4 أسرار تبحث عن فك رموزها في قمة البحر الميت

  • 4/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال القمة العربية التي اختتمت أعمالها، الأربعاء (29 مارس 2017)، في البحر الميت بالأردن، تحظى باهتمام الخبراء والمحللين العرب الذين رأى بعضهم أنها نجحت في لم شمل العرب، بينما رأى آخرون أنها لم تأتِ بجديد.
ففي الوقت الذي حُسِمت فيه ثلاثة خطوط حمراء عشية افتتاح قمة البحر الميت، هي: الإصرار على التمسُّك بمبادرة السلام العربية، وأن لا بديل عن حل الدولتين، ودعم وحدة العراق ووحدة سوريا واليمن، والإجماع السهل محوره الاستعداد لمرحلة جديدة تنتقل إلى استئصال الإرهاب بالفكر، بعد صمت المدافع، وسحق "داعش"، ظهر على سطح المياه الراكدة طوفان من الأسئلة الحائرة التي تبحث عن إجابات شافية ووافية. "عاجل" تطرح أربعة أسرار تبحث عن فك شفرتها.
السر الأول: لم يُلقِ محمد بن راشد كلمة الإمارات كبقية الزعماء
في كل الأحوال، أصر نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد، على إعطاء انطباعات إيجابية عن القمة في الأردن عبر موقعه على تويتر، وإن كان ذلك لا يكفي في إجابة التساؤلات المختلفة حول كل ما سبق، كما لا يكفي بالطبع في فهم الموقف الإماراتي من القمة العربية ككل.
تغريدات محمد بن راشد كانت كلها عامة، ولم تحمل أكثر من الشكر والتقدير للأردن، كما لم تعلّق على مجريات أحداث وأعمال الجلسات أو حتى على بيان عمان.
عمليًّا يبدو أن الإمارات حصلت على الإدانة التي كانت تعنيها بالنسبة للموقف الإيراني من الجزر الثلاث المتنازع عليها، وهو ما برز في بيان عمّان الختامي، والذي يبدو أنه ما كان يريده الإماراتيون.
ولا يزال سبب عدم إلقاء محمد بن راشد كلمة الإمارات كبقية الزعماء، كما جرت العادة، لغزًا يحير معظم المراقبين والمحللين.
السر الثاني: اعتذار الإمارات عن استضافة القمة المقبلة
حتى الآن لم يعرف بعد أسباب اعتذار الإمارات عن عدم استضافة القمة المقبلة، وباعتذار الإمارات عن عدم استضافة القمة العربية في دورتها الـ29، تصبح ثالث دولة تعتذر على التوالي عن عدم استضافة القمة، فيما تعد أول مرة تشهد القمم العربية تلك الاعتذارات المتتالية منذ إقرار آلية عقد قمة عربية سنوية بصفة دورية في القمة العربية بعمان 2001.
وجاءت استضافة الأردن القمة العربية الـ28 (الحالية)، بدلا من اليمن، الذي اعتذر عن عدم استضافتها؛ نظرًا للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها منذ أكثر من عامين، فيما استضافت موريتانيا القمة العربية السابقة العام الماضي، بعد اعتذار المغرب.
السر الثالث: طلب السعودية استضافتها بدلا من الإمارات
بعض المتفائلين يعتقدون أنّ تحديد مكان القمّة المقبلة في المملكة هو تمهيد لأن تكون عودة سوريا إلى الجامعة العربية خلال تلك القمّة، فهل يصحّ تفاؤل المتفائلين وتكون قمّة الرياض المقبلة قمّة المصالحات وتتويج الحلول السياسية للأزمات العربية التي أطلقت قمّةُ الأردن المناخات اللازمة للتوصّل إليها لاحقًا؟.
وستكون القمة العربية المقبلة هي الثانية التي تستضيفها السعودية خلال 11 عامًا، بعد القمة التي استضافتها عام 2007.
كما ستكون أول قمة عربية تُعقد في عهد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه الحكم في 23 يناير 2015. السر الرابع: الغياب المثير للعاهل المغربي
مع انطلاق القمة العربية بحضور 16 زعيمًا عربيًّا، تم تسجيل غياب الملك محمد السادس، الذي لم تتضح بعد أسبابه، وذلك بعد الزيارة الرسمية للعاهل الأردني للمغرب، والتي أعطت تطمينات بمشاركة الملك في هذه القمة بعد غياب دام 12 سنة، أي منذ القمة التي عُقدت في الجزائر سنة 2005.
وفي تعليق على الموضوع، كتبت صحيفة "راي اليوم"، أن "قرار الملك يأتي في وقت يتحرك فيه على المستوى الإفريقي في جولات طويلة، ولكن يمتنع عن زيارة الدول العربية باستثناء الإمارات العربية بين حين وآخر، ويتميز محيط الملك محمد السادس بوجود شخصيات سياسية لا ترغب في تعزيز العلاقات مع العالم العربي كثيرًا، لأنها مصدر التوتر، ولا تنفع المغرب البعيد جغرافيًّا عن الشرق الأوسط، ولكنه يقدم الكثير سياسيًّا وأمنيًّا".
وأوضحت الصحيفة، أنه رغم أن العاهل الأردني قد أقنع الملك محمد السادس بالحضور في القمة العربية، إلا أن هذا الأخير يفضل العمق الإفريقي في سياسته الخارجية على الاهتمام بالقضايا العربية.

مشاركة :