انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس رجل الأعمال البحريني الكبير الوجيه محمد يوسف جلال، بعد حياة حافلة بالعطاء والتواصل وعمل الخير والبر. كانت حياة الفقيد حافلة ومتميزة في مختلف مراحلها، حيث أسهم مع مجموعة من التجار ورجال الأعمال في تأسيس كثير من الشركات والبنوك التجارية في المملكة.. كما ترأس غرفة تجارة وصناعة البحرين خلال الفترة من 22 أبريل عام 1974م إلى 21 أبريل عام 1985م، وأحدث من خلالها نقلة نوعية ومتطورة وأسهم في حل كثير من الصعاب والمشاكل التي تواجه القطاعين التجاري والصناعي، كما أسهم في إنشاء أول مقر مستقل للغرفة، وكانت له إسهامات كثيرة في الأعمال التطوعية والخيرية.. كما كان من مؤسسي مصرف البحرين الإسلامي. عُرف عن الفقيد قربه وحبه وولاؤه للقيادة الحكيمة ولشعبها الوفي ودعمه للوحدة الوطنية. (التفاصيل) الوجيه محمد يوسف جلال في ذمة الله الراحل العصامي بنى نفسه حتى وصل إلى قمة «بيت التجـار» رحلة من العطاء لأكثر من نصف قرن أسهمت في تطور اقتصاد المملكة فقدت مملكة البحرين أحد تجارها الرواد الذين أسهموا في كتابة تاريخ التجارة البحرينية العريق، إنه رجل الأعمال البحريني الوجيه محمد يوسف جلال صاحب مجموعة محمد جلال التجارية، الذي انتقل إلى جوار ربه تعالى صباح أمس، بعد حياة حافلة بالعطاء والتواصل وعمل الخير والبر. الفقيد من الرعيل الأول الذين عاصروا فترات مهمة في عهود المغفور لهم بإذن الله أصحاب السمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.. وله ذكريات كثيرة عن التطور العمراني والحضاري. ولد الفقيد في مدينة المحرق العاصمة الأولى لمملكة البحرين في سنة 1920 لأسرة معروفة ترجع أصولها الى منطقة نجد في المملكة العربية السعودية وتعلم في مدرسة الهداية الخليفية وواصل دراسته في الهند. كانت حياة الفقيد حافلة ومتميزة في مختلف مراحل حياته الدراسية والعملية، فقد كانت له إسهامات عديدة في النشاط المدرسي والرياضي ويعتبر من رواد التحكيم الرياضي لكرة القدم التي عشقها منذ الصغر وواصل عشقها رغم مشاغله الكثيرة فقد كان يدعمها معنويا وماليا وهو من الداعمين لنادى المحرق والاندية الرياضية الأخرى. الوجيه محمد يوسف جلال بدأ العمل مع والده في تجارة اللؤلؤ من عام 1948 حتى 1950، ثم التحق بالعمل بالسجل التجاري «الطابو» لمدة 8 سنوات، وفي عام 1958 ترك العمل في السجل التجاري وتفرغ للقيام بالأعمال الحرة واستطاع أن يكون شركته المعروفة بنشاطاتها المتعددة، وعلى مدار أكثر من نصف قرن تطورت الشركة لتصبح واحدة من الشركات التجارية العائلية المرموقة في البحرين وأسهمت بشكل كبير في تطوير البلاد. ويعد الراحل نموذجا من النماذج البحرينية المتميزة التي قامت ببناء نفسها ذاتيا، وارتقى على سلالم العصامية بفضل طموحاته غير المحدودة، حتى تمكن من تحقيق نجاحات واسعة في كل القطاعات التي عمل بها بما في ذلك: البناء، النفط والغاز، التعاقد، الهندسة، التجارة، حلول وخدمات تكنولوجيا المعلومات، الأغذية والمشروبات، السفر، التصميم الداخلي، المصاعد والسلالم المتحركة، تنقية المياه، خدمات الأمن، إدارة المرافق والعقارات. ولأن الوجيه الراحل شخصية وطنية مخلصة، حرص على إثراء الحياة العامة في مختلف المناحي الاجتماعية والاقتصادية والرياضية، وكانت له إسهامات كثيرة في الأعمال