اللغات المهددة بالانقراض في أوروبا

  • 5/2/2014
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

تعد اللغات الوحيدة في أوروبا بصفة عامة التي يمكن اعتبارها مهددة بالانقراض هي عائلة اللغات السلتية (CELTIC)، في إنجلترا وأيرلندا، واللغة الغيلية الإسكتلندية، واللغة الغيلية الأيرلندية والويلزية. وقد انقرضت لغة جزيرة مان بالفعل، كما اختفت لغة الكورنيش في نهاية القرن الثامن عشر، ولكن تم إحياؤها بشكل مصطنع وأصبح البعض يتحدثها. وفي بريتاني الفرنسية يتم التحدث باللغة البريتونية. وفي الدول الإسكندنافية فإنه توجد عدة لغات سامية مهددة بالانقراض بشكل خطير أو في سبيلها للاحتضار. وعلى الأراضي الروسية، ليس بعيداً عن فنلندا، هناك عدة لغات صغيرة تدعى (فينو أجريانية)- Fino Ugrian مهددة بالاندثار مثل (الانجريان) Ivgrian، والليديان، والأولونيتزيان- Olonetsian، والفبسيان- Vepsian، والبوتيان- Votian، ولغة واحدة كبيرة هي (الكاريليان). وتوجد لغة اليفونيان وهي تنتمي أيضاً إلى (الفينو- أجريانية) المحتضرة في غرب ليتوانيا. كما تشمل لغات الفينو أجريانية: اللغات الإستونية والفنلندية والهنجارية وهي ليست من اللغات المهددة بالانقراض. وتنتمي أيضاً اللغات السامية المذكورة أعلاه إلى اللغات الفينو- أجريانية. في شمال ألمانيا، الفريزيان (شمال غرب ألمانيا) والأراضي المنخفضة الألمانية بالإضافة إلى عدة لغات صغيرة ما زالت موجودة مثل الكاشوبيان والسوربيان وهي تظهر على قائمة اللغات المهددة بالخطر. وإلى الجنوب في سويسرا وشمال إيطاليا توجد عدة لغات (ريتو- رومانشية)- Rumantsch Rhaeyo معرضة للخطر، مثل لغة الرومانش، واللادن والفريلان- Friulan، بالإضافة إلى لغات رومانشية أخرى في إيطاليا (بما في ذلك سردينيا)، ألبانيا، اليونان، جنوب فرنسا وإسبانيا مثل الليجوريان، واللومبارديان، البيمونتير، أربعة أشكال من اللغة السردينية، وأيضاً الكورسيكان التي يتحدث بها في كورسيكا الفرنسية. كل تلك اللغات معرضة للخطر إلى حد ما وكذلك اللغات الفرانكو- بروفنسال، ولغة البروفنسال تحديداً تعتبر معرضة للخطر في إيطاليا، ومعرضة للخطر الجسيم في فرنسا وفي منطقة البلقان. أما اللغات المهددة بالانقراض، هي: الاستريوتي- Istriot والأسترو- رومانيان في كرواتيا، والأرومونيان- Aromunian في ألبانيا، وكل هذه اللغات تعتبر لغات رومانشية- Rumantsch أيضاً، (كذلك فإن اللغات الرومانشية المهمة، هي: الفرنسية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية لأن اللغة الرومانشية هي لغة لاتينية قديمة). وتعتبر اللغات (المجلانيتيك)- Meglenitic، و(التساكونيان)- Tsakonian في اليونان على صلة وثيقة باللغة اليونانية الأم. وفي تركيا الأوروبية، وبلغاريا، وجمهورية مقدونيا في يوغوسلافيا السابقة، وماسادونيا ومولدافيا نجد أن اللغة الجيجوزية- Gegauze مهددة بالانقراض وهي لغة تركية- Turkick على صلة وثيقة باللغة التركية الأم. واللغة الكرمية- Karaim في ليتوانيا، وأوكرانيا، وشبه الجزيرة الكريميانية في الجزء الشمالي من البحر الأسود، تعتبر لغة تركية- Turkick وكذلك اللغتان النوجاي وكريميان التترية (تتار القرم). وتوجد