دعا السكان المتضررون من كارثة الأمطار أمس الأول، إلى محاسبة المسؤولين، مبدين استغرابهم من تكرار الأزمات من دون أن تحرك الجهات الحكومية ساكنا، او تعمل لتلافي الكوارث الناجمة عنها. وقال بعض هؤلاء السكان، لـ"الجريدة"، إن بيوتهم غمرتها المياه، الأمر الذي تسبب في خسائر مادية كبيرة لهم، معبرين عن اسفهم للمناقصات التي تعطيها وزارة الاشغال لبعض الشركات غير المؤهلة لعمل البنية التحتية للشوارع، ومحملين مسؤولية ما حصل لـهذه الوزارة، التي لم تهتم وتتأكد من سلامة الصرف الصحي في البلاد. وفي هذا السياق، قال محمد الغصاب، وهو صاحب أحد البيوت التي تضررت في الصباحية، إنه من غير المعقول ان تكون الكويت بهذه الصورة التي حصلت امس الاول، مضيفا ان منزله تضرر كثيراً من سوء تصريف المياه، اضافة الى الخرير، الامر الذي جعله يلجأ وعائلته الى بيت احد اقاربه. بدوره، ذكر لافي الدوسري ان المنقف والصباحية من المناطق التي دائما ما تعاني أزمة في الصرف الصحي، وهذه ليست المرة الاولى، فقبل اكثر من سنتين حصل الامر نفسه، ولكن داخل البيوت، مضيفاً ان أزمة أمس الأول شهدت غرق سيارات وكادت ان تذهب ارواح داخلها، الامر الذي سلط الضوء اكثر عليها، وكشف عن فشل وزارات الدولة في اختيار الشركات المنفذة لمشاريعها. من جانبها، أوضحت سارة الفرج، أنها إحدى سكان المنقف، ولكنها لم تتضرر مثلما تضرر جيرانها المجاورون، والذين هرعوا للخروج من منازلهم بسبب المياه التي غمرتها. وقالت الفرج ان المشهد كان كارثيا، متمنية لدولة الخير المزيد من الأمطار، ولكن من دون كوارث. من جهته، اعتبر عامر الرويلي أن ما جرى يكشف عن الفساد المتفشي في الوزارات، وعدم محاسبة المخطئين، مؤكدا أن غرق نفق المنقف والسيارات سيكون بلا شك غصة في حلق المسؤولين. وبيّن الرويلي أن بعض الأرواح كادت أن تزهق، بسبب سوء الصرف الصحي لهذا المشروع الذي لم يمر 4 سنوات على انشائه، متمنيا من المسؤولين عدم مرور هذه الحادثة دون محاسبة. بدوره، رأى راشد الكمخان أن تجمع الامطار في نفق الصباحية والمنقف يدعو للسخرية، مؤكدا ان مشروع الصرف الصحي ينبغي ان يكون مدروسا تفاديا لحدوث الكوارث وقت سقوط الامطار. ولفت الكمخان الى ان المنازل المحيطة بالنفق تضرر بعضها من سوء انشاء الصرف الصحي. جهود لتصريف المياه تواصلت جهود الجهات المعنية، منذ ليل أمس الأول، لسحب السيارات الغارقة داخل نفق الصباحية وتصريف المياه، حيث انتشرت فرق الدفاع المدني ووزارة الأشغال العامة وفرق من المتطوعين، إضافة إلى الإدارة العامة للمرور، وبذلت الفرق جهوداً لإنقاذ المارة من الغرق، إضافة إلى معالجة ازدحام المرور، بعدما تعذر عبور النفق، الذي غمرته المياه بارتفاع يتعدى المترين ونصف المتر ولمسافة تتجاوز 200 متر. وشهد النفق منذ الساعات الأولى من صباح أمس محاولات بذلها الدفاع المدني للتخلص من كميات المياه، التي غمرت نحو 6 سيارات بداخله، باستخدام آليات ثقيلة وتناكر مجاري عملت على سحب المياه من النفق ونقلها إلى مجارير تصريف الأمطار في أقرب مكان والتخلص منها. ووجد هناك كذلك مهندسو مقاول المشروع، الذين رفضوا التصريح عن الأسباب، التي أدت إلى غرق النفق بالمياه، لكنهم أشاروا إلى أن عمر النفق خمس سنوات، وينتظرون التخلص من المياه حتى تتضح الأسباب التي أدت إلى غرقه.
مشاركة :