خالد الحربي: عيب أن يمثلنا فنيًا من لا يستطيع أن يناقش بحرفية ووعي

  • 4/1/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

انتقد الفنان خالد الحربي الهجوم الذي تعرض له مسلسل «حارة الشيخ»، مرتئيًا أنه كان «مبالغًا فيه»، مشيرًا إلى أن المسلسل صمم لتكون له أجزاء أخرى ولكن لا يوجد حتى الآن ما يؤكد قيام القناة المنتجة للمسلسل بعمل جزء ثانٍ، كما انتقد الحربي ضعف الثقافة الفنية لدى عدد من الفنانين الشباب والكبار على حد سواء، مشيرًا إلى أنه «عيب في حق الوطن أن يمثلنا أحد الشباب و(الكبار) في محافل فنية وهو لا يستطيع أن يناقش بحرفية ووعي الهموم الفنية المشتركة».. ممتدحًا ما قدمه مسلسل «بابا فرحان» من تنوير وتثبيت للقيم النبيلة والفاضلة لدى الأطفال، لافتًا إلى أن الجمهور ما زال يسأل عن عودة هذه المسلسل رغم مضي أكثر من (10) سنوات على توقفه، معلقًا عودة المسلسل بيد أسرة الفنان هاني السعدي، التي لها الملكية الفكرية المطلقة على المسلسل.. الحربي طاف في هذا الحوار على تجربته في تقديم الدورات الفنية، ورؤيته للممثل السعودي، وتقييمه لجمعيات الثقافة والفنون، وغيرها من المحاور الأخرى طي هذا الحوار:هجوم وانتقاد* كيف تقيم تجربتك في مسلسل «حارة الشيخ» بتجسيد شخصية «سالم».. وكيف ترد على الهجوم الذي تعرض له بحجة تشويه البيئة الحجازية.. وهل سنشهد جزءًا آخر من هذا المسلسل؟أعتقد انني بذلت مجهودًا لا بأس في تجسيد شخصية الشيخ سالم في حارة الشيخ.. وعادة الممثل لا يكون راضيًا تمامًا عما يقدمه. أتمنى فقط أن يكون الجمهور قد استحسن أدائي للشخصية.. أما الهجوم على المسلسل فأعتقد أنه كان مبالغًا فيه.. وإن كنت في حقيقة الأمر أود أن يظهر المؤلف جوانب كثيرة أخرى جميلة في تلك الفترة من الزمن؛ ولكن في نفس الوقت المؤلف لا يستطيع أن يذكر كل شيء في عمل واحد، ومن ناحية أخرى كان معتمدًا على أن المسلسل سيكون من عدة أجزاء؛ وبالتالي هناك مجال لذكر تفاصيل أخرى عن الحياة في تلك الفترة؛ لكن إلى الآن ليس لدينا ما يؤكد قيام القناة المنتجة لحارة الشيخ بعمل جزء ثانٍ.نشر الثقافة الفنية* قدمت عدة دورات متخصصة في الأفلام وكتابة السيناريو والتمثيل وختمتها قبل فترة وجيزة بعرض المملوك.. عن ماذا تبحث بالضبط؟أبحث عن نشر الثقافة الفنية بين الموهوبين والراغبين في الالتحاق بالوسط الفني.. إذا كانت الظروف لم تساعدنا على وجود معاهد خاصة بالفنون، أو حتى أقسام في الكليات المعنية؛ فهذا لا يعني أن لا يجتهد القادر على مساعدة أبناء مجتمعه على تثقيفهم فنيًا بقدر ما يستطيع.. هذا الدور كان ولا يزال منوطًا بجمعيات الثقافة والفنون وجمعية المسرحيين وإدارات التعليم؛ ولكنها غير كافية. وواجب على كل من يرى في نفسه القدرة، أن يقدم ما يستطيع من أجل الفن في بلدنا. وأتمنى أن أصل إلى أن يمتلك الفنان الشاب الحد الأدنى من الثقافة الفنية. عيب في حق الوطن أن يمثلنا أحد الشباب و(الكبار) في محافل فنية وهو لا يستطيع أن يناقش بحرفية ووعي الهموم الفنية المشتركة.