اليمن منها تنفسنا ومن أرضها خرجنا وبسمائها التحفنا ومن مائها ارتوينا، دنس ترابها الفرس الصفويون المجوس بالتعاون مع خونة الأمة: الحوثي وعفاش والعصابات المختلفة المشارب، طمعًا بارضها وتاريخها وعروبتها، فأهدروا دماء أبنائها، وباعوا تاريخها وعروبتها للأعاجم وبحفنة من الأموال الملوثة المسيّسة، حتى أصبح الأعجمي سيدًا على أراضيها وباتت لغة الضاد مهددة بالانقراض والتفتت والتهجين بعد أن غزت المفردات الفارسية معاجم أذنابها الحوثي وعفاش. أما العراق فهو مهد حضاراتنا فقد تعرض ومنذ القرن الثامن عشر للصدام المسلح مع المشروع الفارسي الذي حاول احتلال كركوك والموصل وبغداد، ثم تلا ذلك هجوم الفرس على البصرة ولكنه هُزم شر هزيمة حينها من قِبَل القوات العثمانية وفي عام ١٧٤٣م تجدد الهجوم الفارسي على على كركوك والبصرة والموصل وبغداد ومنطقة شرق نهر دجلة، لكن القوات الغازية الفارسية فشلت مرة أخرى في عملياتها العدوانية وظل العراق في مأمن من تلك الغزوات والأطماع الفارسية لأكثر من ثلاثة عقود، بعدها استمرت عمليات الكر والفر من قبل المشروع الفارسي لمحاولة التسلل للأراضي العراقية حتى جاء بوش الصغير وقدم العراق على طبق من فضة للمشروع الفارسي الصفوي. أما الشام فإنه شامنا وقد تغلغل المشروع الفارسي الصفوي في جسده منذ وصول حافظ الأسد للحكم في سوريا، وتمدد وانتشر وازدهرت معابدهم وحسينياتهم التي تجاوزت عشرين ألف معبد وحسينية في المفاصل السورية جميعها، واستمر هذا الاحتلال حتى وقتنا الحاضر بعد أن تم احلال الفرس العجم بدلاً من الشعب السوري وبعد أن تم تغيرت التركيبة السكانية لمصلحة المشروع الفارسي الصفوي وتذويب الهوية العربية وتهجير عرب سوريا لأصقاع العالم والانفراد بالهوية الفارسية التي سادت سوريا العربية، فأصبح العربي السوري ابن الوطن غريبًا على ارضه والفارسي صاحب المكان والزمان. يبقى أن أقول أيها السادة، إن قوانين اللعبة تغيرت حاليًا في المشهد اليمني والعراقي والسوري، فالأصل في كل الحروب والصراعات أن تكون مدخلاً لإحلال السلام باعتباره الهدف النهائي لكل صراع، لكن عملية السلام لاتكون منصفة للتاريخ والجغرافيا إلا عندما تُبنى على تكريس الحقوق المشروعة للشعب اليمني والعراقي والسوري وانتزاعها من براثن نجاسة المشروع الفارسي الصفوي الذي دنّس أرضنا العربية، فالسلام لايقوم على أساس التسليم بالتوغل والتغول في أراضينا العربية ابتداءً من جزرنا العربية الإمارتية المغتصبة، مرورا بإقليم الأحواز العربي وصولاً لليمن والعراق وسوريا ولبنان، إنما هو مناهض له في إطار التصحيح لمساره التاريخي والكياني، فالأمة العربية تعرضت في تاريخها المعاصر لأبشع عملية ظلم تضافرت عدة عوامل تاريخية وسياسية واستراتيجية لتكريسها، وكما تؤكد وقائع احتلال واغتصاب ملالي إيران لأراضينا العربية، إلا أن المشهد وكما هي المعطيات على الأرض قد تغير بعد وصول الرئيس الأمريكي ترامب للبيت الأبيض فضلاً عن العلاقات السعودية الأمريكية الاستراتيجية والتي أنتجت حضورًا خليجيًّا قويًّا غير مسبوق في العراق وسوريا ولبنان واليمن سيدفع باتجاه طرد مشروع ملالي إيران من المنطقة العربية، كذلك نأمل أن يؤخذ في الاعتبار استعادة أراضينا العربية المغتصبة: جزرنا الامارتية وإقليم الأحواز العربي، الذي ابتلعته إيران جهارًا نهارًا وأمام المجتمع الدولي من سنواتٍ طويلةٍ. سامى العثمان كل الوطن
مشاركة :