عقدت الأسبوع الماضي بالعاصمة السعودية الرياض قمة سعودية تركية جمعت بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، بُحث في الاجتماع العديد من قضايا المرحلة التاريخية الراهنة وتعزيز التعاون الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والتقني بين البلدين الشقيقين ، أردف اجتماع القمة السعودي التركي اجتماعات متتابعة لوزراء الخارجية الخليجيين مع النظير التركي ووزير الخارجية التركي مولود أوغلو والذي كان بصحبته وفد كبير من رجال الأعمال الأتراك. يجيء هذا الحراك النشط في وقتِ توجُّس وارتقاب لحدث كبير وشيك ألا وهو بدء معركة الموصل الفاصلة التي تهدف في العلن محاربة داعش وحشدت لها الحشود الكاثرة من القوات الأمريكية وقوات الحكومة "المركزية" الطائفية ببغداد ، وقوات ما يسمى بالحشد الشعبي التي تتوعد أهل السُّنة بالموصل بزعم أنهم يشكلون الحاضنة الشعبية لداعش بهدف إخراج أهل السنة وتحويلهم إلى لاجئين في بلدهم العراق. المشاركون في تلك الحرب الوشيكة تجمع عسكري هائل بداية من قوات التحالف الغربي برئاسة الولايات المتحدة خصوصاً في العمليات الجوية ، ومن الحكومة المركزية في بغداد ( الحشد الشعبي الشيعي) المتعصب وليس الجيش الرسمي ، ولا يخفي الحشد الشعبي نوايا استئصال أهل السنة بالعراق ،وتقول قياداته بأنها حرب انتقام من قتلة الحسين بن علي رضي الله عنه ( أهل السنة ) فهؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد حسب منطق قيادات الحشد الحاقد ، ومن جيش البشمرقة وإلى إيران الداعم الحقيقي للإرهاب في المنطقة وللتدخل المستمر في الشؤون الداخلية لدول الجوار كما تفعل مع الحوثيين باليمن ومع شيعة البحرين .... الخ . صرح القيادي بميليشيات الحشد, حامد الجزائري، أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، فوَّض إلى اللواء قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني "كافة الصلاحيات"، وأن "الحشد الشعبي يعتبر سليماني مندوباً لخامنئي في العراق". لم تزل الحكومة التركية يقظة لهذه الحرب الاستئصالية لسنّة العراق وقد دفعت تركيا بقوات أرضية إلى الداخل العراقي وإلى محيط الموصل ضاربة عرض الحائط بتهديدات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، مع وجود الغطاء الجوي للقوات التركية بهدف الحفاظ على المكون التركماني وبهدف حماية أهل السنة بالموصل خصوصاً وعلى العراق عموماً والذين تهددهم الميليشيات الشيعية و الحشد الشعبي لا سيما في الموصل بالقتل على الهوية و الإخراج والطرد من مساكنهم وممتلكاتهم. وبعيداً عن المهاترات الكلامية لحيدر العبادي ولإيران و للحشد الشعبي ، فقد أكد المجتمعون بالرياض وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية على دعم الدورالتركي في الدفاع عن أهل السنة بالموصل كما يستشف من المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية السعودي في نهاية الاجتماعات الخليجية التركية مساء الخميس الماضي بالرياض. فقد ولى زمن المجاملات الدبلوماسية ، وجاء زمن تسمية الأشياء بأسمائها ونعوتها بكل صراحة من قبيل المعاملة بالمثل.
مشاركة :