أطلق برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أمس، خلال فعاليات اليوم الثاني من معرض دبي الدولي للإنجازات الحكومية، 15 برنامجاً لتدريب موظفي حكومة دبي، ضمن باقتين تهدفان إلى تطوير الموارد البشرية والابتكار والإبداع. وشهد المعرض، الذي ينظمه البرنامج تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حضوراً لافتاً في اليوم الثاني من فعالياته، حيث استقطب آلاف المهتمين الذين شاركوا بأنشطته المختلفة، وجالوا على أجنحته المتنوعة. مذكرات تفاهم شهدت فعاليات اليوم الثاني من المعرض توقيع مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز وجمعية الإمارات للملكية الفكرية، حول تعزيز التعاون والشراكة البناءة بين الطرفين، وتطوير أدائهما من خلال تطوير مبادرات توعوية لنشر ثقافة الملكية الفكرية في حكومة دبي، كما تمّ توقيع مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين البرنامج وجمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي، حول تعزيز التعاون والشراكة البناءة بين الطرفين، وتطوير أدائهما من خلال تطوير مبادرات توعوية لنشر وترسيخ التفكير الاستراتيجي واستشراف المستقبل في المجتمع. لقاءات مع المتعاملين شاركت جهات حكومية في دبي عبر منصة «لقاء مع العملاء»، التي تهدف إلى إتاحة الفرصة لمتعامليها بتقديم مقترحاتهم واستفساراتهم، إذ شاركت بلدية دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، وهيئة تنمية المجتمع، وهيئة الطرق والمواصلات، في المنصة، وتحاوروا مع الجمهور حول مجموعة من النقاط، مثل ما هو متوقع من المؤسسة الحكومية والمشروعات التي تعمل عليها هذه المؤسسات. «وردة» ذكية تضيء 250 ألف «مصباح دبي» قال مدير إدارة تطبيقات الاستدامة في بلدية دبي، أحمد البدواوي، إن «الوردة الذكية» التي أطلقتها البلدية، أخيراً، لديها القدرة على إضاءة وتشغيل 250 ألف مصباح من «مصابيح دبي» لمدة 24 ساعة سنوياً، باستخدام قدراتها في معرفة مواعيد شروق الشمس، وتفتحها وتتبع الأشعة بشكل تلقائي، من خلال حساسات رقمية. وأوضح أن الوردة تتمتع بكفاءة عالية في جميع الظروف المناخية، وتتحمل حتى درجة 50 مئوية، و20 درجة مئوية تحت الصفر، وتم تصميم الألواح الشمسية لكي تتمتع بتهوية خلفية لتجنُّب الحرارة العالية (زيادة بالكفاءة تعادل 5-10%)، إضافة إلى حماية ذاتية من العواصف والرياح الشديدة (حيث تنغلق الوردة تلقائياً عندما تصل سرعة الرياح إلى 63 كيلومتراً في ساعة). وتم خلال اليوم الثاني من المعرض توقيع عدد من الاتفاقيات التي تهدف إلى تطوير المهارات، وتفعيل برامج توعوية عديدة، إضافة إلى إطلاق تطبيقات ذكية، تهتم بعدد من شرائح المجتمع، أهمها «تواصل» الذي أطلقته وزارة تنمية المجتمع، ويستهدف الأطفال المصابين بطيف التوحد، ونظام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، الذي يرحب بالمسافرين، وحائط الابتكار الذي طورته دائرة الشؤون القانونية في حكومة دبي، كما تضمن عرض 20 ابتكاراً ضمن ردهة مبتكري دبي، التي تركز على ابتكارات يمكن تطويرها وتبنيها من قبل الجهات الحكومية المختلفة. وتفصيلاً، قال الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، رئيس برنامج دبي للأداء الحكومي، عبدالله الشيباني، إن المعرض حقق نجاحاً كبيراً عبر استقطاب الزوار والمشاركين، واستطاع أن يحظى بمشاركات عالمية بارزة من جهات حكومية حققت إنجازات رائدة في مختلف ميادين العمل الحكومي. وأضاف أنه «انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تحويل دبي إلى مركز عالمي لأبرز وأهم الفعاليات، فقد دعونا العديد من حكومات العالم المتقدّم للمشاركة في فعاليات المعرض، بهدف الاستفادة من تجاربها وخبراتها في مجال التميز الحكومي، وقد استجابت الجهات المدعوة، واستطعنا تعريف زوار المعرض بتجاربها وإنجازاتها عبر الأجنحة المتنوعة التي تضمنها المعرض». وأطلق برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز باقتين لتدريب موظفي حكومة دبي، التي تهتم بالابتكار واستشراف المستقبل تحت اسم «الريادة المؤسسية»، والذي يحوي 10 برامج تدريبية متخصصة في مجال