اجتمع وزير الخارجية المصري سامح شكري، على هامش زيارته نيويورك، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «التحديات التي تواجه المنطقة لا سيما مواجهة الإرهاب»، مؤكداً دعم بلاده لدور الأمم المتحدة في المرحلة المقبلة. وكان شكري اختتم زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن، بعدما التقى عدداً من المسؤولين في إدارة دونالد ترامب أكد خلالها أن بلاده «الأقدر على مواجهة الفكر المتطرف في منطقة متخمة بالصراعات والنزاعات». وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن شكري التقى في نيويورك مساء أول من أمس غوتيريش الذي شدد على «محورية» دور مصر على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيراً إلى ما تبذله من «جهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، وإلى «دورها في مكافحة خطر الإرهاب الذي يتصاعد تهديده ويمتد بمختلف دول العالم». وأضاف الناطق أن غوتيريش أكد حرصه على التنسيق والتواصل مع مصر خلال الفترة المقبلة دعماً لقضايا السلم والأمن والتنمية. من جانبه، أكد شكري خلال اللقاء أهمية الدور الذي يضطلع به الأمين العام للمنظمة الدولية خلال المرحلة الراهنة «في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المنظمة، في ظل الاضطرابات المتصاعدة بمختلف ربوع العالم لا سيما في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا». وأعرب الوزير المصري عن حرص بلاده على «تقديم كل أشكال الدعم والمساندة من أجل المساهمة في تطوير آليات العمل داخل المنظمة، وبما يراعي مصالح ومواقف القاعدة الواسعة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لا سيما دول الجنوب». وأشار الناطق المصري إلى أن اللقاء تناول المستجدات الإقليمية، حيث عرض شكري «الجهود المصرية المبذولة من أجل تشجيع الأطراف الليبية على تحقيق التوافق اللازم إزاء القضايا الخلافية المتعلقة بالاتفاق السياسي». كما تناول اللقاء نتائج الجولة الرابعة من المفاوضات السورية في جنيف وسبل الإعداد للجولة الخامسة الجارية حالياً. وأكد شكري دعم مصر جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وأهمية الانتقال بالمفاوضات إلى القضايا الرئيسية. وكان وزير الخارجية المصري التقى على هامش اجتماع التحالف الدولي لمواجهة «داعش» في واشنطن، عدداً من صناع القرار في البيت الأبيض وعلى رأسهم نائبة مستشار الأمن القومي الأميركي كيتي ماكفيرلاند، ومساعد الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديريك هارفي، فضلاً عن مساعد وزير الخارجية بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى ستيوارت جونز، والممثل الخاص للرئيس الأميركي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات. أوضح بيان للخارجية المصرية أن اللقاء الذي عقد في دار سكن السفير المصري ياسر رضا، شهد تناول «مسار العلاقات المصرية - الأميركية في شكل مفصّل وسبل تعزيزها، وتم التطرق إلى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي المرتقبة إلى واشنطن مطلع الشهر المقبل، وما يعوله الجانب الأميركي عليها من أجل دفع التعاون الثنائي إلى آفاق أرحب تعزز من التنسيق بين الجانبين على كل المستويات، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب». وأشار البيان إلى أن شكري عرض خلال اللقاء الجهود المصرية لمواجهة الإرهاب، مشيراً إلى مبادرة الرئيس السيسي «لتجديد الخطاب الديني وسبل مواجهة الفكر المتطرف»، وأكد أن الدولة المصرية هي «الأقدر على مواجهة الفكر المتطرف في منطقة متخمة بالصراعات والنزاعات». في موازاة ذلك، اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف قراراً أعدته مصر، وتقدمت به مع السعودية والأردن والجزائر والمغرب، حول «آثار الإرهاب على التمتع بحقوق الإنسان»، وشاركت في تبنيه حوالى 30 دولة أخرى من بينها الدول العربية، بينما عارضته الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وسويسرا بدعوى أن المجلس ينبغي أن يركز فقط على التزام الدول بحماية حقوق الإنسان في إطار مكافحة الإرهاب. ويؤكد القرار حق الدول في حماية حقوق الإنسان على أراضيها ضد الإرهاب والجماعات الإرهابية وضرورة وقف التمويل والدعم السياسي والعسكري واللوجيستي للإرهابيين وامتناع الدول عن توفير ملاذ لهم أو السماح باستخدام أراضيها أو وسائل التواصل الاجتماعي لديها من قبل الإرهابيين للترويج لأجنداتهم السياسية. ونجح القرار بغالبية كبيرة، بعدما طلبت بريطانيا التصويت عليه حيث أيدته 28 دولة، وامتنعت عن التصويت عليه 4 دول، بينما عارضته 15 دولة هي الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي الأعضاء بالمجلس وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا. وأوضح مندوب مصر الدائم في جنيف السفير عمرو رمضان أنه يؤكد على نبذ الإرهاب بكل أشكاله وصوره ويدين تأثير الإرهاب في التمتع بحقوق الإنسان وبخاصة الحق في الحياة والأمن والحرية، مما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
مشاركة :