وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة إنه لا يجب التركيز على مصير الأسد للتوصل الى اتفاق سلام في سوريا. وقال آيرولت عند وصوله إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي "اذا كان البعض يريد أن يتركز الجدل بأي ثمن حول هل نبقي أو لا نبقي على الأسد، فالسؤال لا يطرح بهذا الشكل. بل أن نعرف ما اذا كانت الأسرة الدولية تحترم التعهدات التي قطعتها". والموقف الفرنسي حيال مصير الأسد يعد تعديلا لمواقف سابقة كانت تضع تنحي الرئيس السوري عن الحكم شرطا للتسوية السياسية، لكن باريس خففت في سبتمبر/أيلول 2015 من تلك اللهجة وقالت حينها إنها لن تطالب برحيل الأسد كشرط مسبق لمحادثات السلام. إلا أن موقفها الأخير يعد أوضح إعلان عن تخلي فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة نهائيا عن مطلب رحيل الأسد بالتزامن مع مسار جولة المفاوضات الحالية في جنيف التي لم تحقق اختراق يذكر في القضايا الأساسية. وأوضح آيرولت الجمعة أنه سينتهز فرصة وجود وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الاجتماع ليطلب "توضيحات" لبعض مواقف واشنطن حول قضايا مثل نفقات الدفاع ومكافحة الارهاب والانتقال السياسي المطروح في سوريا. وأضاف الوزير الفرنسي "إذا كنا نريد سلاما وأمنا دائمين في سوريا، فيجب ألا يكون الخيار عسكريا فقط بل يجب أن يطرح أيضا الخيار السياسي والخيار السياسي هو التفاوض على عملية انتقالية" طبقا للموقف الذي تبنته الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2015. وكانت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أقرت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2015 القرار 2254 الذي ينص على خارطة طريق لحل سياسي في سوريا. وإلى جانب مفاوضات بين المعارضة والنظام مثل تلك التي تجري في جنيف ووقف اطلاق النار، يقضي النص بإقامة حكومة انتقالية واجراء انتخابات. وكانت الإدارة الأميركية اعترفت الخميس بأن رحيل الأسد لم يعد "أولوية" وبأنها تبحث عن استراتيجية جديدة لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات في سوريا. وكانت الإدارة الأميركية السابقة تصرّ على تنحي الرئيس السوري باعتباره جزء من المشكلة وليس الحل. والخميس قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن سياسة الولايات المتحدة في سوريا التي تمزقها الحرب لم تعد تركز على إزاحة الرئيس السوري. "أولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على طرد الأسد... أولويتنا هي كيفية انجاز الأمور ومن نحتاج للعمل معه لإحداث تغيير حقيقي للناس في سوريا." وتابعت "لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة." وفي الاتجاه ذاته، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن الشعب السوري سيقرر مستقبل الأسد وذلك في أوضح مؤشر حتى الآن على سياسة الادارة الأميركية الجديدة تجاه سوريا ومصير الأسد.
مشاركة :