قال الأديب المصري سمير الفيل عن الدقائق الأخيرة في حياة المترجم المصري الكبير طلعت الشايب: كنت أول من حضر الندوة التي تعقد في مدينة دمياط الجديدة مساء أمس الجمعة، حوالي الساعة السابعة وعشر دقائق ، وقابلني في منتصف الطريق القاص الدكتور فادي طرابولي. صعدنا معا إلى مقر الندوة التي تحيطه مكتبة عامرة بالكتب ، وخريطة العالم ، ولوحات عدد من الفنانين التشكيليين المصريين والعرب والعالميين. ثابلت الاستاذ طلعت الشايب وتعانقنا. يضيف الفيل:بدأ توافد أعضاء الصالون ، والتقط لنا تلميذه الأستاذ وليد عبد العزيز عدة صورkجلس الأستاذ طلعت الشايب على مقعد المحاضر وبدأ في الحديث عن مفهوم الترجمة بشكل سهل وسلس ثم تحدث عن تعليمه في المنوفية والتحاقه بجامعة الإسكندرية، ومكتبة والده التي احتوت على كتب عظيمة، وتحدث عن معلم المدرسة الابتدائية الذي كان يملأ جنبات مصر ثقافة ومعرفة ونورا . يتابع: الشايب قال إنه عمل في بداية حياته معلما بالثانوي ومن تلاميذه في الإسكندرية الفنان محمود عبد العزيز والفنان محمد وفيق، كما انتقل على العمل في المنوفية ومن طلابه الشاعر حلمي سالم. وتحدث عن التحاقه بالجيش واختياره مع حوالي 40 خريجا متميزا من كليات الآداب والألسن ليتعلموا الروسية في 8 شهور ، وقد كان مقررا له السفرإلى موسكو لتحسين اللغة غير أن وزير الحربية محمد فوزي لغى قرار السفر لأنهم تقدموا في دراستهم. وتناول أسماء القواد المصريين والروس الذين عمل معهم وذكر بالتحديد قيادات سلاح المدرعات ومنها أعظم قادة الجيش، أثناء ذلك شعر بألم فقال :” أنا حاسس بشوية تعب”. أمسك صدره لثوان ثم سقط مغشيا عليه. كان يوجد بالندوة ثلاث أطباء كبار، هم : الدكتور عيد صالح والدكتور ماهر القشاوي والدكتور أسامة خضر. على مدار عشر دقائق قاموا بعميات الإسعافات الأولية ريثما تأتي سيارة الإسعاف. نقله الإسعاف إلى مستشفى” دار الحياة ” وبدأ طبيبان وثلاث ممرضات محاولة إسعافه ولكن بعد جهود استمرت حوالي 15 دقيقة فارق الحياة. اتصلت بعدد من الأصدقاء لأبلغهم بالخبر: عزت القمحاوي ، سيد محمود ، وحيد الطويلة ، شعبان يوسف ، سيد الوكيل، فالراحل مثقف مصري كبير وعطاؤه وفير. اتصل الاستاذ وليد عبدالعزيز بابن شقيقه الأستاذ مرسي الشايب كما اتصل بابنته الأستاذة منى، وكان السؤال: هل تتحرك السيارة على المنوفية أم إلى القاهرة؟ جاء القرار بالتحرك إلى مدينة نصر، وبعد الحصول على الأوراق الرسمية صعد شادي التوارجي ووليد عبدالعزيز وأشرف سعد علوش وعدد من شباب الندوة لمرافقة الجثمان. يختتم الفيل حديثه بالقول: “مازالت الجملة التي نطق بها تتردد في المكان: أنا لسه عندي أمل في مصر”، وداعا طلعت الشايب فقد منحتنا معنى جديدا لأن يعمل المثقف في محيطه الاجتماعي حتى آخر لحظة من عمره. وداعا أيها المثقف النبيل. شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :