انتهت القمة العربية التي أقيمت في الأردن، بعدما تلا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مسودة البيان الختامي، الذي عبّر عن رفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتناول عدداً من القضايا المهمة والمستجدات على الساحة العربية والإقليمية. ودان البيان الذي حمل عنوان «إعلان عمّان» المحاولات «الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية، أو تأجيج الصراعات، وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار والقواعد الدولية ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». ودعا إيران إلى الكف عن تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، ودانت التدخل الإيراني في الشؤون العربية، كما جددت إدانة احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وتأييد كل الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة. وأكد البيان رفضه كل التدخلات في الشؤون العربية وانتهاك مبادئ حسن الجوار، واستنكر الانتهاكات بحق أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار. ودعا البيان الختامي إلى «إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي، وتسير وفق جدول زمني محدد، لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين». وجدد القادة العرب التمسك بمبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002 التي تنص على انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المحتلة حتى حدود عام 1967، مقابل إقامة علاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية. كما طالبوا دول العالم بـ«عدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل». وقال إننا ندعم مخرجات «مؤتمر باريس للسلام» الذي جدد التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين السبيل الوحيد لإحلال السلام. كما رفض البيان التحركات الإسرائيلية الأحادية. وأضاف أبو الغيط، أثناء قراءة بيان عمّان الختامي بعد إقراره من الزعماء العرب، أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السياسية في سوريا، وأن الحل السياسي والسلمي هو الحل الوحيد، وفقاً لمخرجات قرارات الأمم المتحدة. وشدد القادة على ضرورة «تكثيف العمل على إيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية، وبما يحقق طموحات الشعب السوري، ويحفظ وحدة سوريا، ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود الجماعات الإرهابية فيها». وكلف مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري «بحث آلية محددة لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين، وبما يمكنها من تحمل الأعباء المترتبة على استضافتهم». وأعرب القادة العرب، في البيان الختامي، عن «مساندة جهود التحالف العربي في دعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية». وحدة العراق وبالنسبة إلى العراق، أكد «إعلان عمّان» أن وحدة العراق واستقراره ركن أساسي من الأمن القومي العربي، وأكد القادة «دعمهم المطلق للعراق في جهوده في القضاء على العصابات الإرهابية وجهود إعادة الأمن والأمان وتحقيق المصالحة الوطنية». كما أعادت القمة تأكيد إدانة توغل القوات التركية في الأراضي العراقية، ومطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها فوراً دون قيد أو شرط، باعتباره اعتداء على السيادة العراقية، وتهديداً للأمن القومي العربي، ودعت القمة الدول الأعضاء في الجامعة إلى أن تطلب من الجانب التركي، بموجب العلاقات الثنائية، سحب قواته من الأراضي العراقية، وإثارة هذه المسائل في اتصالاتها مع الدول الأعضاء. وفيما يخص ليبيا، شدد القادة العرب على «ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، من خلال مصالحة وطنية ترتكز على اتفاق الصخيرات». وتوقف البيان الختاني عند «الأخطار التي تحدق» بالعالم العربي، و«الظرف العربي الصعب» الذي التأمت فيه القمة، فـ«ثمة أزمات تقوّض دولاً، وتقتل مئات الألوف من الشعوب العربية، وتشرد الملايين من أبناء أمتنا، وانتشار غير مسبوق لعصابات إرهابية». ودعا إلى «تكريس جميع الإمكانات اللازمة للقضاء» على الإرهاب واستئصاله «ضمن استراتيجية شمولية».
مشاركة :