تفاعل المجتمع الكويتي مع القفزات التي دخلت حياته بانسجام كبير، وفي شتى المجالات ومنها الفنون التي منها السينما.وعلى الرغم ما لدينا من تراكم بالمعلومات الا ان عملية التوثيق لم تكن حاضرة بدقة مثلما فعل الدكتور براك الديكان الذي درس السينما في المملكة المتحدة واسبانيا وقدم لنا كتابا رائعا حول السينما في الكويتية عبر كتابه الذي يحمل اسم «دسمان بداية العصر الذهبي للسينما الكويتية».يقول الديكان في مقدمة كتابه ان ما دفعه لتأليف كتاب عن السينما في الكويت لعدم وجود مرجع متكامل فاجتهد ليقدم كتابا شاملا لكل التفاصيل الدقيقة.يرى الديكان ان الكويتيين تعرفوا على السينما اثناء عملهم في التجارة بحرا في الخارج خاصة الهند بينما احضر عزة جعفر اول آلة عرض للشيخ أحمد الجابر الصباح يرحمه الله في عام 1936 التي وضعت في قصر دسمان فكان عنوانا لكتابه.وأول فيلم تم تصويره في الكويت هو فيلم ابناء السندباد الذي صوره الاسترالي الين فلييرز في عام 1939، الذي تناول التوثيق البحري خاصة السفن التجارية القديمة مع النوخذة علي النجدي فكان افضل اختيار ثم تبع ذلك افلام التدفق النفطي في الكويت.وفي عام 1948 قدم محمد قبازرد اول فيلم تسجيلي بعنوان «الكويت بين الامس واليوم»ـ فكان اول مخرج كويتي وان كان لم يدرس التصوير وقد قام بعمل التحميض في لندن.تأسست شركة السينما الكويتية في العام 1954 وهي السينما الشرقية وتبع ذلك دور سينما اخرى.بزغ نجوم للسينما في الكويت على يد محمد السنعوسي الذي قدم فيلم العاصفة وتبع ذلك افلام قصيرة الا ان مرحلة النضج الفني والاحتراف جاءت مع فيلم بس يا بحر للمخرج خالد الصديق الذي حصد جوائز عالمية عدة ونال مكانة مرموقة ما زال اسمه باقيا كأيقونة سينمائية كويتية وخليجية ثم قدم عرس الزين للكاتب الطيب صالح وقدم هاشم محمد فيلم الصمت وتلك الاسماء للذكروليس للحصر.وخصص الديكان في كتابه فصلا كاملا للتحدث فيه عن هموم صناعة السينما في الكويت حيث انه التقى ببعض الفنانين الذين عبروا عن اليأس في استمرار السينما في الكويت.ويلعب نادي الكويت للسينما دورا مهما في المحافظة على تجمع عشاق السينما في الكويت من خلال بعض الانشطة التي تقام باستمرار.ان السينما وان كانت في جانب منها ترفيهية لكنها ليست بعيدة عن القيام بدورها في التثقيف وبث الوعي لدى الناس وان كان في قالب محبب هو فيلم سينمائي.لا استطيع ان انكر ان اليأس يتسلل الى نفسي على عالم السينما في الكويت بيد اني أؤمن بالتفاؤل خاصة مع وجود طاقات شابة كويتية منهم الدكتور براك الديكان ليقودوا مشعل الفن السينمائي في الكويت في المراحل القادمة، والذين نتمنى لهم التوفيق في تحقيق ما لم نستطع تحقيقه عبر سنوات من التعب والمعاناة مع زرع بذرة السينما في الكويت.
مشاركة :