التطوعية والخيرية، حيث كان أحد المؤسسين لنادي البحرين، وأحد المؤسسين لجمعية الهلال الأحمر البحريني، وترأس مجلس إدارة صندوق الزكاة، وأحد مؤسسي جمعية البحرين الخيرية، كما ترأس مجلس إدارتها أيضا. أسهم الفقيد مع مجموعة من التجار ورجال الأعمال في تأسيس كثير من الشركات والبنوك التجارية مثل البنك الأهلي وانفستكورب وشركة الاستيراد والتصدير وخدمات مطار البحرين (باس) وشركة البحرين للسياحة، وترأس بعضها وكانت له بصمات بارزة.. ونظرا الى نجاحاتها في عالم التجارة، تمكن الوجيه محمد يوسف جلال من قيادة الشهبندرية التجارية «غرفة تجارة وصناعة البحرين» بكفاءة واقتدار وحقق لهذه المؤسسة عددا من المنجزات المشهودة في تاريخها، خلال الفترة من 22 أبريل 1974 الى21 أبريل 1985 وكانت نقلة نوعية ومتطورة بجعل الغرفة أكثر قربا لدى القيادة الحكيمة والجهات الحكومية والتجار والمستهلكين وثابر على التواصل مع الجميع وأسهم في حل كثير من الصعاب والمشاكل التي تواجه القطاعين التجاري والصناعي. وللوجيه الراحل مجلس من المجالس البحرينية العريقة المسماة باسمه كانت تشرفه قيادة المملكة بالحضور، كما كان المجلس يحتضن عديدا من رموز البحرين في مختلف المجالات. ولأن الراحل من رجالات المحرق فإنه ارتبط مع هذه المدينة العريقة بعلاقة حب من نوع خاص، أخلص خلالها الراحل في العطاء، ويستذكره أهل المحرق بكل الخير. ولأنه كان معروفا بولعه بالرياضة وخاصة كرة القدم، شغل منصب أمين الصندوق في أول تشكيل رسمي ونظامي لفريق المحرق الرياضي، وفي مارس 1952 كانت أول رحلة خارجية لهذا الفريق إلى الكويت من ترتيب الوجيه الراحل، وكان يحث أولاده على دعم الشباب والرياضة في مملكة البحرين. وترأس المرحوم محمد جلال الشركة العائلية ويشكل هو وأولاده الأربعة «مجلس الأسرة»، وتعمل مجموعة جلال في العديد من القطاعات الرئيسية بما في ذلك: البناء، النفط والغاز، التعاقد، الهندسة، التجارة، حلول وخدمات تكنولوجيا المعلومات، الأغذية والمشروبات، السفر، التصميم الداخلي، المصاعد والسلالم المتحركة، تنقية المياه، خدمات الأمن، إدارة المرافق والعقارات. ويعمل عدد من شركات مجموعة محمد جلال في عدد من الدول الخليجية بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر، ولدى المجموعة العديد الوكالات العالمية مثل: شندلر، جنرال الكتريك، وشركة سوزكي للسيارات، الشركة البريطانية الأمريكية التبغ، بولتزميستر، وغيرها من الوكالات في شكل مشاريع مشتركة أو اتفاقيات لوكالات توزيع. ترك الفقيد بصمة واضحة وذكرى طيبة لدى كل من عرفوه وتعاملوا معه من القيادة الحكيمة والمواطنين والمقيمين في كل جانب من جوانب الحياة في مملكة البحرين الانسانية، الاجتماعية، الاقتصادية، الخيرية، التجارية والرياضية. عرف عن الفقيد قربه وحبه وولاؤه للقيادة الحكيمة ولشعبها الوفي ودعمه للوحدة الوطنية. الوجيه الراحل في عيون تجار البحرين أكد عدد من التجار ورجال الأعمال البحرينيين أن البحرين خسرت رجلا من رجالاتها المهمين برحيل الوجيه محمد يوسف جلال، الذي قدم الكثير في خدمة وطنه وأثرى الحياة الاقتصادية والتجارية بها.. ويقول خالد المؤيد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين ان الوجيه الراحل كان نموذجا للرجل العصامي الذي كون نفسه بنفسه، حتى استطاع أن يكون من كبار التجار على مستوى البحرين ودول الخليج العربية، كما كانت له إسهامات مهمة على مستوى غرفة التجارة، وكانت له بصمات واضحة في مسيرة الغرفة على مدى تاريخها على صعيد عضويته لمجلس الإدارة والتي بدأت في الدورة الثالثة عام 1954 ولأكثر من دورة أو على صعيد رئاسته لمجلس الإدارة ولعدة دورات متتالية والتي بدأت في الدورة السادسة عشرة عام 1974 حتى الدورة العشرين عام 1983، حيث كان للفقيد إنجازات كبيرة على صعيد الغرفة خلال رئاسته لها على مدى 9 أعوام، ومنها إنشاء أول مقرّ مستقل للغرفة في عام 1980. ويضيف المؤيد: للفقيد دوره واسهاماته في العمل الإنساني والخيري، فقد كان مثالا يحتذى في أوساط أصحاب الأعمال والتجارة والاقتصاد من خلال تنبي عديد من القضايا الاجتماعية والاعمال الخيرية. ويصف رئيس الغرفة الوجيه الراحل بأنه كان رجلا متواضعا، وكان شخصية وطنية كبيرة في تعامله وفكره وادارته، لافتا إلى أنه عمل معه في غرفة التجارة ووجده مشجعا للشباب ومخلصا لعمله وسيظل محفورا في ذاكرة الوطن وسيذكره الجميع بالعرفان والتقدير. من جانبه يقول رجل الأعمال إبراهيم زينل إن الوجيه الراحل محمد يوسف جلال من الرعيل الأول الذي أثرى الحياة الاقتصادية في مملكة البحرين ولعب دورا كبيرا ليس فقط على مستوى إنشاء الشركات التجارية، ولكن جهوده امتدت حتى تواجد على رأس المنظمة الأهلية الأهم في عالم التجارة بالبحرين وهي غرفة التجارة، لافتا إلى أن الفقيد الراحل كان له دور أساسي في مختلف الأنشطة الاقتصادية، وكان يدفع بالجيل الجديد للتصدي للمشاركة في الحياة الاقتصادية. ويضيف: أنا شخصيا أدين بالكثير من الفضل للوجيه الراحل الذي قدم لي الدعم والتشجيع للعمل التجاري، كما حفزني على التواجد في مجلس إدارة غرفة التجارة، وهو ما ينطبق على الكثير من أبناء جيلي، واصفا الفقيد الراحل بأنه كان «دينامو» لخلق كل ما هو جديد من فعاليات. وأكد زينل أن الفقيد الراحل خسارة كبيرة للبحرين، وندعو الله أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. واعتبر رجل الأعمال سمير ناس أن الوجيه الراحل كان من كبار رجالات البحرين ووجهائها، ومن الجيل الذين أسسوا الاقتصاد الحديث في المملكة خلال فترة الخمسينيات، وله بصمات واضحة في التنمية والقطاع الخاص، كما قدم اسهامات مهمة على مستوى غرفة التجارة وخاصة في الفترة التي ترأس فيها الغرفة، وفي مقدمتها إنشاء المقر الخاص بها. ولفت ناس إلى الدور الحيوي الذي كان الوجيه الراحل يؤديه على مستوى الأعمال الخيرية والاجتماعية والتي تعد نموذجا لمجتمع رجال الأعمال البحرينيين، منوها بقدرة الراحل وأبنائه على تنمية شركة عريقة في العديد من المجالات.. فيما أكد رجل الأعمال عثمان شريف أن الوجيه الراحل «بو جلال» كان عمودا من أعمدة البحرين في المجال الاقتصادي وقدم اسهامات في العديد من المجالات، في مقدمتها المنجزات التي تحققت في غرفة التجارة التي شهدت بداية الطفرة خلال ترؤسه لها عندما كان إلى جواره بقية رجالات البحرين الاقتصادية المهمة، لافتا إلى أن هذه المنجزات دعمت اقتصاد البلد. وأضاف شريف أن الوجيه الراحل ترأس عديدا من الشركات وأسهم في إنجاحها بفضل حنكته في الإدارة، بالإضافة إلى تأسيس مؤسسات اقتصادية تدار من قبل أبنائه بنجاح، وهو ما يؤكد أن مسيرة عطائه ستتواصل وسيظل محفورا في ذاكرة الوطن.
مشاركة :