لولا العقل الراشد الذي خصَّ به الرحمن الرحيم مخلوقاته البشرية عن كل مخلوقاته الأخرى، لما عرف هذا الإنسان الخير من الشر، ولا هذا الذي ينفعه من الذي يضره.. العقل الإنساني ما كان يوماً لصاحبه إلا ميزان،، يزن به كل ما حوله من أمور خاصة وعامة، يعرف ما له وما عليه تجاه وطنه ومجتمعه، ويدرك أبعاد وانعكاس كل فعل قد يُقدم عليه.. العقل الإنساني هو زينة الإنسان، وعلينا أن نتأمل سلوك من يملك العقل الرشيد ومن لا يملكه وننظر إلى تصرفات هذا وتصرفات ذاك، وهي كبيرة بالاختلاف من دون شك. كل الأحداث التي نراها حولنا في الدول والشعوب الأخرى بكل مآسيها وتشتت شعوبها وانعكاسات الفتن التي مزقتها وأدخلتها في أتون الحروب، والتطاحن والتشرد والبحث عن المأوى الآمن في أي مكان، كل هذه وغيرها تدفعنا جميعاً، وبكل فئاتنا وانتماءاتنا وحتى مصالحنا إلى تدبر ما نحن فيه وما يحدث حولنا، وتفرض علينا- فرضاً – الاستعانة بالفعل والإيمان والغيرة على الوطن وأهله من أجل تأمين هذه السفينة ضد أي خطب قد يتسبب في طرف لا تهمه مصلحته أياً كان انتماء هذا الإنسان طائفياً أو قبلياً أو فئوياً. لعلنا في الكويت، ومنذ أن كانت هذه الأرض نمتاز في مجتمع مترابط في الأفراح والأتراح.. وفي وحدة وطنية هي مثال للشعوب الأخرى.. فأهل الكويت جميعهم تعاونوا في العمل التجاري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي وكل الأنشطة الحياتية الأخرى، لم يكن أحد ينظر إلى أن هذا الإنسان سني المذهب أو شيعي، قبلي أو حضري، كل هذه الفوارق كانت تحت التراب، وفي سلة المهملات أمام مجتمع عرفه الجميع.. الكبير والصغير.. الغني والفقير بقوة ترابطه ووحدته وانسجامه ووقوفه صفاً واحداً أمام كل ما قد يمس وطنه ومجتمعه، كانت الفزعة لنصرة الأخ والجار والصديق هي شعار الكويتي الحق الذي يخاف على وطنه أكثر من خوفه على حياته. إن مسؤولية رجال الدين والساسة ورجال الأمة وحتى رجال الإعلام من كل الطوائف والمذاهب مسؤولية كبيرة وأمانة في الأعناق، عليهم القيام بها خير قيام من خلال نبذ كل ما قد يمس وحدة الكويت وأهلها وما قد يعصف بنا جميعاً نحو مجهول لا نعرف نهايته. مخافة الله بالكويت واجبة على كل شريف وغيور وصاحب ضمير.. ومن لا يملك هذه المقومات فلا خير فيه، وأسأل الله أن يرد كيد كل من يسعى إلى الفتنة إلى نحره وألا يرفع له أي ذكر. • نغزة: «الفتنة أشد من القتل».. هل يفهم أولئك الذين يسعون إلى الفتنة في مجتمعنا هذا القول القاطع المانع.. أم إنهم يريدون ارتكاب ما هو أخطر على البلاد والعباد من جريمة القتل؟!.. اتقوا الله بالكويت وعودوا إلى ضمائركم هذا إذا كنتم تخافون الله ولديكم ضمائر تحرككم.. طال عمرك. يوسف الشهاب
مشاركة :