ألوان / الأخلاق والسينما (4 من 4) - ثقافة

  • 9/20/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

... وهناك آراء منطقية تهاجم آراء المحافظين المتشددين الذين يطالبون بأن تظهر الممثلة محجبة في كل المشاهد، لكن الرد يأتي كون المرأة المتحجبة لا تكون كذلك في بيتها وبالتالي فإن تحقيق ذلك مرفوض منطقيا، ومثل تلك النقاط تشكل انتقادات تم توجيهها الى صناعة السينما الايرانية التي وان حصدت الجوائز والإشادات في الكثير من المهرجانات السينمائية العالمية، الا ان تلك النقاط تذكر بين النقاد ما دفع بالمخرجين الايرانيين الى الابتعاد بالسيناريو عن المنزل قدر المستطاع، أو أن تكون المشاهد تأتي والممثلة تهم بالخروج أو وهي تدخل منزلها وبالتالي فهي محجبة. ولا ننسى أن السينما من أقرب الفنون الى الانسان وحياته، لانها على الاغلب تعبر عن الواقع الحالي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، الا انه لطالما ان الفيلم يقدم للانسان في المجتمع فان من يقدم هذا الفيلم عليه ان يحترم دين وعرف هذا المجتمع، والا فانه يستفز الاخرين حتى المستقلين الذين يشكلون أغلبية في بعض المجتمعات، وهم ليسوا مع التيار المحافظ وليسوا مع التيار الليبرالي. وهناك أفلام سينمائية رائعة قدمتها السينما العربية خاصة تلك التي تتعلق بالاحداث الاسلامية عبر تقديم بطولات اسلامية ما زالت محفورة في ذاكرة الامة، اضافة الى تقديم بعض الشخصيات المؤثرة في التاريخ الاسلامي، الا ان الامر نفسه يتكرر، حيث إنهم يرفضون ان يقدم ممثل ما دور صحابي، أو ان تقوم ممثلة ما بدور زوجة احد الصحابة ما يقودنا الى نقاش اخر قد لا نخرج منه بفائدة تذكر كون التعصب للآراء هو الديدن الذي نلمسه في الكثير من البرامج الاعلامية، التي ناقشت مثل تلك القضايا لان اصحاب الاراء كل يدلي بدلوه ولديه من الأدلة والمبررات التي يدافع فيها عن آرائه. ولكن علينا ان نذكر مليا ان السينما العربية كانت تقدم اعمالا رائعة، عندما كانت تقوم باللجوء الى نص قوي عبر روايات كتبها مبدعون امثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس واخرين، وان عملية كتابة نص سينمائي بشكل مباشر انما تكون نتائجه عادة أقل إبداعا، ولكن ذلك الامر ليس بالضرورة أن يكون صحيحا في كل الحالات، كما ان بعض المخرجين يلجؤون الى الاقتباس من افلام اجنبية. وفي الختام أريد التأكيد على ان التعامل مع الدين الاسلامي الحنيف وتقديمه بصورته الحقيقية الى الاخرين... أفضل كثيرا من مهاجمته وتقديم افلام لا تتناسب مع تشريعاته السماوية، اضافة الى ان العادات والتقاليد تشكل هوية وثقافة المجتمع وبالتالي فان التحرك إبداعيا في السينما وغيرها من الفنون في هذا الاطار كاف كي يقدم الفنان إبداعه، ورغم كل المعوقات، الا اننا قادرون على انتاج فيلم اسلامي يحمل مواصفات فنية راقية، اضافة الى كونه فيلما بمواصفات لا تتعارض مع الدين، كي نقدم أنفسنا على اننا دين وسطية ودين سماحة وسلام، وأن تهمة الارهاب ليست حقيقية، وأنه بإمكاننا تقديم فيلم يضم من تاريخنا وموروثنا ما تؤكده الآية الكريمة «لا إكراه في الدين»، وعن الحقوق التي حصل عليها اهل الكتاب عبر العصور الإسلامية في المحافظة على دينهم ودور عباداتهم، وهناك امثلة معاصرة ايضا الا اننا لا نجيد الدفاع عن قضيتنا العادلة عبر السينما التي نملكها الان، ولن نكون قادرين على ذلك، إلا إذا قمنا بإعادة ترتيب أوراقنا السينمائية لنقدم فيلما سينمائيا يليق بهويتنا وثقافتنا الإسلامية. * كاتب وفنان تشكيلي

مشاركة :