كان مجرد حلم بدأ من خلال مبادرة والآن أصبحث هناك منظومة كاملة هدفها المنافسة والإرتقاء نحو المراتب الأولى في المستقبل القريب، هكذا يمكن وصف حالة كرة القدم للسيدات في دولة الإمارات التي تترقب الظهور القاري الأول لمنتخبها الوطني عندما يخوض التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا للسيدات الأردن 2018 والتي تمنح خمس بطاقات مؤهلة لنهائيات كأس العالم للسيدات فرنسا 2019 FIFA. السعي وراء الهدف قبل سنوات عديدة إكتشفت بعض شابات الإمارات عشقهن لكرة القدم، ولعل نورة المزروعي من أبرز الأسماء اللائي بدأن الحراك النسوي في الدولة، كانت نورة متيمة بتشجيع أحد الفرق في الدوريات الأوروبية، وقد لاحظ أحد أساتذتها في جامعة أبوظبي عشقها للعبة فاقترح عليها الإنضمام لفريق أبوظبي الذي ظهر حديثا وأعلن اهتمامه بكرة القدم للسيدات، لم تترد المزروعي في اقتحام عالم الساحرة المستديرة، واستهلت مشوارها كلاعبة مهاجمة لكن الصدفة قادتها لشغل مركز حراس المرمى. لم يكن أحد ليتوقع أن يكون هذا الأمر سيكون نقطة التحول الأكبر في مسيرتها، حيث باتت نورة قائدة المنتخب الوطني فيما بعد بفضل قدراتها الفنية والقيادية. عاشت نورة صعوبات البداية ولكنها كافحت لكي تساعد في إرتقاء اللعبة، وهاهي اليوم تقف أمام هدفها المنشود منذ سنوات " أتذكر كيف بدأنا بمجموعة بسيطة من الفتيات حلمهن ممارسة كرة القدم، عملنا على تطوير أنفسنا وتعلمنا الكثير. وفي الظهور الأول أمام منتخبات سبقتنا، أثبتنا قوتنا عندما أحرزنا لقب بطولة غرب آسيا مرتين متتاليتين. الآن أعتقد أننا نقف أمام حلم أكبر حيث سنخوض تصفيات كأس آسيا. سنذهب لطاجيكستان بهدف واحد وهو تحقيق التأهل، ندرك صعوبة المنافسة ولكننا عازمون على العودة بالبطاقة الوحيدة". تضيف هنا "لدينا مجموعة ممتازة من اللاعبات، وقد خضنا خلال السنوات الماضية مراحل من التطوير، بفضل الإهتمام من قبل المسؤولين عن اللعبة. جميع اللاعبات متحمسات لخوض هذا التحدي والعودة بالفوز لكي نواصل مسيرتنا حتى موعد كاس آسيا". يمتلك منتخب الإمارات تنوعا متميزا بين صاحبات الخبرة المتمثل بالمزروعي وبين اللاعبات الشابات ومنهن نوف العدوان ابنة العشرين ربيعا، حيث تدرجت في منتخبات الفئات العمرية ولعبت مع بعض أندية أبوظبي لتأخذ صاحبة القميص رقم 10 مكانها في خط وسط المنتخب الإماراتي، حيث تقول "المشاركة في تصفيات آسيا ستكون نقطة فارقة في مسيرة جميع اللاعبات، نريد إثبات قدراتنا ونؤكد على النقلة النوعية التي تعيشها اللعبة هنا. بالنسبة لي أتطلع للظهور بشكل ممتاز وتقديم الاداء أفضل ما أملك لكي أساعد منتخب بلادي في نيل بطاقة التأهل، هذا هو حلمنا جميعا".هل تعلم!· في العام 2012 إنطلق أول دوري للفتيات بمشاركة 16 فريقا وزعت على فئتين تحت 13 و15 سنة · مشروع "براعم الفتيات" امتد من أبوظبي إلى بقية الإمارات وجذب 2000 فتاة تمارس اللعبة الآن · تم استحداث منتخب وطني لفئتي تحت 14 و16 سنة وأنشأ 22 مركزا للتدريب يشرف عليها مجلس أبوظبي الرياضي طموح بلا حدودرغم أنه سيكون الظهور الأول للمنتخب الإماراتي على صعيد القارة الآسيوية، لكن يبدو أن طموح المسؤولين عن كرة القدم للسيدات ليس له حدود، حيث تشرح السيدة أمل بوشلاخ (عضو مجلس إدارة الإتحاد المحلي وعضو لجنة كرة القدم للسيدات في الإتحاد الآسيوي) كيف كانت الإنطلاقة "بدأنا منذ الصفر، لم يكن هناك أي قاعدة لكرة قدم السيدات، وبفضل إهتمام ودعم سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، إنطلقنا من خلال إنشاء نادي أبوظبي الرياضي سنة 2004 والذي كان يهدف لمنح الفتيات الفرصة لممارسة جميع الألعاب ومنها كرة القدم مع مراعاة العادات والتقاليد الإجتماعية". وتضيف بوشلاخ "تجاوزنا تلك البداية وبعدها تبنى الإتحاد الإماراتي اللعبة وتم تأسيس اللجنة النسائية في العام 2009، وسارعنا لإنشاء منتخب السيدات وفق أسس سليمة، استضفنا بطولة غرب آسيا مرتين وحققنا اللقب فيهما بمشاركة منتخبات قوية أمثال الأردن وإيران. واليوم نتطلع لأن يترجم المنتخب طموحاتنا في التأهل لنهائيات آسيا للسيدات 2018، حيث سيعطينا هذا الكثير من الثقة لمواصلة نهج التطوير. سبق وأن أطلقنا دوري المدارس بمشاركة 16 فريقا يتنافسون في فئتي تحت 13 و15 سنة في العام 2012 وقد جنينا ثمار ذلك باستحداث منتخبات تحت 14 و16 سنة وعززنا تواجدنا في مختلف أنحاء الإمارات بانشاء 22 مركزا للتدريب". ستخوض سيدات الإمارات مباريات المجموعة الأولى أمام منتخبات الأردن (التي تلعب من أجل التحضير كونها مستضيفة النهائيات) وستكون المنافسة الحقيقية أمام الفلبين، البحرين، العراق وطاجكستان من أجل الفوز بالبطاقة الوحيدة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2018.
مشاركة :