب المنزل إلى أنه عقب قرار الإخلاء، بدأت عروض المستوطنين اليهود لأصحاب المنازل المتضررة بشرائها، بعد أن أصبحت «خراباً ودماراً لا يمكن إصلاحه» كما يقولون. وقال إن مستوطناً جاء لمنزله وعرض عليه شراء المنزل. كما توجه المستوطن ذاته لمنزل عائلة الرجبي، الذي تضرر أيضاً بفعل الانهيارات، حيث قالت صباح الرجبي، صاحبة البيت، إن المستوطن ساومها على الحصول على تعويضات مقابل التنازل عن عقارها لصالح المستوطنين. وأشارت في حديثها لوكالة الأناضول، إلى أن المستوطن استخدم الحجة ذاتها، بأن المنازل متضررة بشدة وخطرة، ولا يمكن مواصلة الحياة فيها، وأنها بُنيت دون تراخيص البناء اللازمة، وأن بلدية القدس وشركة «جيحون» لن تقوما بإصلاح الأضرار وتعويضهم عليها. وقال مصدر رفض الكشف عن اسمه، من داخل البلدية الإسرائيلية في القدس، إن العائلات في حارة بيضون يجب أن تقوم بإصلاح الأضرار الناتجة عن الانهيار بنفسها، وأن تتحمل تكاليف ذلك.;
مشاركة :