في إطار الاسبوع الثقافي المصري في الكويت، الذي بدأ في الفترة من 14 إلى 23 مارس 2017، عُقدت في المركز الثقافي المصري بالجابرية ندوة حول رؤية الدكتور فؤاد زكريا للواقع الفكري والسياسي، برعاية وحضور السفير ياسر عاطف، والدكتور نبيل بهجت الملحق الثقافي، حيث ألقى الدكتور عبدالله الجسمي محاضرة عن رؤية فؤاد زكريا للواقع الثقافي، وألقى الدكتور مجدي عبدالحافظ صالح محاضرة عن رؤية فؤاد زكريا للواقع الفكري، وفي ختام الندوة قام السفير ياسر عاطف والدكتور نبيل بهجت، بمنح الدكتور عبدالله الجسمي رئيس قسم الفلسفة، درع المركز الثقافي المصري تكريما لجهوده وتعاونه المستمر مع المركز. سبل الخلاص في بداية محاضرته، تطرق د. عبدالله الجسمي الى فهم د. فؤاد زكريا للواقع العربي، علاوة على تعمقه في فهم التفكير الفلسفي ومراحل تطوره وأبرز فلاسفته، وقد وظف ذلك في كيفية التعامل مع الواقع العربي ومشكلاته وسبل الخلاص منها. وأشار الى اهتمام د. فؤاد في الشأن العام، وخصوصاً الشأن السياسي، حيث كرس الكثير من الوقت لتناول القضايا المثارة والأحداث ذات الأهمية الكبرى، وكتب عنها بطريقة منهجية تنم عن فهم حقيقي لكيفية النظر للموضوع وكيفية تحليله. ثم عرج على اهتمام د. فؤاد زكريا بالفكر اليساري، وقدم أولا الملاحظات والمآخذ التي أشار إليها زكريا عن الفهم السائد للماركسية في الوطن العربي وأنحاء أخرى من العالم. تناول د. عبدالله بعد ذلك المنهجية التي كان د. فؤاد زكريا يمارس كتاباته السياسية من خلالها، حيث استندت منهجيته على التفكير العلمي، وعدم تناول أية موضوعات بأفكار ومواقف مسبقة، وحرص على البحث عن الأسباب الفعلية التي تقف وراء الأحداث. واختتم ورقته بالحديث عن تصور د. فؤاد زكريا للعدالة والموقف الأخلاقي، الذي اتسمت به كتاباته السياسية، التي وقف فيها مع ما كان يطلق عليه «المواطن الغلبان»، وثبت على مواقفه السياسية الفكرية، على الرغم من المحاولات التي كانت تستهدف النيل منه ومن سمعته الشخصية. حاضر دائماً من جانبه، تساءل د. مجدي عبدالحافظ عن المغزى من اختيار الدكتور فؤاد زكريا دون غيره من المفكرين؟ وبخاصة أن كثيرا من اساتذة الفلسفة المصريين المرموقين قد عملوا أيضا في دولة الكويت، واسهموا بفكرهم في مناقشة الامور العامة، وكتبوا أيضا في الصحف والمجلات، وألفوا العديد من الكتب في موضوعات وتخصصات الفلسفة المختلفة، بل وقاموا بترجمة اعمال جد مهمة لاهم الفلاسفة الغربيين، وتركزت اجابته في أن فؤاد زكريا، كان نموذجا فريدا، فإلى جانب ما أسهم به من دراسات في موضوعات الفلسفة وتقديمه لأهم أعلامها، وجدناه حاضرا دائما، ومشتبكا بحيويته المعهودة ونصاعة منهجه في حقل الصراعات الايديولوجية، ولأنه لم يأل يوما جهدا في المتابعة الدقيقة لأحداث الواقع، وتتبع ردود الأفعال، وقراءة ما يُكتب بعناية بالغة وعمق لا يقف عند عمق المتابع المدقق فحسب، وإنما هو عمق الفيلسوف الذي يرصد الظواهر ويربط بينها بنظرة بانورامية شاملة. ولهذا لم يتوقف عند قاعات الدرس، بل خرج إلى الحياة الواسعة، واشتبك مع كثيرين على صفحات الجرائد والمجلات، وهي سمة تبدت بصورة أكثر وضوحا في الكتب التنويرية الاشتباكية بعيدا عن التدريس الجامعي، وكذلك في اختيار ترجماته ومراجعاته.
مشاركة :