ابتعدت الصورة التقليدية عن جماعات الإسلام السياسي التي تتحرك برؤى واحدة وقيادة موحدة، مع ما طرأ على جماعة الإخوان المسلمين من انشقاق سواء بشكل جماعي تمثل في جبهة محمد كمال، أو فردي كما حدث مع القياديين عمرو دراج ووجدي غنيم مؤخرا. يأتي ذلك، فيما علت الأصوات المنتقدة لسياسة الجماعة، وما هي عليه الآن وأخذت هذه الأصوات زخمها من حجم القيادات التي أطلقتها، ومن ثم وجدت صدى كبيرًا في المجتمع الإخواني الذي لم يتربى على سياسة الانتقاد للجماعة وقادتها. مؤخرا ألقى القيادي الإخواني الأردني عزام التميمي، الحجر الذي حرك المياه الراكدة، ليقترب من المنطقة المحظورة، فجاء تصريحه بضرورة غلق مكتب الإخوان في لندن، لأنه لا يقوم بأي دور يذكر، ومن ثم أصبح وجوده عبئا على الجماعة. القيادي الإخواني الأردني، وصف في تصريحات، ما آلت إليه أوضاع مكتب الإخوان المسلمين في منطقة كريكلوود في لندن، والذي يمثل مقر الأمانة العامة لما كان يعرف بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والذي كانت مهمته الترتيب لاجتماعات التنظيم، من حيث إجراءات سفر واستقبال المندوبين، وما يتعلق بأمور إقامتهم وضيافتهم أثناء وجودهم في لندن أو حيث يعقد اللقاء، ولم يكن يصدر عن هذا المكتب إلا النذر القليل من البيانات. التميمي، قال: إن تصدر المكتب بعد ثورات الربيع العربي لنشر البيانات وتوجيه الرسائل باسم الجماعة، على الرغم من كونه ليس مؤهلاً لذلك، وهو ما ساهم بحسب قول القيادي الإخواني في تعميق الصدع داخل الجماعة. قد تكون رسالة التنظيم لقادة القمة العربية هي القشة التي قصمت ظهر الجماعة، وكشفت بحسب قول التميمي عورة مكتب كريكلوود ومحدودية قدرات وتواضع مؤهلات القائمين عليه. وطالب التميمي بضرورة إغلاق مكتب كريكلوود في لندن، وإعفاء جميع من فيه من أي مهام كلفوا بها من قبل، أو نصبوا أنفسهم للقيام بها من بعد، وكذلك إلغاء القرارات كافة التي صدرت عن أي جهة تدعي النطق باسم القيادة، ونجم عنها فصل أو تجميد أو غير ذلك من العقوبات بحق أي عضو من أعضاء الجماعة . وشدد التميمي على أنه لا يوجد من بين قيادات الجماعة من هو معصوم وفوق المساءلة والمحاسبة، كما أن الجماعة ليست شركة خاصة ليتصدر المشهد فيها من لا يحسن ولا يجيد إداراتها و هو لا يفقه في السياسة ولا يحسن الإدارة، وأصبحت المناصب تناط بمن له الانتماء التنظيمي والحظوة المزعومة عند الغائب الذي لم يعد أحد يعرف أهو حي يرزق أم بات طي الثرى، قاصدا بذلك محمود عزت القائم بأعمال المرشد. عمرو دراج القيادي الإخواني السابق، قال في تصريحات صحفية، إن ما قاله التميمي بمثابة حجر ألقي في بحر الجماعة فحرك الماء الراكد، وقد يتسبب في إحداث تغيرات جوهرية داخل التنظيم، معترفاً بوجود مشكلة كبيرة لدى التنظيم وقياداته. وكشف دراج، أنه لوجود التميمي في لندن وقربه مندوائر صنع القرار هناك فإنه يضع يده على كبد الحقيقة، لأنه مطلع على كثير من الأمور، وأن الكثير من أفرع الإخوان في البلاد يدرك الآن حقيقة وأبعاد الموقف، مطالباً بإفساح المجال أمام قيادات جديدة. الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني السابق، قال إن الجماعة تعيش الآن حالة مزرية، بعد أن أصبح لدينا مجموعتان متصارعتان على التنظيم والشهرة والتاريخ وعلى المال واالعلاقات الخارجية والإعلام، وإن كانت هذه ليست الحقيقة كاملة، فالحقيقة أن الصراع بين فكرين أحدهما مجموعة منتسبة للإخوان وهي أقرب إلى أن تسمى التوقف والتبين، ومجموعة أخرى من الإخوان الذين لا يؤمنون بالعنف وهم يشعرون بالآسى على ما وصل إليه حال الإخوان اليوم، من صراع داخلي، والانحراف عن الأهداف السامية للدعوة وتبني الصراع مع الأنظمة ليس في مصر وحدها بل في دول كثيرة. الهلباوي، أوضح في تصريحات خاصة لـ”الغد”، أن وجدي غنيم لم يكن محسوبا يوما على الجماعة، وليس عضوا في التنظيم، بل كان متعاطفًا مع التنظيم وباقي التيارات الإسلامية، لكنه مال إلى العنف والتكفير في السنوات الأخيرة.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :