كثّف النظام السوري قصفه الجوي والمدفعي على مدينة درعا جنوب سوريا، مستهدفاً مناطق سيطرة المعارضة، ونقاط تجمّع للنازحين، ولم يوفّر المدارس وروضات الأطفال التي دمّر بعضها بشكل كامل، في وقت تواصلت عمليات الاغتيال والخطف في ريف درعا الغربي، لأسباب غامضة. واتهمت المعارضة قوات الأسد وتنظيم داعش بتبادل الأدوار في تنفيذ عمليات الاغتيال، سواء عبر الكمائن المسلّحة أو عبر زرع العبوات الناسفة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات النظام «قصفت أحياء طريق السد ودرعا البلد داخل مدينة درعا، بقذائف المدفعية، ما أسفر عن أضرار مادية»، وتحدث عن «تعرّض بلدة اليادودة الواقعة في شمال غربي مدينة درعا لقصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، بالإضافة إلى قصف قرية مليحة العطش». وبثّ ناشطون صوراً من داخل درعا، قالوا إنها لـ«روضة أطفال ومدرسة تعليم أساسي، في حي الأربعين الخاضع لسيطرة المعارضة في منطقة درعا البلد في مدينة درعا، تعرّضتا للتدمير بقصف الطيران الحربي الروسي وصواريخ (فيل) العائدة للنظام». وأظهرت الصور أن الروضة والمدرسة دمّرتا بالكامل وتحولتا إلى ما يشبه الهيكل، لكن لم يذكر الناشطون، ما إذا كان أطفال أو مدنيون أصيبوا في هذه الغارات. ولا ينفكّ النظام عن تكرار محاولاته لاستعادة السيطرة على ما خسره في درعا البلد وحي المنشية، وفق عضو «الهيئة السورية للإعلام» في درعا عبد الحميد ناصير، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «أكثر من 22 غارة جوية و12 برميلاً متفجراً نفذتها طائرات النظام على مدينة درعا أول من أمس أدت إلى استشهاد سبعة مدنيين». وأشار إلى أن العمليات أمس «تركزت على درعا البلد وطريق السدّ، في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة على المناطق التي حررها الثوار في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً حي المنشية ومحور النعيمة»، مشيراً إلى أن «الغارات الجوية استهدفت في الساعات الأخيرة خيام النازحين في منطقة الشياح، جنوب درعا ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى». وكشف عبد الحميد ناصير، عن أن «الهجمات العنيفة التي شنّتها قوات الأسد والمسلحون الموالون لها، لم تحقق أي تقدم». وقال إن «غرفة عمليات (البنيان المرصوص) تحدثت عن قتل عدد من عناصر وضباط النظام في الساعات الـ24 الماضية». وشملت الغارات الجوية أيضاً ريف درعا الشرقي. وأفادت مصادر ميدانية، بأن «مدنيين قتلا، بقصف الطيران الحربي التابع للنظام، على أحد الشوارع الرئيسية في بلدة الطيبة الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما أصيب آخرون بجروح متفاوتة، نقلوا بسيارات الدفاع المدني السوري المعارض إلى المستشفى الميداني في البلدة»، مشيرة إلى أن «طيران النظام قصف مدرسة ومنازل في بلدة بصر الحرير الخاضعة لنفوذ المعارضة بريف درعا الشرقي أيضاً، واقتصرت الأضرار على الماديات». في هذا الوقت، تواصلت عمليات الاغتيال التي استهدفت مقاتلين في المعارضة ومدنيين في درعا وريفها، حيث قتل عنصران من الجيش السوري الحر، نتيجة تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارتهما على الطريق الواصل بين قريتي الشياح والشومرة الخاضعتين لسيطرة المعارضة في منطقة اللجاة بأقصى شمال شرقي درعا، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية. كما اغتال مسلحون مجهولون رجلاً بإطلاق النار عليه داخل متجر في بلدة طفس الواقعة في الريف الغربي لدرعا، ولاذوا بالفرار، في حين شهدت بلدة الحارة بريف درعا الشمالي الغربي، محاولة اغتيال استهدفت قائد لواء مقاتل في الجيش الحرّ ومساعده، بواسطة زرع قنبلة في مكان تواجدهما. مصدر عسكري معارض في درعا، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «عمليات الاغتيال ليست جديدة، فهي مستمرة منذ سنة تقريباً». وأشار إلى أن «دار العدل في درعا (التابعة للفصائل المعارضة)، أثبتت تورط (داعش) في أغلب عمليات الاغتيال». وقال إن «فرقة فلوجة حوران، كشفت عن هوية اثنين من زارعي العبوات الناسفة وأدت إلى استشهاد كوادر ثورية على طريق النعيمة، وهما من (داعش) وتمكنت الفرقة من قتلهما»، لافتاً إلى أن «قوات النظام زرعت كثيرا من الألغام على طرق رئيسية في درعا تسببت في قتل عدد من الأشخاص».
مشاركة :