قال مصدر سوري معارض في الشمال السوري إن قوات «درع الفرات» التي أنهت تركيا عملياتها في شمال سوريا ستحافظ على وجودها في نقاطها العسكرية في الأرياف الخاضعة لسيطرة المعارضة، لكن يمنع على المقاتلين الوجود في مدن مثل أعزاز ومارع وجرابلس والراعي، حيث تتكفل الشرطة المدنية بضبط الأمن في المنطقة. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن هناك توجيهات بعدم الاصطدام بالقوات الكردية، أو قوات النظام السوري، التي تسيطر على مناطق محاذية لسيطرة «درع الفرات»، رغم أن مسؤولاً في «الجبهة الشامية»، المشاركة في «درع الفرات»، نفى أن يكون هناك أي تبليغ رسمي من تركيا بهذا الصدد، من غير أن يدلي بالمزيد من التفاصيل. لكن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، أكد أن «هناك أوامر لـ(درع الفرات) بعدم الاشتباك مع قوات النظام منذ حصلت مناوشات بينهما في بلدة تادف» الشهر الماضي، مؤكداً في الوقت نفسه أن المقاتلين سيبقون في مواقعهم العسكرية. وسبق إعلان مجلس الأمن القومي التركي انتهاء عملية «درع الفرات»، التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع فصائل من المعارضة السورية في أغسطس (آب) 2016، بهدف طرد تنظيم داعش، ومنع تمركزه على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، فضلاً عن منع القوات الكردية من وصل مناطق سيطرتها وإقامة إقليم على حدود تركيا الجنوبية، زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى تركيا بساعات. ورأى مدير مركز الشرق للبحوث في دبي، الدكتور سمير التقي، أن أساس الخطوة التركية «عدم الانسجام بين رؤية الولايات المتحدة الأميركية ورؤية تركيا لقضية الحرب على الإرهاب»، مشيراً إلى أن تركيا «نفضت يديها من نتائج الرؤية الأميركية، وترى أنه في حال استمر الأميركيون بخطوتهم، فعليهم أن يختاروا بين الاعتماد على الأتراك أو الأكراد في حربهم على الإرهاب». ولفت التقي إلى مخاوف من أن تحصد أطراف أخرى، مثل إيران والنظام السوري، ما زرعته واشنطن، وقال: «الأكراد لن يستطيعوا وحدهم الاستمرار في حكم المناطق الواسعة التي سيطروا عليها، وبالتالي قد يحصد الإيرانيون والروس والنظام السوري ما زرعته واشنطن»، وأضاف أنه بهذا المعنى، فإن الرسالة التركية التي وجهتها لواشنطن قوية، ومفادها أن «تتحمل أميركا المسؤولية»، مضيفاً أن الأتراك بهذه الخطوة «حموا أنفسهم أيضاً من الاحتكاك بالروس والأميركيين، بعدما حققوا ما يريدون»، في إشارة إلى طرد «داعش»، وتمكين القوات الحليفة لهم من السيطرة على مناطق حدودية مع تركيا في شمال حلب، تمنع وصل المقاطعات الكردية السورية ببعضها بين كوباني وعفرين. وعما إذا كان توقف العمليات العسكرية سيدفع مقاتلين في «درع الفرات»، محبطين نتيجة التمدد الكردي والنظامي، لأن يلجأوا إلى تنظيم جبهة النصرة في إدلب، قال التقي: «النقطة الأبرز أن النظام والإيرانيين ينقلون المقاتلين، ويضعونهم مع النصرة في إدلب، حيث يجد المقاتلون أنفسهم أمام الجوع والحصار أو الخضوع للتنظيم المتشدد»، معتبراً أن الولايات المتحدة «لا تراعي هذه المسألة، وهذا ما يطرح أسئلة حقيقية عن موقع واشنطن في الصراع السوري».
مشاركة :