في قصة فيروس كورونا عبرة عظيمة حول فضل الشفافية على الضبابية في التعاطي مع القضايا التي تشغل الرأي العام، الشفافية أفضل بكل تأكيد ونتائجها أسرع، مهما كانت أضرار الشفافية فإنها أخف من أضرار الضبابية، لا يوجد شيء اسمه نصف شفاف!، هكذا هي الأمور إما شفاف أو ضبابي.. أما نصف الشفافية الذي يتخيل البعض أنه بالإمكان الوصول إليها، فهي بالذات التي تخلق بيئة مربكة تترعرع فيها الإشاعات ويختلط فيها الوهمي بالحقيقي!. نتمنى من كل قلوبنا أن تكلل جهود وزارة الصحة بالنجاح في مواجهة فيروس كورونا، والنجاح منبعه الثقة بالنفس، ووزارة الصحة لا حل سوى أن تكون بقدر التحدي وتستعيد ثقتها بنفسها وكوادرها وإمكانياتها، وأن تعمل بكل شفافية بعد أن ثبت لها بالدليل القاطع بأنه لا يمكن التكتم على أي قصة في زماننا هذا، فكل أمر غير شفاف (يجي له يوم وينشاف).. هذا إذا كانت حريصة على استعادة ثقة المواطنين.. والله يعينهم ويعيننا. ** الشفافية في الأموال العامة هي أم الشفافيات وأساس وجودها، من دونها تصبح كل الشفافيات مثل ألواح زجاج في مستودع مظلم، وأخبار الأموال (عال العال)، بفضل من الله، ثم بفضل النفط، حيث ارتفعت الأصول الاحتياطية لمؤسسة النقد العربي السعودي إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وبلغت 2.75 ترليون ريال، وهذا بالطبع يدل على أن أوضاعنا الاقتصادية في أفضل أحوالها، ومن واجبنا على الأجيال التي تلينا أن ندير الثروات التي منحنا الله إياها في هذه المرحلة التاريخية بمنتهى الشفافية، بما يضمن استمرار رخاء وطننا الحبيب واستقراره وازدهاره على الدوام؛ لذلك فإن كل الخطوات التي يتم قطعها منذ سنوات باتجاه تعزيز قيم الشفافية بخصوص الأموال العامة هي بالتأكيد خطوات مهمة وجيدة وإن كانت بطيئة.. الأدراج الشفافة هي الوسيلة المجربة للوصول إلى مصاف الدول المقدمة، إلا إذا كنا نريد المال دون تقدم.. ما هي فائدة المال دون تقدم؟. ** حوادث المعلمات ما زالت مستمرة.. تطورت خطط النقل وأعلن عن شركات كبرى واستراتيجيات عملاقة، ولكن هذا كله لم يغير من الأمر شيئا.. فالدماء البريئة ما زالت تسيل على الأسفلت، كما كان عليه الأمر قبل الإعلان عن الشركات والاستراتيجيات، بكل شفافية.. الحلول معطلة والعوائق لا علاقة لها بالمنطق.. وتستمر الحافلة الصغيرة المتهالكة تسير بسرعة في الطريق الذي لا يخلو من الحفر لتلحق المعلمات المتكدسات في الحافلة بجرس المدرسة!. ** حين تلبس ثوبا شفافا تأكد من كونه غير مثقوب؛ كي لا يرى الناس الحقيقة التي تخبئها خلف الشفافية!.
مشاركة :