أقام مركز قطر للشعر «ديوان العرب»، التابع لوزارة الثقافة والرياضة، مساء أمس الأول بروضة الهشم بطريق الشمال ، «روضة الشعر»، أولى فعالياته، بعد تدشينه منذ أسبوعين تقريباً، وذلك برعاية وحضور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، والذي حرص على التواصل بين الشعراء والإسهام في فقرات وبرنامج الفعالية.واستهلت «روضة الشعر» فقراتها بتكريم سعادة الوزير لخريجي مسابقة العقيد، والتي نظمها مركز نوماس، التابع لوزارة الثقافة ، ووصل عددهم سبعة خريجين، وقدموا خلال الملتقى وصلات من الرزيف القطري، بالإضافة إلى تقديم فقرات أخرى للمركز. وقال أحمد جاسم الكواري، نائب مدير المركز: إن أعمار هؤلاء تتراوح ما بين 11 إلى 14 سنة، و «حرصنا على تكريمهم من قِبل سعادة الوزير خلال روضة الشعر، لما اتسم به هذا الملتقى من حضور لنخبة من الشعراء، سواء من قطر أو من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية». ووصف الخريجين بأنهم «اجتازوا جميع الدورات التأسيسية والمتقدمة التي أقامها المركز، ما جعلهم من أبرز خريجيه؛ نظراً لمهاراتهم التي ظهروا عليها في جميع الدورات، حتى أصبحوا من أمهر خريجي المركز، ويمكن الاستعانة بهم في أي من الأنشطة التي تقام، سواء في داخل قطر، أو خارجها»، معرباً عن أمله في أن يتخرج من المركز خلال العام المقبل 100 من خريجي مسابقة العقيد. وقال: إن الاختبارات التي خضع لها خريجو مسابقة العقيد، شهدت ثلاث مراحل، تراوحت درجات الأولى ما بين 72 إلى 81، وهي البرونزية، والثانية تراوحت ما بين 82 إلى 91 درجة، ومثلت الفضية، بينما تراوحت الثالثة ما بين 92 إلى 100 درجة، ومثلت السبق الذهبي، «والأخيرة فاز بها أحد خريجي المركز». وانسجمت الفعالية مع رؤية وزارة الثقافة والرياضة «نحو مجتمع واعٍ بوجدان أصيل وجسم سليم»، والمستمدة من رؤية قطر الوطنية 2030، علاوة على اتفاقها مع أهداف المركز، وحرصها على أن يكون المركز مظلة جامعة للشعراء القطريين، بالكشف عن طاقاتهم الشعرية، من ناحية، وتنمية المواهب الشعرية من ناحية أخرى. كما استوحت «روضة الشعر» الأجواء البرية؛ إذ حرصت على إبراز الفنون الغنائية المختلفة، ومنها الهيجيني والصخري وفن الدندان ، والذي يبدأ عادة عقب صلاة العصر، إلى قبيل غروب الشمس، لتتبعها فنون الرواح، والتي تصادف عادة وقت الغروب، وهي كلها الفنون التي اعتمدت على إلقاء الشعر، في أجواء عززت من فكرة وأهداف «روضة الشعر» في لقاء الشعراء، والتعارف فيما بينهم، واستحضار الأجواء البرية التي تميزت بها روضة الهشم. وشهدت الفعالية إلقاء قصائد شعرية، جمعت ما بين النبطي والفصيح، بالإضافة إلى الألغاز الشعرية، وشعر المحاورة، ولم تغفل الكشف عن مواهب الصغار، من أصحاب المواهب الشعرية الواعدة. وبدوره، قال الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر: إن الفعالية جاءت منسجمة مع أهداف المركز في النهوض بالحراك الأدبي فيما يخص الشعر بكل قوالبه وأساليبه، وإطلاقه في فضاء إبداعي حر وفق معايير تراعي التراث الأدبي للمجتمع القطري وعمقه الثقافي، وتهيئة المناخ المناسب للشاعر القطري والمساهمة في تطوير قدراته، ونشر الثقافة الخاصة بالشعر لخلق جيل من الشعراء المبدعين في الدولة. وتابع: إن الفعالية حرصت على تهيئة المناخ الأمثل للشعراء والأخذ بأيدي المواهب القطرية الشابة من خلال رعايتها ودعمها وتوجيهها، والمساهمة في الارتقاء بالمستوى الفكري والأدبي للشعراء القطريين، وفق ما يحرص عليه المركز من تبنٍّ للمشاريع الشعرية التي ترتقي بذوق المجتمع وتحافظ على هويّته الثقافيّة، والعمل على تحديد المعايير والأطر العامة