فيروز كراوية مطربة شابة تغرّد خارج السرب

  • 3/31/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت المطربة المصرية الشابة فيروز كراوية مشروعاً غنائياً بعنوان «مزاجنج» يهدف إلى إعادة تقديم أعمالها الغنائية على المسرح بجودة احترافية لا تختلف عن الإصدارات المسجلة، عبر عمليات دمج وإضافة أصوات موسيقية حية لآلات البيانو، العود، الغيتار، بالتعاون مع مهندس الصوت طاهر مصطفى والموزع الموسيقي لؤي إسماعيل. استطاعت كراوية خلال مشوارها الفني الذي بدأته في العام 2006، التغريد في منطقة موسيقية متفردة تسعى نحو الخروج عن السائد، فجاءت منطقتها رمادية تظهر في كلمات أغانيها، لا تنحرف نحو الحالة المتكاملة في الحب، ولا تتطرّف في الكراهية والانتقام. «الحياة» التقت المطربة الشابة للتحدّث عن تجربتها الجديدة في سعيها نحو التجديد.   «مزاجنج» تقول كراوية إن «مزاجنج» هو «إعادة صياغة لعدد كبير من أغنياتي السابقة عبر إدخال الموسيقى الإلكترونية مع آلات حية سواء شرقية أو غربية لتقديمها في الحفلات المباشرة. أرجو أن يستطيع المشروع تقديم شيء مختلف للجمهور، فلا يشعر معه بفارق بين صوت المطرب والموسيقى في الكاسيت والـ سي دي، وصوته في الحفلة المباشرة». وتضيف المطربة الشابة التي يتنوع إنتاجها بين الشرقي والجاز والهاوس واللاتيني: «نحاول الخروج من الإطار الضيق لتقديم مستوى يليق بالانتشار عالمياً، فانفتاح الجمهور على الموسيقى العالمية وضعنا في منافسة ومسؤولية كبيرة». اختبرت المطربة الشابة مشروعها الجديد في ست حفلات في القاهرة، كان آخرها في 17 آذار (مارس)، على»مسرح الجمهورية» في وسط القاهرة. وعن الحفلة تقول: «كنت أخشى رد فعل الجمهور، غير أن تقبلهم لما قدمت وتفاعلهم الواضح الذي عكس مقداراً كبيراً من الثقافة الموسيقية أشعراني بالطمأنينة. وقد تلقيت الكثير من كلمات الثناء». وستسافر مع فريقها إلى تونس لتقديم حفلة ضمن مهرجان أيام قرطاج الموسيقية في 11 نيسان (أبريل) المقبل، وفي نهاية الشهر ذاته تطلق ألبوماً جديداً يجمع أغاني المشروع. سبق لكراوية أن خاضت مغامرة موسيقية قبل «مزاجنج» تعود إلى ألبومها «قلبك زحام» (2015)، وبالعمل الجديد أعادت تقليداً موسيقياً كان قد توقف منذ ثمانينات القرن الماضي، وهو تسجيل أغانيه بآلات حية داخل الاستوديو كأنها تغنَّي للجمهور على المسرح. وتقول في هذا الصدد: «تسجيلات الألبومات تكون عادة خليطاً بين موسيقى أعدها الموزع مسبقاً وعزل منفرد بسيط لآلات حية، لكني حاولت إعادة تجربة كانت قد انتهت على رغم ما تنطوي عليه من إرهاق في التنفيذ، إذ استغرقت عامين ونصف العام».   تحدي النمطية تأسف كراوية لسيطرة النمطية على الأعمال الموسيقية السائدة في الساحة العربية على رغم «غنى العالم العربي بأشكال موسيقية متعددة من المغرب إلى الخليج والشام والعراق والنوبة»، وهو ما تسعى إلى تغييره: «أحاول التحليق بعيداً عن السرب، أصنع بصمتي الخاصة بالتنقيب في ذلك الإرث الغني، وقد حققت ذلك في بعض أغنياتي التي عبرت عن تنوع ثقافي، فقدمت أغاني بإيقاعات مغربية، أفريقية، تركية، إلى جانب الفولكلور المصري البورسعيدي والشعبي». على ذكر الغناء الشعبي كان لكراوية رأي مختلف عن آراء عدة انتقدت نمطاً يصنَّف ضمن أشكاله هو «أغاني المهرجانات»: «المهرجانات فكرة جيدة تشبه موسيقى الراب الآتية من قلب الأحياء الفقيرة في أميركا، فقد خرجت من حي المطرية الشعبي (شرق القاهرة). لكن المشكلة أن هذه الموسيقى لم تطور، وأصبحت مكررة من حيث الإيقاع والصوت». تواجه صناعة الموسيقى تحديات عدة ناجمة عن إغلاق شركات الإنتاج الكبرى في ظل نقص العائد المادي من الصناعة بسبب القرصنة الإلكترونية. وتحمّل المطربة الشابة السلطات مسؤولية تدهور الفنون «لتقاعسها عن حماية الملكية الفكرية بما ينتهي بتوقف كثيرين عن الغناء، وتقل فرص الشباب في الظهور والاستمرار، في مقابل فوضى وعشوائية فنية تسود فيهما المشاريع الغنائية الأدنى كلفة بما يؤثر في الجودة». وترى كراوية في زيادة الحفلات الغنائية والموسيقية داخل مصر وخارجها السبيل الوحيد لإنقاذ تلك الصناعة وتعويض الخسائر المتأتية عن القرصنة، خصوصاً في ظل «تعطش الجمهور في المحافظات لحضور الحفلات التي تتمركز غالباً في العاصمة وبعض المدن الساحلية». وتستشهد المطربة الشابة بمشروع «ليالي التلفزيون» الذي انطلق في ستينات القرن الماضي بهدف إقامة حفلة كل شهر في محافظة مختلفة بمشاركة فنانين كبار. تتعدد مواهب كراوية، فإلى جانب الغناء كتبت سيناريو فيلم قصير بعنوان «صباح الفل» بطولة هند صبري. تقول: «لدي معالجات وأفكار لسيناريوات سينمائية أكتفي بتدوينها، لكن كتابتها قد تكلفني وقتاً على حساب مشروعي الغنائي، لذلك تأتي الكتابة للسينما ضمن مشاريعي المؤجلة». وينصب مشروعها الحالي على الغناء وإيجاد مساحة مشتركة مع الجمهور.

مشاركة :