السياسة الأميركية - مقالات

  • 3/26/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم يتوقف الرئيس دونالد ترامب عن الإشادة بروسيا أثناء الحملة الانتخابية، خصوصاً رئيسها فلاديمير بوتين رغم الخلافات الأميركية - الروسية على قضايا دولية مختلفة، منها الاحتلال الروسي لجزيرة القرم التابعة لأوكرانيا والتدخل الروسي في سورية. ولم يكن أحد يدري سر إعجاب ترامب ببوتين، رغم أن ترامب لم يكن سعيداً بكل شيء، ويكثر من النقد للحلفاء والأعداء على السواء، خصوصاً أن الكثيرين يعتقدون أن شخصية ترامب متقلبة ونرجسية، وقراراته سريعة تنتهي بتغييرات غير متوقعة وراديكالية.هذا التقلب والتبدل في الاتجاهات أدى أخيراً إلى تصريحات عبر فيها ترامب عن عدم رضاه عن احتلال الروس لأراضي أوكرانيا، والرغبة الأميركية في إلغاء اتفاق الترسانة النووية مع الروس، وتكرار القول بأهمية إقامة مناطق حدودية آمنة في سورية تتحمل تكاليفها دول مجلس التعاون.كثيرون يتساءلون ما إذا كانت العلاقات الأميركية - الروسية تتحسن مع مرور الأيام؟ وأن التصريحات الأميركية الحالية تجاه الروس جاءت لتخفيف حدة الضغط الإعلامي والشعبي، ولاسيما أن الداخل الأميركي يتحدث عن أن الروس كان لهم دور في فوز الرئيس ترامب، وأنهم تدخلوا في الانتخابات الأميركية.إن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية رغم قلة توافر المعلومات عنه، إلا أنه يشكل أزمة حقيقية للأميركيين، خصوصاً أن صحيفة «نيويورك تايمز» ونقلاً عن عدد من المسؤولين الأميركيين، أشارت إلى أنه تم رصد مكالمات هاتفية بين الروس ومساعدين لترامب. وكتبت أن أجهزة تنفيذ القانون والمخابرات الأميركية اعترضت اتصالات كانت تحاول التأثير في الانتخابات الرئاسية بالقرصنة الإلكترونية. بل إن الصحيفة ذكرت أن أحد المستشارين الذين تم رصد اتصالاتهم كان بول مانافورت، الذي قاد حملة ترامب الانتخابية لبضعة شهور.الكثيرون يرون أن إثبات التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية بالأدلة قد يؤدي إلى احتمالات عزل الرئيس، كما يقول كريستوفر بيترسون أستاذ القانون، وأن العزل يتم عادة من الكونغرس استناداً على أن التهمة، كما يقول بيترسون، هي الخداع والتضليل. ولقد أشارت «نيويورك تايمز» إلى أن من أهم الأسباب التي جعلت ترامب ينتقد بحدة الإعلام هو التسريبات الصحافية، ورفض «اف بي أي» طلب البيت الأبيض نفى صلة ترامب بروسيا.على كل حال، ستكشف الأيام المقبلة صدق روايات التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية. وهل التدخل، إذا ثبت حدوثه، سيؤدي إلى العزل الرئاسي من الكونغرس، وتكليف نائب الرئيس بالرئاسة، أم أن الأمور ستكون على عكس ما يتوقع لها، فينتصر ترامب على منافسيه قائداً للمرحلة المقبلة، كما يقول عن نفسه إنه الأقوى والأكثر مناسبة للمرحلة المقبلة. إن بقاء الرئيس أو عدم بقائه لا يهمنا كثيراً بقدر ما يهمنا أن يكون الرئيس متفهماً للواقع الدولي المتوتر، وأن يعمل على أن تكون أميركا مناصرة للعدالة والحق، ومرسخة للديموقراطية ومفاهيم حقوق الإنسان، وأنها لا تستطيع الاستغناء عن الدول الحليفة، ولن تنجح بالانكفاء والانعزال عن العالم أو أنها تستطيع محاربة الإرهاب من دون التعاون الدولي معها.إن استقراء السياسة الخارجية الأميركية يعكس شيئاً من التغيير قد حصل في الآونة الأخيرة بدا واضحاً في التأكيد الأميركي على استمرار علاقته باليابان وبالعراق وبحلفائه في مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً ان اللقاء التاريخي الذي حصل أخيراً بين واشنطن والرياض أسفر عنه توثيق العلاقة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وكذلك محاربة الإرهاب.yaqub44@hotmail.com

مشاركة :