المتهم خالد مسعود لندن: «المجلة» غداة اعتداء لندن الذي تبناه تنظيم داعش وأسفر عن أربعة قتلى، بحسب آخر حصيلة، حددت الشرطة البريطانية هوية منفذ الاعتداء، قائلة إنه يدعى خالد مسعود وكان معروفا لدى الأجهزة الأمنية. وتوفي أحد الجرحى البالغ من العمر 75 عاما متأثرا بجروحه، ما رفع حصيلة القتلى من ثلاثة إلى أربعة. وكانت الشرطة أشارت مساء إلى أن الاعتداء أسفر أيضا عن أربعين جريحا منهم اثنان «بين الموت والحياة» وخمسة «في وضع حرج». ووفقا لوكالة (أ.ف.ب) الإخبارية قالت شرطة اسكوتلنديارد إن مسعود المولود في 25 ديسمبر (كانون الأول) 1964 في كنت بجنوب شرقي بريطانيا كان يقيم منذ وقت قصير في ويست ميدلاندرز (وسط) و«لم يكن موضع أي تحقيق»، مضيفة أن «أجهزة الاستخبارات لم تكن تملك أي معلومات عن نيته شن هجوم إرهابي». وأكد متحدث باسم الشرطة لوكالة فرنس برس أن مسعود يحمل الجنسية البريطانية. ووقع الهجوم بعد ظهر الأربعاء أمام مقر برلمان ويستمنستر في قلب لندن. ودهس المهاجم بسيارته في البداية عددا من المشاة على جسر ويستمنستر المؤدي إلى مقر البرلمان وإلى برج ساعة بيغ بين، من ثم ترجل من سيارته وطعن شرطيا بسكين أمام مقر البرلمان المجاور للجسر. وسارعت قوات الشرطة في المكان إلى إطلاق النار على المهاجم، فأردته قتيلا. وتبنى تنظيم داعش الخميس الهجوم. ونقلت وكالة «أعماق» المرتبطة بالتنظيم المتطرف أن «منفذ الهجوم أمام البرلمان البريطاني في لندن هو جندي للدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف» الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. واعتقلت الشرطة ثمانية أشخاص بينهم سبعة في برمنغهام (وسط) وواحد في لندن، يشتبه بأنهم أعدوا لأعمال إرهابية. ونفذت أيضا عمليات في برايتون (جنوب) وفي جنوب ويلز. وسبق لمسعود أن دين مرارا بتهمة الاعتداء وحيازة أسلحة والتسبب بفوضى، وفق الشرطة. وآخر إدانة له تعود إلى ديسمبر 2003 حين اعتقل وفي حوزته سكين. وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الخميس أن منفذ الهجوم مولود في بريطانيا، وكان «قبل بضع سنوات» موضع تحقيق لجهاز الاستخبارات البريطانية على صلة بـ«التطرف العنيف»، موضحة أنه كان يومها «شخصا ثانويا» في هذا التحقيق. وأوردت صحيفة «الغارديان» أنه لم يكن ضمن قائمة للاستخبارات تضم ثلاثة آلاف شخص يشتبه بأنهم قد يرتكبون عملا إرهابيا. وارتكب هجوم لندن بعد عام تماما من اعتداءات بروكسل التي خلفت 32 قتيلا، وهو يذكر باعتداء نيس في فرنسا (86 قتيلا) وبرلين (12 قتيلا) اللذين تبناهما تنظيم داعش في 2016. وتعبيرا عن تصميمه في مواجهة الهجوم الأكثر قسوة في بريطانيا منذ اثني عشر عاما، وقف مجلس العموم دقيقة صمت حدادا على الضحايا قبل أن يستأنف أعماله صباح الخميس. وقالت ماي متوجهة إلى النواب، «لسنا خائفين» مؤكدة أن الديمقراطية «ستنتصر دائما». وشددت على أن الاعتداء لن يؤثر في الانطلاق الرسمي لعملية بريكست الأربعاء المقبل. وأعيد فتح محطة مترو ويستمنستر قرب البرلمان ومثلها جسر ويستمنستر. وبين الجرحى في المستشفيات، عدد كبير من السياح، وثلاثة طلاب فرنسيون في المرحلة الثانوية كانوا يقومون برحلة مدرسية. والتقى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت عائلاتهم صباح الخميس منددا بالهجوم. والاعتداء هو الأكثر دموية الذي تشهده بريطانيا منذ الهجمات الانتحارية في يوليو (تموز) 2005 التي خلفت 56 قتيلا في وسائل النقل بلندن وتبناها ناشطون في تنظيم القاعدة. وقال وزير الدفاع مايكل فالون «سبق أن عاشت لندن أمرا مماثلا وتجاوزته»، فيما أكد رئيس بلدية لندن صديق خان مساء الأربعاء أن «اللندنيين لن يسمحوا للإرهاب بتخويفهم». وأضيئت شموع مساء الخميس في ساحة ترافالغر تكريما للضحايا بمشاركة مئات الأشخاص. وقال نافيد ميرزا (20 عاما) الذي قدم مع مجموعة من عشرة أشخاص إلى المكان، لوكالة فرنس برس «جئنا نقول، بصفتنا مسلمين، إننا ندين بشدة كل أعمال العنف التي وقعت أمس». وقالت اسكوتلنديارد إن أجهزة الأمن البريطانية أحبطت 13 محاولة اعتداء منذ يونيو (حزيران) 2013 في المملكة المتحدة حيث لا يزال مستوى التحذير من خطر إرهابي في الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات.
مشاركة :