احترام الفن* يلاحظ غيابك الواضح عن المسلسلات العربية وبالأخص السعودية كـ»سلفي» مثلًا.. لِم ذلك؟غالبًا لا أغيب عن الأعمال متعمدًا، فأنا لا تعرض عليَّ أعمال كثيرة.. فعلى مدار ثلاث السنوات الماضية عرض عليَّ (4) أعمال فقط.. وكان مسلسل حارة الشيخ هو الوحيد ذو المستوى الجيد، والبقية كانت عكس ذلك.. أنا لا أستطيع بعد هذا العمر والخبرة أن أوجد في عمل سطحي لا يقدم شيئًا للمشاهد.. كذلك يجب أن أحب الشخصية التي يطلب مني تقديمها.. أنا أحترم قيمة الفن، وأحترم دوره في الحياة، ولا أستطيع أن أخالف ذلك .. أما مسلسل سلفي فلم تعرض عليَّ المشاركة فيه.تقدير واعتراف* أي شخصية فنية كان لها الفضل بعد الله في ظهورك؟كل من عملت تحت إشرافه كان له فضل عليَّ بعد الله.. بالتأكيد تعلمت منه شيئًا، ومهما كان بسيطًا فإنه يعتبر قد ساهم بقدر ما في تكويني الفني؛ ولكني بالتأكيد أدين بالفضل كثيرًا لأساتذتي الأول: الدكتور حسين جمعة (رحمه الله)، نادر معتوق، ومصطفى عبدالخالق.بابا فرحان* ما سر تمسكك بشخصية «بابا فرحان».. وهل هناك نية لإعادته في صورة مجلة تحلم الاسم نفسه؟بالتأكيد سأتمسك في بابا فرحان وعائلته.. لقد قدمنا عملًا ناجحًا بشهادة الأغلبية.. لقد كتبت «بابا فرحان» على مدى أكثر من 16 سنة ما بين مسلسلات وبرامج أو مسرحيات، طفنا بها الكثير من مدن المملكة.. كتبت كثيرًا مما تمنيته لأطفالنا من تعليم وتوجيه وفكر وقيم يتمسكون بها.. ومازال الجمهور إلى اليوم يسألني عن «بابا فرحان» وإن كان سيعود يومًا رغم توقف العمل منذ أكثر من 10 سنوات. كل هذا يجعلني أتمسك بعائلة بابا فرحان.. أما موضوع المجلة فمشروع قديم منذ 2005، ولقد قمت بالفعل بدراسة الأمر، وتم بالفعل تنفيذ عدد من المجلة التي كان مخططًا لها أن تظهر شهريًا.. ولكن الظروف المادية حينها حالت دون إتمام المشروع.. وحاليا الأستاذ ماجد السعدي (الابن الأكبر لهاني السعدي) هو المسؤول عن المشروعات الخاصة بـ»بابا فرحان»؛ (المسلسل وغيرها) لأن عائلة هاني السعدي هي من تملك الشخصيات (عائلة بابا فرحان).* على ذكر هاني السعدي.. ماذا أنت قائل عن هذه الشخصية؟هاني السعدي؛ هذا الطفل الكبير.. روحه وحماسه هما من سمحا لعائلة بابا فرحان بالظهور.. وكان يسعى إلى آخر يوم له لعودة العائلة إلى الشاشة.. أسأل الله ان يجعل ما قدمه للطفل في ميزان حسناته.. يوم 3 نوفمبر هي ذكراه السنوية.الهم الأول* ما الأشياء التي تحرص عليها قبل أداء دورك التمثيلي على المسرح أو الشاشة؟