الإبداع والابتكار، وتحوي مبادئ ومفاهيم للتفكير خارج الصندوق، وتشمل برامج حول إدارة الابتكار واستشراف المستقبل، وتحقيق الريادة المؤسسية، وإدارة التغيير، وغيرها من البرامج. وتهتم الباقة الثانية التي أطلقها البرنامج تحت اسم «الموارد البشرية» بالاستثمار في بناء القدرات البشرية، وتقدم خمسة برامج تهتم ببناء قدرات الإنسان، ليكون قادراً على الإنجاز والعطاء، من بينها تخطيط وإدارة رأس المال البشريِّ، وتمكين وتقدير والتواصل مع الموارد البشرية، والتوطين، وغيرها من البرامج. وأفاد المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، الدكتور أحمد النصيرات، بأن الـ15 برنامجاً الذي تم إطلاقها، أمس، تضاف إلى باقات البرامج التي يقدمها «الأداء الحكومي المتميز»، والتي أصبح مجملها 30 برنامجاً موجهاً لموظفي حكومة دبي في المرحلة الأولى. وأوضح: «نهدف إلى إطلاق باقات جديدة من البرامج، بحيث يصبح مجموعها 50 برنامجاً، ونريد أن تكون متاحة لجميع موظفي الحكومات المحلية والاتحادية في مراحلها المقبلة»، مضيفاً أن البرامج تحوي مواد علمية مختلفة، لتيسير وتوضيح المفاهيم، وتشمل كذلك تمارين متخصصة، ليتمكن الموظف من الحصول على الشهادة المعتمدة عند الانتهاء منها. فيما شاركت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي بفعاليات المعرض، إذ قال المدير العام للدائرة، الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني، إن الدائرة عرضت النسخة الذكية المُحدثة من تطبيق مصحف الشيخ مكتوم، من خلال تطبيقات الهواتف، والأجهزة الذكية، ونسخة إلكترونية لذوي الإعاقة بلغة «برايل»، إضافة إلى النسخة الذكية المُحدثة من تطبيق «إمارات الخير»، المبادرة الرائدة في مجال ربط الجمعيات والمؤسسات الخيرية بمنظومة إلكترونية وذكية، وكذلك المنصة الإلكترونية للثقافة الإسلامية (مبادرة الدعوة الرقمية)، وهي منصة رائدة مُتعلقة بالمواد والمعلومات ذات العلاقة بتعاليم الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية بلغات مُتعددة. «تواصل» وأطلقت وزارة تنمية المجتمع، أمس، ضمن مشاركتها في المعرض، تطبيق «تواصل»، الذي يهدف إلى بناء طرق للتواصل مع الأطفال المصابين بطيف التوحد، والأطفال الذين يعانون صعوبة في التواصل مع من حولهم، والأطفال الذين يعانون مشكلات في اللغة والكلام. وقالت وكيل الوزارة، سناء سهيل، إن التطبيق يهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون طيف التوحد في التعبير عن احتياجاتهم والتفاعل مع البيئة المحيطة، وتطوير مهاراتهم ودمجهم في المجتمع، مشيرة إلى أن التطبيق يمكن التحكم فيه بسهولة تامة، خصوصاً أنه يعتمد على الصور التوضيحية واللغة العربية على الأجهزة اللوحية. وأضافت: «الجميل في التطبيق أن الطفل يستطيع التعبير عن نفسه واحتياجاته، بغض النظر عن المكان الذي يوجد فيه، وبإمكانه التواصل مع أفراد أسرته، ومعلميه في المدرسة، بسهولة ويسر». من جانبها، أفادت مدير إدارة رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة، وفاء حمد بن سليمان، بأن التطبيق يوفر خيار تدريب الطفل وفقاً لعدد من المراحل، وكل مرحلة تحوي أهدافاً عدة ينبغي على الطفل تطبيقها للوصول إلى تواصل فعّال بينه وبين من حوله. وأشارت إلى أن الوزارة تمكنت، من خلال إطلاقها تطبيقات سابقة تستهدف فئات مختلفة من المجتمع، من الوصول إلى أعداد كبيرة من المستفيدين داخل وخارج الدولة، إذ إن تطبيق «نمو» استفاد منه أكثر من 1000 شخص من دول عربية مثل السعودية ومصر، وغيرها من الدول. حائط الابتكار وقال المدير العام لدائرة الشؤون القانونية لحكومة دبي، الدكتور لؤي بالهول، إن الدائرة أطلقت، أخيراً، حائطاً للمبتكرين، ضمن منظومة الابتكار في الدائرة، وهي معتمدة عالمياً، إذ حصلنا على شهادة المواصفة الأوروبية لإدارة الابتكار، كأول جهة قانونية على مستوى العالم تحصل على هذه الشهادة. وأضاف أن الدائرة وضعت آليتين لتوليد المقترحات، والتركيز على الابتكار، ووضعت لجنتين للوقوف عليها، موضحاً «إحداهما تختص بالمقترحات التي تصل إلى الدائرة، سواء من الموظفين، أو المتعاملين، أو الجهات الحكومية الأخرى، وهذه