مسقط: «الخليج»محمد بن علي الرواحي، عرفناه معد ومقدم برنامج «كتّاب المستقبل»، واليوم يُعد ويُقدم برنامج «همة نحو القمة». هو في الأصل معلم لغة عربية، ومسرحي منذ عام 2000، بدأ العمل معد برامج في إذاعة سلطنة عمان منذ عام 2012 وهو مشرف قسم العمل الأدبي بحملة: «مبدعو عمان»، ومدرب تنمية المواهب الشبابية في مجال الكتابة والمسرح. التقيناه في الحوار التالي لنتعرف إليه كمعد ومسرحي وإذاعي. } كيف تحب أن تقدم نفسك؟ أقدم نفسي بالكلمات التي كتبتها على صفحتي في «تويتر»: طموح لأبعد حدود، اليأس لفظة ليست بقاموسي، يوماً ما سأكون حيثما أريد، والنَّاس هم عائلتي، والتطوع حياة. } سنوات طوال في العمل المسرحي، حدثنا عن أهم أعمالك والمحطات التي أثرت فيك، ومن دفعك إلى المسرح؟ حكايتي بدأت أيام المدرسة الابتدائية؛ حيث كنت شغوفاً بالوقوف على الخشبة، وبدأنا بتقديم بعض الاسكتشات البسيطة، وهذه التجربة تطورت ونمت بدخولي الجامعة وبالذات كلية التربية في نزوى، فكانت الانطلاقة الفعلية للمسرح وخصوصاً التمثيل، قدمت الكثير من الأعمال المسرحية ومن أهمها: مسرحية «الضائع بين أمين» للكاتب والمخرج المسرحي إدريس النبهاني، ومسرحية «نافذة الظلام» للصديق عيسى العامري، و«الدائرة» للكاتب هلال البادي، و«اسألوا بدية» للكاتب والمخرج المسرحي محمد خلفان الهنائي، و«يوميات سعد ومسعود» من إعداد وإخراج قاسم الريامي، والقائمة تطول.. } وكيف انتقلت إلى الإذاعة؟ الإذاعة هي عشق بتُّ أدمنه وغيَّر مجرى حياتي، الاستماع لها كان هو البداية، كنت مستمعاً جيداً لكل البرامج التي تبث على إذاعة سلطنة عمان، وخصوصاً إذاعة الشباب، وكانت لدي رغبة عارمة بأن يكون لي حضور معهم، أما من جعلني أدخل عالم الإذاعة فهو «الفيسبوك»؛ إذ بالمصادفة وأنا أتصفحه، وجدت صفحة لمذيع معروف، وكنت من متابعيه بشكل كبير، فتواصلت معه وعرضت عليه حبي للإذاعة، ورغبتي في تقديم برنامج، لأن كثرة الاستماع تولد لديك أفكاراً لبرامج، وبالفعل رحب بي وبالفكرة، ومن هنا بدأت الرحلة في هذا العالم المتسع بالجمال. } وكيف تقيّم تجربتك الإذاعية حتى اليوم وما أهم الأعمال التي قدمتها؟ تجربتي لا زالت جديدة، وفي طور التشكل، والآن في السنة الخامسة؛ حيث بدأت عام 2012 بإعداد حلقة كل يوم اثنين من برنامج «مساء الورد» على إذاعة الشباب، وفي 2013 انتقلت إلى إذاعة إلكترونية رياضية لأكون معداً ومقدماً ومنفذاً معهم، وفي 2015 أسند إليَّ إعداد حلقات من برنامج، مدينة الصغار، لدورة برامجية كاملة على إذاعة سلطنة عمان (الإذاعة العامة) ولأن طموحي يتعدى الإعداد، وحبي للتقديم كبير فقد حظيت بعد عام بإعداد وتقديم برنامج «كتّاب المستقبل» بدعم وإشراف وتوجيه من الكاتب والإعلامي سليمان المعمري، وهو برنامج يُعنى بإبراز المبدعين الشباب في مجال الكتابة، وفي مختلف الفنون الأدبية، وهذا العام وسعنا شمولية كتّاب المستقبل، ليكون برنامج «همة نحو القمة» لجميع المبدعين في كافة المجالات، باستضافتهم والحديث عن تجربتهم وطموحاتهم المستقبلية، مع وجود فقرة ملاحظات ونقد لأعمالهم يقدمها مختصون هم ضيوف الحلقة. } تعد من النشطاء في المجال التطوعي، وربما عملك في اكتشاف المواهب وتقديمها يندرج ضمن هذا الإطار. هل تعتقد أن لعملك هذا دور فعلي في دعم الشباب؟ لا أستطيع أن أطلق على نفسي لقب ناشط تطوعي، لكن هي تجربة لا زالت في البدايات الأولى، وأسعى أن تكون بشكل أفضل في السنوات المقبلة؛ حيث قمنا عام 2013 بتأسيس فريق بمشاركة مجموعة من الأصدقاء يعنى باكتشاف وتنمية المواهب، وأطلقنا عليه اسم «حملة مبدعو عمان التطوعية»، وأعتقد أنها كانت تجربة جيدة انطلاقاً من الرضا الذي كنا نشاهده في نفوس المشاركين وأعضاء الفريق، ونجتهد كثيراً حتى يكون لنا بصمة في مسيرة نجاح الكثير من الشباب حسب القدرات والإمكانات المتاحة لدينا. وبحكم ميولي الأدبية فقد أشرفت على قسم العمل الأدبي بحملة «مبدعو عمان»، وفي العام المنصرم حرصت على مشاركة عدد كبير من أعضاء القسم في الملتقى الأدبي الذي تنفذه وزارة التراث والثقافة، وبالفعل شارك سبعة منهم في الملتقى الذي أقيم بولاية البريمي، وأيضاً بعض أعضاء قسم العمل الأدبي اتجه للعمل على إصدارات خاصة، بعضها كانت حاضرة في معرض مسقط الدولي للكتاب، والعمل جاري على إصدار كتاب لنصوص الأعضاء بالتعاون مع المنتدى الأدبي بالسلطنة، يشتمل على ثلاثين نصاً لثلاثين شاباً من أعضاء قسم العمل الأدبي بالحملة. } ساهمت برامجك بتقديم الكثير من المواهب الشابة، برأيك ما أبرز العوائق التي تصادفهم، وتحد من وصولهم للقمة؟ نجح برنامجا «كتّاب المستقبل» و«همة نحو القمة» إلى الآن في إبراز وتقديم 45 مبدعاً في كافة المجالات. أما بالنسبة للعوائق، فأنا أسميها تحديات، وهي التي تصنع النجاح والإنجاز، وكل عمل بلا تحدٍ لا يجد فيه صاحبه المتعة في التنفيذ، والتحديات كثيرة، لكن على الإنسان الراغب في تحقيق ذاته أن يواجهها، ولا تكون سداً يقف أمام طموحاته، بل لا بد أن تكون هي نقطة الانطلاق إلى القمة، ودائماً ما أردد شعار: «همة نحو القمة». } ما خطواتك التالية؟ الخطوات كثيرة، والطموح لا حد له ولا سقف، ولا يقف عند نقطة معينة، والسعي مهم لتحقيق ذلك، هناك أفكار لبرامج إذاعية جديدة أتمنى أن تجد مساحة في إحدى الإذاعات الحكومية أو الخاصة العاملة بالسلطنة، وتقدمت بفكرة مسابقة لبرنامج رياضي للقناة الرياضية، وقريباً سيكون لي تعاون مع قناة «الاستقامة» وأنا في طور إعداد فكرة برنامج، وأشياء أخرى بإذن الله تعالى، لكن التريث مطلوب في العمل الإعلامي؛ حيث يجب أن تقدم ما يليق بذائقة وفكر وثقافة المتابع، فليس المهم أن يكون لك ظهور مستمر وفي جميع أنواع الإعلام المسموع والمرئي والمقروء، لكن الأهم ما الذي تقدمه في ذلك الظهور.
مشاركة :