دراسة الشخصية بشكل جيد هي الهم الأول للممثل.. كما تسمى أكاديميًا أبعاد الشخصية؛ (الجسدية والاجتماعية والنفسية).. وأيضا دراسة فكرة العمل، ووجهة النظر المطروحه به، حتى أستطيع كممثل أن أكون عاملًا مساعدًا في إيصال فكرة مؤلف ومخرج العمل؛ فبدون استيعاب هذا الأمور قد يغرد الممثل خارج السرب إن لم يفطن إلى أمره المخرج..، كذلك التركيز بشكل كبير أثناء العمل في الشخصية، وكل التفاصيل المحيطة، وهذا أمر مهم جدًا.تأثير فتغيير* وماذا تقول عن المسرح وما آمالك وتطلعاتك فيه؟للمسرح قيمة فنية وثقافية مهمة جدًا.. ولابد أن يؤمن المسؤولون بهذا الأمر. المسرح ليس ترفيهًا فقط.. دائمًا ما أقول إن الفن تأثير فتغيير. وبما أن المسرح أبوالفنون، فهو أيضًا تأثير فتغيير، لذا أتمنى أن أعيش إلى أن أرى المجتمع وهو يقدر المسرح وأهميته.نقص التخصص* بصراحة هل الإعلام خدم الممثل السعودي؟لا أعتقد.. ربما خدم الذين يبغي خدمتهم؛ ولكن إجمالا لاعتقد إنه خدم الممثل.. حقيقة لن يستطيع الإعلام خدمة الممثل السعودي وإن أراد؛ لأنه في الغالب إعلام غير متخصص.* وكيف تنظر إلى ما يكتب في الصحافة الفنية.. ومن عرّابها برأيك؟عندما تكون الأغلبية غير متخصصين في الأمور الفنية؛ فلن تتوقع الكثير من الصحافة الفنية.. أما عرابها فأعتقد إنه جلال أبوزيد.* هل تؤيد احتكار شركات الإنتاج للممثل.. ولِم؟هذا أمر يعود للممثل وتخطيطه لمستقبله الشخصي.. الأمر في مجمله «بزنس» بحت، لا أعتقد أنه يضيف أو يخل بالقيمة الفنية إجمالًا.* من واقع تجربتك.. ماذا ينقص الممثل السعودي؟الدراسة والجدية والإيمان بقيمة الفن.* ماذا يمثل لك مهرجان الجنادرية؟قيمة كبيرة، ونافذة يطل العالم منها على وطني.. ولقد شاركت كثيرًا في المهرجان وحققت عدة جوائز كان لها أثر جيد في نفسي.البحث عن نظام* كيف تنظر إلى جمعيات الثقافة والفنون وخصوصًا فرع جدة؟أعلم أن جمعيات الثقافة والفنون تعاني ماديًا بسبب الميزانيات الضعيفة؛ ولكن هذا لا يمنع أن هناك كثيرًا من المسؤولين في بعض الفروع استطاعوا تجاوز هذا الأمر، والحصول على دعم من جهات مختلفة كجمعية الدمام والأحساء، وهناك نشاط لا بأس في جمعيات أخرى مثل جدة وحائل والمدينة؛ لكن هذا مجهود شخصي، فإذا ترك المسؤول النشيط الجمعية فقدت الكثير من نشاطها.. لذلك نريد نظامًا يقود الجمعيات إلى تأدية دورها، وقد يكون لهيئة الترفيه أو هيئة الثقافة دور في تفعيل الأمر.. أتمنى ذلك.روقونا* هل من عمل جديد تبشر به الساحة الفنية؟جديدنا تقديم مسرحية «روقونا»، كما أقوم حاليا بكتابة مسلسل لإذاعة الرياض بعنوان «حكاية ناس»، وهناك بعض المشروعات الأخرى التي مازالت في طور الدراسة ولم أوافق عليها بشكل نهائي بعد.

مشاركة :