كشفت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد عن ولعها بالفلسفة والحكمة والإنسان والوجود، واكدت في حوار مع «اليوم» على أهمية أن يتأمل الشاعر في كل ما خلقه الخالق. فالشاعر لا يشعر بوجوده دون أن يتأمل في الموجودات ويقرأ الحياة ويعيشها بكل تفاصيلها.. وأوضحت أنها تنقل الصور الموجودة في الخارج وتفرزها حسب نظرتها الخاصة.الشاعرة الهنوف محمد.. ماذا تقولين بعد تجربة شعرية لسنوات طويلة؟ -أشعر بأنني ما زلت أتنفس وأتجدد بالشعر بعد تجربة شعرية ممتدة لأكثر من عقدين، بعد الله، الشعر هو كل ما تبقى لي، هو ما جعلني أتوازن نفسيا وداخليا وأعطاني هيبة ووقارا وحكمة. يجب أن نعيش الشعر حتى نشعر بطعم الحياة. يجب أن نصبر على المرارة حتى نجني ثمار الحكمة. هل استطاعت الشاعرة الإماراتية منافسة الشاعر الرجل؟ أنا لا أؤمن بالمنافسة نهائيا بين الذكر والأنثى. ولا استخدم مفردة المنافسة نهائيا في قاموسي الشعري أو الحياتي. فأنوثة الشاعرة الإماراتية لا تتعارض ولا تتنافس مع ذكورة الشاعر الإماراتي. لكل منهما بصمته وطابعه الخاص. أندهش عند ما أعرف أن هناك مبدعة ما تشعر بالغيرة والمنافسة من مبدع. وهناك مبدع ما يغار من مبدعة. ما هي مساهمات الشاعرة الإماراتية في المشهد الشعري في الإمارات؟ للشاعرة الإماراتية مساهمات وإنجازات شعرية عديدة قوية وبارزة في المشهد الشعري الإماراتي، فهي تساهم بفعالية وفي جميع المناسبات جنبا إلى جنب مع زميلها الشاعر الإماراتي. سواء كانت مساهمات شعرية وأدبية أو مساهمات توعوية ووطنية، لقد استطاعت الشاعرة الإماراتية نقل الشعر الإماراتي إلى خارج الوطن.. سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو حتى المترجم والعالمي. غلاف ديوان شعري ماذا تغير في الهنوف محمد كشاعرة منذ ديوان «سماوات» 1996 وحتى ديوان «ريح يوسف» 2012؟لقد تغير في الكثيرمن كوني شاعرة متأملة إلى شاعرة (أم) تواجه رياح الحياة. بدأت متأملة في السماوات والعناصر والطبيعة. إلى أم تنتظر وليدها خلف الجدران. وتواجه العواصف والرياح لكي تؤمن قوت عيالها في المدينة. ماذا تقولين عن تجربة الشاعرة السعودية ومساهماتها.. وهل تختلف عن الإماراتية؟ احترم كثيرا تجربة الشاعرة السعودية ومساهماتها الإبداعية، فهي بالرغم من وجود بعض العقبات الصغيرة التي تواجهها لكنها مبدعة وتعرف كيف تثبت ذاتها. ماذا عن مشاركاتك الشعرية في السعودية..؟ كانت زيارتي لمدينة الطائف وهي الزيارة الثقافية والشعرية الأولى للمملكة العربية السعودية متميزة، وما زالت باقية في الذاكرة. لقد رأيت جمال الشعر الحقيقي في المملكة بالرغم من بعض الأحداث الطريفة التي جرت. ما تفسير وجود الكثير من الأسئلة الفلسفية عن الحياة والإنسان والوجود في نصوصك الشعرية؟ أنا شخصية مولعة بالفلسفة والحكمة والإنسان والوجود والبرزخ ومتأملة في كل ما خلقه الخالق سبحانه وتعالى. فالشاعر لا يشعر بوجوده دون أن يتأمل في الموجودات ويقرأ الحياة ويعيشها بكل تفاصيلها. لذلك أنا أنقل الصور الموجودة في الخارج وأفرزها حسب نظرتي الخاصة. هل صحيح تراجع الشعر أمام الرواية في الخليج العربي؟ الشعر هو المحرك العاطفي للأشياء. فهو موجود في كل مكان وزمان وهو المطر الأثيري الذي يرطب المشاعر الجافة. ولا أعتقد أن هذه المقولة حقيقية. لأن الشعر صنف من أصناف الأدب والرواية صنف آخر. وإذا خلت الرواية نفسها من هذا المطر الاثيري الشعري تلاشت نكهتها الشعرية والشاعرية. الشعر موجود ومنافس في كل الأزمان. إن الرواية تنافس الشعر في النشر والتوزيع فقط. وليس بالضرورة دليلا على تراجع الشعر. فالمواطن الخليجي شاعر بطبعه وهناك الكثير من الشعراء الذين لا يدونون أشعارهم ويكتفون بتبادلها والقائها شفهيا. هل ملتقى الإبداع الخليجي حقق أهدافه؟ وهل هناك أفكار جديدة لتطويره؟ إيمان اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بملتقى إبداعي خليجي يجمع بين كتاب وأدباء شبه الجزيرة العربية؛ يجعله يكرس كل طاقاته وإمكاناته على تحقيق الأهداف الإبداعية لهؤلاء الكتاب والمثقفين. واستمرار ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي حتى الآن في دورته السابعة دليل واضح على نجاحه. ومجلس الإدارة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مهتم بتطوير الأفكار المبدعة خاصة أن الاتجاه العام للثقافة في الإمارات هو اتجاه إبداعي شمولي. وأنا أعتقد أن الإبداع الخليجي هو جزء من المنظومة الإبداعية العربية والعالمية. لذلك فإن معظم الأفكار الجديدة يجب أن تكون مبتكرة ومحافظة في نفس الوقت على طابعها الخليجي المحافظ.
مشاركة :