رحل عن دنيانا منذ أيام المترجم الكبير طلعت الشايب. أثناء مشاركته في ندوة عن الترجمة، وفيما كان يستعرض تجربته الشخصية، داهمته أزمة قلبية مفاجئة نُقل في إثرها إلى المستشفى، غير أنه فارق الحياة قبل وصوله. قبل صعود روح المترجم الكبير طلعت الشايب بدقائق كان يتحدّث عن مفهوم الترجمة، ثم تطرق إلى سيرته الذاتية وتعليمه في محافظة المنوفية والتحاقه بجامعة الإسكندرية، ولم ينس مكتبة والده التي احتوت على كتب عظيمة، ذلك بحسب ما ذكر الأديب سمير الفيل، أحد ضيوف ندوة عن الترجمة كان الراحل يشارك فيها. كذلك تحدَّث الشايب عن المعلِّمين في المدارس الابتدائية الذين كانوا يملأون جنبات مصر ثقافة ومعرفة ونوراً، وعن التحاقه بالجيش واختياره مع نحو 40 خريجاً متميزاً من كليات الآداب والألسن ليتعلموا الروسية في ثمانية أشهر، وكان مقرراً له السفر إلى موسكو لتحسين اللغة، غير أن القرار ألغي من وزير الحربية آنذاك محمد فوزي. أكّد الشايب في حديثه وجود الأمل، فذكر: {لسه فيه أمل في مصر}، ثم شعر بألم شديد في صدره اضطره إلى القول: {أنا أشعر بقليل من التعب}، ثم أمسك صدره لثوان وكان يحضر الندوة ثلاثة أطباء كبار، هم: الدكتور عيد صالح والدكتور ماهر القيشاوي والدكتور أسامة خضر. نقل الشايب في سيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات الخاصة القريبة، وحاول طبيبان وثلاث ممرضات إسعافه ولكن بعد جهود استمرت نحو 15 دقيقة فارق الحياة تاركاً تراثاً أدبياً كبيراً. طلعت الشايب مترجم وكاتب ومفكر له أكثر من 30 عملاً فكرياً مهماً، وهو قدّم بذلك نموذجاً رائعاً لدور المترجم صاحب المشروع الثقافي، ويعد أحد أكثر المترجمين احترافاً. وللراحل عدد كبير من الكتب المترجمة المهمة أبرزها {صدام الحضارات} لصمويل هنتنغتون، و{حدود التعبير} لـ د. مارينا ستاغ، ورواية {بقايا اليوم} للمؤلف الياباني الأصل إنكليزي الجنسية كازو إيشيجورو، وكتاب {أصوات الضمير} وهو عبارة عن 50 قصيدة من الشعر العالمي، و}مكتوب} للروائي والأديب البرازيلي باولو كويلو. بالإضافة إلى رواية {عارياً أمام الآلهة} للشاعر والروائي الهندي شيف كومار، وكتاب {نحو فهم للعولمة الثقافية} وهو من تأليف الكاتب بول هوبر، ورواية {فتاة عادية} التي ألفها الروائي والكاتب الأميركي {آرثر ميلر}، و{الاستشراف الأميركي} لأستاذ التاريخ الأميركي دوغلاس ليتل، و}من الذي دفع للزمار} للباحثة البريطانية ف. س. سوندرز، وتقديم عاصم الدسوقي.
مشاركة :