في بلجيكا وفرنسا وإسبانيا المزيد من اللغات الرومانشية المهددة مثل الوالون في بلجيكا، والفرانكو، بروفنسال والبروفنسال (الأوكسيتانية)، والأوفرنات- Auvergnat، والليموزين، واللانجودوسين- Languedocien والجاكسون (أيضاً في إسبانيا) في فرنسا، كذلك الأراجونيز، والاستوريان، والجاليكية والليونيز- Leonese في إسبانيا. ولقد انقرضت اللغة الموزارابيك (لغة المستعربين) في جنوب إسبانيا، أو اللغة الباسكية، التي أصبحت مهددة بالخطر في إسبانيا، والخطر الشديد في فرنسا، وهي ليست لغة هندو- أوروبية Indo- Euoropan مثل معظم اللغات الأخرى في أوروبا (باستثناء اللغات الفينو أجريانية)- Ugrain السابق ذكرها، لأنها لغة عزلة، وبعبارة أخرى يبدو أنه لا توجد علاقة لها بأي لغة أخرى معروفة. اللغة السكوتية- Scote في إسكتلندا هي الوحيدة الباقية كلغة مهددة في أوروبا خارج روسيا، وهي الآن أصبحت معرضة للخطر. واللغة الرومانشية الكاتالونية في إسبانيا الشرقية (المتداخلة في فرنسا) كانت تعتبر من قبل البعض أنها لغة معرضة للخطر المحتمل، ولكنها الآن في حالة إعادة تنشيط على نحو متزايد. وفي روسيا الأوروبية، وبصرف النظر عن اللغات الصغيرة الفينو- أجريانية- Ugrain بالقرب من فنلندا، التي سبق ذكرها أعلاه، يوجد في الشمال منها معرض للخطر، مثل لغة الموكشا والأرزية- Erzya، والماري الغربية والشرقية، والأدمورتية، والبرمياك- Permyak والكومي. هناك أيضاً لغتان تركيتان في شمال شرق روسيا معرضتان للخطر، بالإضافة إلى اللغات المهددة في جنوب روسيا الأوروبية التي سبق ذكرها. واللغات التركية في الشمال هي: اللغة الشوفاشية واللغة الباشكيرية، وهي تعتبر من اللغات الغريبة جداً، واللغة الأخيرة (الباشكيرية) على صلة وثيقة باللغة التتارية في نفس المنطقة والمناطق الشرقية وهي لا تعتبر من اللغات المهددة بالانقراض. واللغة المنغولية الكالميكية- Kalmy (شمال شرق البحر الأسود) على نهر الفولغا السفلي تعتبر لغة مهددة. وفي النهاية هناك أنواع مختلفة من اللغة الغجرية في معظم أنحاء أوروبا، تعتبر إلى حد ما –في معظمها- لغات مهددة بالانقراض. ويبدو أن المشكلة الرئيسة لهذه اللغات تكمن في الضغوط الشديدة عليها من كل صوب وحدب من قبل اللغات السائدة والمهيمنة في البلدان التي تتحدث تلك اللغات؛ من جهة أخرى وفي بعض الحالات، وبخاصة في الماضي، تضاعفت هذه المشكلة حين أضيفت إليها السياسات الرسمية المتعمدة التي تهدف إلى القضاء على تلك اللغات. بعض الاستثناءات البارزة لذلك هي في دول مثل النرويج وسويسرا وعدد قليل من البلدان الأوروبية الأخرى، حيث قامت الحكومات هناك بجهود ملموسة للنهوض بلغات الأقليات في الكثير من الأماكن الأخرى في أوروبا، وتعزيز الوعي بالهوية العرقية وفي القلب منها اللغات الخاصة والمعبرة عن هذه الهوية. سيبيريا معظم اللغات في غرب وجنوب سيبيريا معرضة لخطر الزوال، هذه اللغات هي: الفينو- أجريانية Ugrain، والساموديك- Samoyedic، والتركية- Turkick، والمنغولية، والتونجوسيكية- Tungusic، بالإضافة إلى لغة واحدة سيبيرية قديمة هي (الباليو- سيبيرية). وتنتمي اللغات الفينو- أجريانية Ugrain في غرب سيبيريا إلى الجزء الأجرياني بينما تنتمي جميع اللغات الفينو- أجريانية المذكورة تحت عنوان (أوروبا) إلى الجزء الفينيكي- Finnic من الفينو- أجريانية Ugrain، باستثناء اللغة المجرية، فهي أجريانية- Ugrain، وتعتبر أقرب اللغات قرباً من لغة المانسي السيبيرية وأيضاً اللغة الخانتية. فقد كان أسلاف المجريين المعاصرين مقيمين في نفس المنطقة التي يقيم فيها حالياً متكلمو اللغتين المانسية والخانتية، لكنهم غادروا تلك المنطقة من ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مضت. تعتبر اللغات الأوجرانية السيبيرية الغربية لغات مهددة بالانقراض ومحتضرة إلى أبعد الحدود. وترتبط اللغات (الساموديكية- Samoyedic) باللغات الفينو- أجريانية وتشكل معها مجموعة من اللغات الأرليانية- Uralian. وتوجد اللغات الساموديكية- Samoyedic في شمال غرب سيبيريا، واللغة الوحيدة الباقية على قيد الحياة من اللغات الساموديكية الجنوبية هي اللغة (السلكابية)- Selkup وهي تعتبر في خطر جسيم ومحتضرة في أماكن أخرى. وقد عاشت اللغة الكاماسية حتى السنوات الأولى من التسعينات من القرن العشرين، في حين أن اللغة الماتورية- Mator ماتت منذ فترة طويلة. ومن اللغات الساموديكية الشمالية الغربية اللغة (النينتسية) و(الاينتسية)- Enets و(النجاناسانية)- Nganasan، فإن لهجة النينتسية (التندرا)- Tandra هي الوحيدة التي تعاني من خطر الزوال، ولكن باقي تلك اللغات إما في خطر جسيم أو أنها تحتضر. وتمارس اللغة النجاناسانية- Nganasan بشكل جيد بين أعضاء الجيل القديم، ولكن يصعب تمريرها على الوجه الصحيح إلى جيل الأبناء من الشباب. وتنتمي ثلاث لغات هي: اللغة المنغولية واللغة المستونجسيكية واللغة التركية إلى ما يسمى بالمجموعة الألطية، التي ينسبها بعض علماء اللغة، ويلحقون بها، اللغتين اليابانية والكورية. وتوجد اللغات التركية المترابطة ترابطاً وثيقاً (باستثناء اللغة التشيرشية- Churash المذكورة في أوروبا) في تركيا والقوقاز وأوروبا الشرقية وشرق أوروبا الروسية (انظر قارة أوروبا)، وآسيا الوسطى وسيبيريا وشمال منغوليا وشمال وغرب الصين. وغالبية اللغات في سيبيريا هي لغات صغيرة توجد في جنوب غرب سيبيريا، وبعض هذه اللغات هي التتارية السيبيرية والتشيرية والتيلوتية- Teleut والألطية والكاكاسية- Khakas والتشولية- Chulym والتوفوية- Tofa، ومعظمها في خطر أو قل في خطر جسيم، باستثناء اللغتين الأخيرتين فهما تحتضران. في شمال (وشمال شرق سيبيريا) توجد اللغة الياكوتية وهي لغة كبيرة، واللغات الدولجانية- Dolgan وهي لغات تركية يتحدثها السامويد الأتراك- Samoyeds Turkicized. وتعد هاتان اللغتان في حالة جيدة على الرغم من أن بعض اللغويين يعتبرونهما معرضتين لخطر محتمل. وفي شمال غرب سيبيريا حلت اللغة الياكوتية محل اللغة الروسية كلغة مشتركة أو بينية- Interlanguage بين هذه اللغات باعتبارها لغة التواصل بين الناس هناك. فقد كان متحدثو معظم اللغات الصغيرة التركية السيبيرية في الجنوب الغربي يتحدثون اللغات الساموديكية الجنوبية- Samoyedic في الماضي، ولكنهم أصبحوا يتحدثون اللغة التركية الآن. تستخدم اللغات المنغولية الوثيقة الارتباط في منغوليا، في جنوب سيبيريا وشمال شرق الصين وغربها. وفي سيبيريا، اللغة الوحيدة التي تستعمل في الحديث هي اللغة البورياتية المحلية وكذلك اللغة الخامنجانية- Khamnigan المغولية التي تعتبر في خطر أو في حالة احتضار خصوصاً في المنطقة الواقعة إقليمياً بالقرب من حدود الصين الشمالية. وتستخدم اللغات التونجسيكية المترابطة على نطاق واسع في وسط وشرق وشمال شرق سيبيريا على شبه جزيرة كامتشانكا، في جزيرة سخالين، وفي شمال شرق الصين وغربها، ولكن قلة من الناس فقط يتحدثون بهذه اللغات باستثناء اللهجة السيبوية (SIBO) للغة المانشوية، التي كانت لغة الغزاة الفاتحين (المانشو) الذين غزو الصين في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، وهي اللغة الرسمية لسلالة المانشو التي حكمت الصين حتى عام 1913. فقد تم إرسال حامية المانشو إلى غرب الصين (زينجيانج) في القرن السابع عشر، كما ذكرنا، ومن أحفادهم أو ذريتهم ما زال يوجد قرابة العشرين ألفاً يتحدثون لهجة (السيبو)- SIBO إحدى لهجات لغة المانشو، وأكبر مجموعة عرقية تونجيسيكية- Tungusic اليوم هي (الإيونيكي)- Ewenki وهي واسعة الانتشار في المجتمعات الصغيرة في وسط سيبيريا الشرقية وإلى الجنوب الشرقي والشمال الشرقي في الصين. وفي سيبيريا يوجد (26 ألفاً) ينتمون إلى العرق الإيوينيكي- Ewenki، وقرابة (20 ألفاً) في الصين. منهم فقط (ستة آلاف) ما زالوا يتحدثون هذه اللغة في سيبيريا، بينما الكثير منهم في الصين ما زالوا يتقنونها، وهناك جهود لإحيائها في سيبيريا. وتوجد لغات تونجسيكية- Tungusic أخرى مهمة وهي اللغة الايفينية في شمال شرق سيبيريا وعلى شبه جزيرة كامتشاتكا، وعدد من اللغات التونجسيكية الصغيرة في الشرق الروسي الأقصى وعلى جزيرة ساخالين مثل النيجيدالية- Negida والأورتشية- Oroch والأولشية- Olcha واليوديجية- Udege وجميع هذه اللغات في خطر جسيم أو في حالة احتضار بالفعل. اللغات المتبقية من سيبيريا هي اللغات القديمة الباليو- سيبيرية وتنتمي إلى ثلاث مجموعات مختلفة ربما لا ترتبط مع بعضها البعض في علاقة، وهناك لغة واحدة لم يتم التأكد من وجودها. توجد في غرب سيبيريا، على طول نهر ينيسي في المنطقة الوسطى والعليا (وليس في أجزاء أخرى) مجموعة اللغات الكيتكية- Ketic منها لغتان- هما آخر من تبقى على قيد الحياة- الأولى تعرف باللغة الكيتية وهي في خطر كبير، واللغة الثانية تعرف بـ (اليوجية) وهي في سبيلها إلى الاندثار، أما لغة الكوت في المنطقة العليا من نهر ينيسي فقد انقرضت منذ وقت طويل. ولا يبدو أن للغات الكيتكية- Ketic أدنى صلة بأي لغة أخرى من اللغات المعروفة، وإن كانت هناك محاولات حثيثة لربطها مع لغات من خارج سيبيريا. ومجموعة كبيرة من اللغات الباليو- سيبيرية هي مجموعة التشاكتش- Chukchee- كورياك- اليوتور- Alyutor كامتشادال- Kamchadal في شمال شرق سيبيريا وشبه جزية كامتشاتكا. وتعتبر اللغات الثلاث الأولى لغات فردية وجميعها مهدد بالانقراض بشكل خطير واللغة الكامتشادلية كانت تتكون أصلاً من لغات ثلاث، اللغة الوحيدة المتبقية على قيد الحياة هي الايتلمانية الفصحى وهي لغة تحتضر أما اللغتان الأخريان فقد انقرضتا. واللغة الكيريكية هي لغة صغيرة