المقترحات تصل إلى الدائرة عبر التطبيقات الذكية أو بشكل مباشر». وتابع أن حائط الابتكار موجود في الدائرة لوضع المقترحات، ويجتمع أمامه الموظفون بشكل أسبوعي للاطلاع على الأفكار والمقترحات ودراستها، ومعرفة إلى أين وصل المقترح، موضحاً: «نحلل هذه المقترحات من نواحٍ عدة، أهمها الكلفة المادية للمقترح، والعائد على الدائرة، وسهولة التنفيذ». وأشار بالهول إلى أنه يتم تقيم المقترح بشكل كامل، والذي يحصل على النقاط الست يتم تنفيذه، موضحاً: «بعض المقترحات صعبة في التنفيذ، وذات كلفة عالية، لذا نحاول إرجاعها على صاحب الفكرة ليطورها أكثر، بحيث نستطيع تحليلها بشكل أكبر، وأخرى ذات كلفة منخفضة وصعوبة في التنفيذ، وهي التي نحاول أن نعمل عليها أكثر من خلال اللجنة، قبل البدء بالتنفيذ». ولفت إلى أن الأفكار الإبداعية والمبتكرة يتم نقلها مباشرة إلى نطاق عمل لجنة الابتكار في الدائرة، والتي يتم تحليلها ضمن معايير أكثر دقة، تعتمد على كون فريق العمل من مولدي الأفكار الجديدة، والخياليين الذين يحاولون العمل خارج الصندوق، والمحسّنين الذين يقترحون أفكراً جديدة لتسهيل التطبيق، والمطبقين للأفكار، ويشكل فريق العمل صاحب الفكرة الأساسية. «ردهة مبتكري دبي» وقالت مديرة مشاريع في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، مها عبدالله السويدي، إن البرنامج يشارك للمرة الأولى في المعرض بـ«ردهة مبتكري دبي»، التي تم إطلاقها خلال أسبوع الابتكار العام الماضي، وتعرض الردهة 20 ابتكاراً لعدد من الموظفين والطلبة، من مؤسسات حكومية محلية في دبي، واتحادية، وجامعات ومدارس. وأوضحت: «نشارك تحت مظلة مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الحكومي (إبداع)، التي أطلقها سموّه في 2012، والتي تختص بنشر ثقافة الإبداع والابتكار في الجهات الحكومية المختلفة، وهي إحدى فئات جائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز»، مضيفة أن المبادرة تضم عدداً من الفائزين في هذه الفئة من الجائزة، وعدداً من الفعاليات والبرامج التدريبية التي تستهدف تنمية حس الإبداع والابتكار. وتابعت أن المبادرة تركز على برامج العصف الذهني للمبدعين، وعرض الابتكارات الجديدة في «ردهة مبتكري دبي»، وتقديم شرح تفصيلي عن كل مبادرة، والتعرف إلى آراء الجمهور، والاحتكاك معهم في كيفية تطوير هذه الآراء، ومن خلال الردهة يمكن للجهات الحكومية الاطلاع على الابتكارات، وبالتالي تبنيها لتطبيقها في مختلف القطاعات. وأشارت السويدي إلى أن الـ20 مشروعاً التي تعرضها ردهة الابتكار، تأتي من عدد من الجهات الحكومية. وأوضحت: «تشارك وزارة تنمية المجتمع بعدد من المشروعات، منها تطبيق (نمو)، وتطبيق (تواصل)، وتطبيق (صنعة) للأسر المنتجة، كما تعرض الردهة مشروع روبوت ذكي لإبطال القنابل، الذي تبنته شرطة دبي، ومشروع الطائرة من دون طيار (درون) لاستخدامها في الإسعافات الأولية إذا تعذر إرسال سيارة إسعاف إلى موقع الحادث، والتي تصل في وقت أسرع لتقديم الخدمة بالصورة الأفضل، إضافة إلى مشروع الرسم الابتكاري، الذي يساعد المبدعين على معرفة كيفية رسم تصاميمهم بالصورة الصحيحة قبل تنفيذها». ترحيب بالمسافرين قال رئيس قسم الابتكار في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، المهندس غانم إبراهيم، إن الإدارة شاركت بعدد من الابتكارات، التي تهتم بتحسين أداء موظفي الإدارة، وإسعاد المتعاملين، موضحاً أنهم عرضوا سبعة مشروعات تم ابتكارها وتنفيذها في مركز الإبداع والابتكار التابع لإقامة دبي. وأوضح أن أحد هذه المشروعات هو «نظام الترحيب التلقائي للمنافذ في المطارات»، وهو جهاز قارئ لجوازات السفر، بحيث يعرف جنسية المسافر، ومن ثم يذيع رسالة خاصة للترحيب به وفق لغة الزائر، لبث السعادة، وكسر حاجز اللغة بين الموظفين والزائرين. وأضاف إبراهيم أن الابتكار الثاني الذي عرضته الإدارة هو «نظام مراقبة النقليات»، وهو جهاز لمراقبة سرعة نقليات الإدارة، بحيث يقرأ السرعة التي يتبعها السائق، ويقارنها مع سرعات شوارع دبي، وعند تجاوز السرعة المحددة يرسل النظام رسالة مباشرة لغرفة العمليات التابعة للإدارة في قسم النقليات.