فاطمة عطفة (أبوظبي) بما قاله الشاعر العربي أبوتمام عن «المنزل الأول» اختار الشاعر محمد عبدالله نورالدين أن يفتح صندوق ذكرياته ليشاطرنا بعض ما فيه، ليس فقط لأن المنزل الأول يقترن بالحب الأول، وإنما لأن الموهبة الأدبية تبدأ تفتحها أيضاً في المنزل الأول، تماماً كما الشجرة التي تبدأ بذرة ثم سرعان ما تكبر وتتعمشق أغصانها على الجدران.. ماذا لدى الشاعر إذن؟ يمتاز محمد عبدالله نور الدين بنشاط واسع وإنتاج غزير، لكننا في هذا الحوار سنقصر حديثنا على ذكريات الكتابة والقراءة وأوراقها الأولى. أثر الحريق يعود محمد نور الدين بذاكرته إلى بداية السبعينات من القرن العشرين: «فتحت عيني في بيت صغير في (جرن يافور) وسط الرمال، وأنا أسمع الكبار يستذكرون انتقالهم من أبوظبي ومنطقة (الباور هاوس) بسبب حدوث حريقين في ذلك الحين، حيث التهمت النيران بيوتهم المنشأة من السعف أو ألواح الخشب». ومن ذلك الحريق يتذكر الطفل محمد أن والده بات يهتم بحفظ مستنداته في شنطة سريعة الحمل، كما حفظ الكتب في صالة المعيشة في مكتبة خاصة، مبينا أن علاقته الأولى بالكتاب نشأت في تلك الأجواء فصار يستمتع برائحة الورق وملمسه الجاف، مضيفا: «حتى جاء اليوم الذي دخل فيه جهاز التلفزيون بيتنا، وكانت أول هجمة تكنولوجية تصرف انتباهي عن الكتب». ... المزيد
مشاركة :