محتضرة وهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً باللغة التشكتشية بالإضافة إلى ذلك توجد اللغة النيفكية- Nivkh على نهر أمول السفلي في الشرق الروسي الأقصى وفي شمال جزيرة ساخالين ولا يبدو أن هذه اللغة لها علاقة بأي لغة أخرى معروفة على الرغم من المحاولات التي بذلت لربطها بمجموعة التشاكتشي. وأخيراً تعتبر اللغة اليوكاجرية- Yukagir التي لم يتم التأكد من وجودها، لغة الباليو- سيبيرية قديمة ويتحدث بها في موقعين منفصلين في شمال سيبيريا. وقد كانت اللغة التشوفانية- Chuvan المحتضرة هي أيضاً لغة يوكاجريكية- Yukagiric وهناك دراسات حديثة تشير بقوة إلى ارتباط هذه اللغات الأورليانيى- Uralian (انظر أعلاه) وهي تبدو في سبيلها إلى الانحدار، ولكن هناك محاولات لإحيائها. بالإضافة إلى كل هذه اللغات، وهناك العديد من اللغات الآسيوية- الإسكيمو على السواحل الشرقية لشبه الجزيرة تشاكتشي- Chukchee، مثل لغة الإسكيمو- يوجيك- سيبيريا الوسطى، وهي لغة منقرضة كانت توجد في موقعين وهي مهددة بالانقراض في موقع ثالث أيضاً. وأيضاً لغة الإسكيمو- النوكانسكية- Naukanski وهي معرضة لخطر شديد ولغة الإسكيمو السيرنتسكية- Sirenitski التي انقرضت عام 1999 مع وفاة آخر المتكلمين بها (انظر خريطة القطب الشمالي في شمال غرب أمريكا الغربية). وكانت جميع اللغات المهددة بالانقراض والمذكورة أعلاه، تقع تحت ضغط هائل من اللغة الروسية، وفي الماضي كانت السياسات الروسية تتعمد محوها من الوجود من خلال أساليب مختلفة مثل إدخال الأطفال في مدارس داخلية بعيداً عن أسرهم حيث منعوا من استخدام لغاتهم الخاصة، ومثل إجبار المسؤولين على إعادة توطين أعضاء المجتمعات الناطقين بلغات أخرى بما في ذلك اللغة الروسية نفسها. ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق بدأت الدلائل على وجود صحوة الوعي بالهوية العرقية في الظهور بين سكان بعض مناطق سيبيريا وفي نفس الوقت ازداد الاهتمام بإحياء وحفظ والنهوض باللغات المحلية. وقد تم إنجاز قدر كبير من العمل على اللغات المهددة بالانقراض واللغات التي هي في سبيلها للاندثار في سيبيريا الروسية من قبل العلماء والباحثين من خارج روسيا (خصوصاً اللغويين في أوروبا وتحديداً من فنلندا والمجر وبعض الدول الأخرى) وكذلك علماء أمريكا من آلاسكا. وتوجد جهود متزايدة لدراسة لغات سيبيريا المهددة بالانقراض من قبل اللغويين الذين هم من مناطق اللغات المحلية ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين عليهم القيام به. القوقاز تحوي منطقة القوقاز عدداً من اللغات المهددة بالخطر، خصوصاً في داغستان وجمهورية جورجيا. بعض من هذه اللغات واقعة تحت ضغط عدد من اللغات المحلية الكبيرة، مثل اللغة التركية الأذريبجانية واللغة الروسية. ولكن متكلمي تلك اللغات فخورون بشدة بهويتهم العرقية وهم يقاومون حتى الآن زوال لغتهم القومية. وتشكل اللغات القوقازية أربعين مجموعة منفصلة من اللغات المترابطة، وهي تنقسم إلى أربع مجموعات فرعية: شمال غرب، وشمال شرق (في داغستان)، واللغات القوقازية الجنوبية في الشمال ووسط منها. وتقع جغرافياً بين المجموعات الشمالية الغربية والشمالية