للشعر بما يتناسب مع الطبيعة الثقافية للمجتمع القطري. مشاركون: مبادرة طيبة والمكان ملهم للشعراء صدح كثير من الشعراء بمنتقيات من قصائدهم، كما شدا بعضهم بمختارات من عيون الشعر عبر استحضار امرئ القيس وعنترة بن شداد، وأبي الطيب المتنبي، وشعراء آخرين، وكانت أجواء النقاش الجاد والحوار التفاعلي تتخلل هذه القراءات الشعرية. في هذا الصدد، تغنى الشاعر محمد إبراهيم السادة بقصيدة استلهم فيها أجواء «روضة الشعر»، وعبَّر فيها عن جمالية المكان وحميمية اللقاء ، حيث قال في مطلع قصيدته: إنْ تَسألي عَن مَكانِي النَ فاتِنتي يُجيبُكِ الطَّيرُ أنِّي بَينَ خِلانِي في رَوضَةِ الشِّعرِ طابَ اليَومَ مَجلسُنا والزَّهرُ تَلهو بِهِ هبَّاتُ نَيسانِ قَوافلُ الشِّعرِ حَطَّتْ قُربَنا وشَدَتْ رِحالُها بِحِداءِ الإنسِ والجانِ وقال السادة: إن الشعراء يثمنون هذه المبادرة الطيبة والدعوة التي وجَّهها سعادة وزير الثقافة والرياضة للشعراء، «فقد كانت الأمسية جميلة اضطلعوا فيها على الفنون البدوية في إلقاء الشعر، واستمعوا إلى الشعر الفصيح، ونتمنى أن تستمر هذه اللقاءات لمركز قطر للشعر ديوان العرب، الذي يتولى إدارته الشاعر شبيب بن عرار النعيمي». معرباً عن أمله في أن تكون هناك مشاركات بالفعاليات الشعرية على المستويات الوطنية والعربية والإقليمية. ميرزا: مناسبة تعزز التعارف بين الشعراء وبدوره، قال الشاعر علي ميزرا محمود: «نحن الشعراء لم تكن لنا خيمة تضمنا على مدى سنوات طويلة وتجمعنا بهدف واحد وتحت سقف واحد». واصفاً الفعالية بأنها «مناسبة مواتية تجمع شعراء قطر وتساهم في تعزيز التعارف بين المبدعين، لأننا لا نعرف بعضنا إلا من خلال الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فالتقابل والتحادث بشكل مباشر يخلق جواً من التأثير والتأثر». وثمَّن ميرزا فكرة سعادة الوزير باختيار مكان كهذا ليكون باكورة فعاليات مركز قطر للشعر «ديوان العرب»، «فهذه أرض تعبر عن البيئة القطرية بأشجارها وحجرها وترابها، مكان يوحي بالتراث ويعطي الانطباع الشاعري ويحفز النفوس على الإبداع والتفاعل وقوة المشاركة». آل مانعة: الروضة كشفت عن مواهب شعرية واعدة بدوره، وصف الشاعر صالح آل مانعة، أجواء»روضة الشعر» بأنها «أجواء تفوق الوصف، مشيرا إلى أن هذه الفعالية، كشفت عن مواهب شعرية واعدة، وحضور شعري كبير، كما كانت فرصة للقاء الشعراء، والتعارف فيما بينهم، سواء في داخل قطر، أو من خارجها، ممن وفدوا إلى الدولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية». ومثلما جمعت «روضة الشعر» بين شعراء العامية والفصحى، فقد اتسعت أيضا لكل الأعمار من صناع الشعر وعشاقه وهواته من كل الأعمار. واحتفى الحضور بالطفل حمد علي بن حيدان المري، الذي قرأ قصيدة وطنية، استحضر فيها حب الوطن والانتماء إليه، وما يشهده من نهضة حضارية على كافة المستويات. وعبَّر والد الطفل حمد عن شكره لسعادة وزير الثقافة والقائمين على أمر مركز قطر للشعر «ديوان العرب»، على دعوتهم لروضة الشعر وإتاحة الفرصة لابنه للمشاركة بإلقاء قصيدة، مشيراً إلى حسن اختيار المكان في روضة الهشم بين أحضان الطبيعة، «فأهل قطر يحبون الطبيعة، والشاعر البدوي يجد نفسه فيها وتتفتق قريحته بالأشعار في وسطها». وقال: إن «هذه الجلسة الطيبة في ظلال هذه الروضة الخضراء وفي أيام الربيع تحفز الشعراء على قراءة الشعر ونظمه». وحول مشاركة الأطفال والشباب في فعاليات «روضة الشعر» قال: إنها تمثل فرصة طيبة للاطلاع على تراث أجدادهم من القيم والتراث والتعرف على طرق التعبير بالشعر عن هذه القيم وهذا التراث، والتعرف على ثقافة الهجن والخيل».;
مشاركة :