الشرقية. وتنتمي اللغة الشيشانية إلى هذه المجموعة الشمالية. واللغات الشهيرة المعروفة في مجموعة الشمال الغربي هي الشركسية والأبخازية- Abkhas وهي معروفة بأنها تتكون من أكبر عدد من الحروف الساكنة في جميع لغات العالم قاطبة، وعدد قليل جداً من الحروف المتحركة وهو ما يجعلها تبدو غريبة، لدرجة أن من يسمعها من الغرباء أو الأجانب يشكون أنها لغة بشرية. واللغة الجورجية تعتبر عضواً معروفاً في المجموعة الجنوبية، واللغة القوقازية لديها أكبر عدد من المتحدثين: أكثر من خمسة ملايين متحدث. وهناك سبعة وعشرون لغة في الشمال الشرقي وهم الأكثر عدداً، وبعضها يتحدثها قلة قليلة من الناس. ويوجد بعض من لغات العالم الشرقي تعتبر مألوفة أكثر من غيرها وهذه اللغات هي الأندي، الأركي، الأفاري، الهونذيبي- Hunzib، اللاكي، الذجيني، التباساراني- Tabassaran، التساخوري، والأودي. وتوجد في منطقة القوقاز عدد من اللغات التركية- Turkick واللغات غير القوقازية (مثل الكوردية الإيرانية، الأوستيكية، والتاليشية) أهمهم هي اللغة الأذريبجانية التركية في الجنوب الشرقي، وهي تمارس ضغوطاً جبارة على عدة لغات قوقازية في الشمال الشرقي وأيضاً على اللغة الهندو- أوروبية الأرمينية. واللغتان النوجايية والتركية (التي سبق ذكرها في قسم أوروبا) تتمتعان بأهمية بالغة لأنهما لغتا التجارة في شرق منطقة القوقاز، لذا فهما تمارسان ضغوطاً على اللغات القوقازية في الشمال الشرقي. وتوجد لغة أخرى تحتضر في منطقة (باتسبي)- Batsbi القوقازية في الشمال، كما توجد في قرية واحدة في شمال جورجيا وهي في حالة استسلام أو خضوع تام للغة الجورجية. لقد فقدت لغات كثيرة في المجموعة الشمالية الشرقية وقرى بأكملها بسبب سيطرة اللغة الأذريبجانية وربما يمكن أن نعتبر هذه اللغات مهددة بالانقراض، وعلى سبيل المثال اللغة الأكية واللغة التباسارنية. بعض لغات الشمال الشرقي لديها أعداد كبيرة من المتكلمين بها: ثمانية وسبعون ألفاً يتكلمون التباسارنية. وهناك لغات أخرى لديها عدد أقل بكثير: (تساخور) خمسة آلاف ومئتان، (أودي) ستة آلاف ومئة، (هونزيب) خمسة آلاف، (خينالوج) ألف، (بودوخ) تسع مئة، (كريز) ألف وثلاث مئة، (أركي وتبندي وهودزبيري) لديها أعداد صغيرة من المتكلمين. والهنيوخ أقل من ذلك، ومن المحتمل أن كل هذه اللغات مهددة بالانقراض كما هو الحال مع لغة الهنيوخ، لأنها واقعة تحت ضغط اللغات المحلية الكبيرة، ومن اللغة الروسية تحديداً. وعلى الرغم من أن الاعتزاز القوي من المتحدثين، كما سبق وذكرنا، يعتبر بمثابة حصن منيع ضد فقدان اللغات إلا أن الوضع يختلف في المجموعة القوقازية الجنوبية مع أربع لغات صغيرة: الأدزارية، واللاذية، المينجريليانية والسفانية. تلك اللغات ترتبط ارتباطاً وثيقاً باللغة الجورجية ويتحدث بها هناك. ويعتبر متحدثو تلك اللغات ثنائيي اللغة الجورجية ولغتهم الأصلية ولكن تدريجياً حلت اللغة الجورجية مكان لغاتهم الأصلية ولذلك لابد من اعتبار هذه اللغات مهددة بالانقراض. وقد تم إنجاز الكثير من العمل على اللغات القوقازية من قبل علماء روس وغير روس ولكن لا يزال هنا مجال للعمل المطلوب على هذه اللغات خصوصاً لغات الشمال الشرقي.

مشاركة :